الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من منا لا يحتاج ل -صك الغفران - ؟

دعد دريد ثابت

2018 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


اليوم عطلة رسمية في بعض مدن المانيا، لإعتباره عيد ديني، وسببه يعود للمصلح مارتن لوثر في عام 1517، الذي حارب تعاليم الكنيسة البابوية الكاثوليكية. وقد علق أطروحات هذا الإصلاح المكونة من 95 بند على باب الكنيسة حينذاك. إحدى أسباب إمتعاضه وتهجمه على طريقة البابوات هي صكوك الغفران، والتي كانت تصادق بموافقة البابا.
فقد كانت الأموال تُجمع من الفقراء والمعدمين، لكي يغفر لهم الله ذنوبهم لقاء شرائهم هذه الصكوك. وكانت الكنيسة ورهبانها، يغتنون بهذه الأموال ويشيدوا بها صروحهم وكنائسهم أو لتمويل حروبهم بإسم الله. وكان هناك مثل معروف، ينص على: "عندما يرن صوت النقود في الوعاء تقفز الروح من النار".
أستمر هذا المرشد بدعائه للتغيير حتى أدى ذلك الى إنقسام الكنيسة الى كاثوليكية وأرثذوكسية ولوثرية. وبعد أعوام طويلة من محاولات الكنيسة لهرطقة أفكاره ومحاربته، نجح في دعوته للإصلاح ومُنعت فيما بعد بيع هذه الصكوك.
اليوم نحتاج الى الكثير من الأئمة المارتينيين، لأن التغير يجب أن يبدأ من لب المؤسسة الدينية، لكي يكون الإصلاح جذرياً وصحيحاً.
فكل ما يُقترف في بلادنا لهو بإسم الله والدين. وبتصوري لم تكن مبدأ هذه الأديان، ورسولها ولا أئمتها، الحال الذي وصلت له أممهم ولتنكروا لهذه الأمة التي أخزت نفسها وعجلت في إنحدراها لأدنى المستويات الإنسانية والحضارية وتعجل بإنقراضها.
فكيف لإنسان لايستطيع مسامحة نفسه أن ينتظر مسامحة الله أو الآخرين له، كيف لأمة أن تنهض وكل فرد فيه غير راضٍ ومتقبل لوجوده وبشكوكه. كيف لنا أن نكون أمة، ونحن نمتنع عن تقبل الأفكار المتعددة، ونخنزل الوجود بفكرة واحدة، أياً كانت.
وشعوب ومواطنين لا يتعاضدون بإسم الكرامة وضد الظلم والذل وهدر الحقوق للإطاحة بحكومات تمتص دمائهم ودماء أبنائهم بحروب وفقر وبطالة ورشاوي، ولكنهم يتعاضدون في مسيرات دينية، وتوزيع الطعام لزوار تلك المسيرات بالملايين ولأيام تعاد كل عام من جديد، بمظاهر حزن بائسة لذكرى قديمة لإنسان بغض الظلم والرياء والنفاق وثار وحارب وقُتل برغم علمه بأنه لن يصل لغايته لقلة عددهم مقارنة بخصومه، ولكنه أعتقد أن فكره سيصل الى أجيال لاحقة، ومبدئه لن يخسر ويموت.
آه لو علم، تراه كان سيضحي بنفسه وعائلته؟
وإن حاول أي فرد ووضع بعض النقاط على الحروف، سيُتهم بأنه ملحد وعلماني وهُدر دمه وقد يُقتل. وتمزق أوطان بشعوبها فكراً قبل حرباً.
فكيف نحلم بحكومات وطنية واعية لمسؤولية شعوبها، مادامت شعوبها لاتعي نفسها ولاتعرف قيمتها إنسانياً وأخلاقياً تجاه نفسها وتجاه الكون؟!
فياقرة العين وفرحة الروح، لو تحدث المعجزة، ويأتي مثل هكذا مصلح يدق مطالبه وأطروحاته على جدار الكعبة وكل جامع ومصلى، بالكف عما يفعله هؤلاء الملقبون بسادة الدين وذيولهم من ملوك وحكام.
الحقيقة كم أنت مسكينة، قد شوهت وطُعنت. فعوضاً عن المساجد التي تنبع كالكمأ بعد سقوط المطر في صحاري البلاد، والأغطية الثمينة والنفيسة والذهب الخالص وسجاد الحرير وثريات الكريستال التي تزينها، وكانت ستطعم الكثير من جياع ومحرومي بلاد الإسلام وباقي الأمصار وتُبنى بها المدارس وبيوت العلم والثقافة والتي ستربي أجيالاً الى الطريق الصحيح. ولا أظن أن هذا الإسراف والمغالاة كانت سترضي الرب ولا نبيه وأصحابه أو ستزوق سوء ما آل اليه المسلم وتبرطل الله وتنسيه مايفعله الكثير بعضهم ببعض.
الله أو كما أحب أن أطلق عليه إسم "حلم الإنسان" هو السلام، التسامح، المحبة، الإحترام والمساواة وكل ماعدا ذلك له باطل وحرام.
الم يحن الوقت لمثل هولاء المتحجرين وهذه المرة أعكس الفكرة أن يشتروا هم "صكوك الغفران" عسى أن يغفر لهم الله لهم ذنوبهم (وماأكثرها) ولاتكون نهايتهم الجحيم بعد أن حرقوا جنة الأرض!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر