الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكرمات وأفضال أميركا على العرب

عادل بشير الصاري

2018 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


يحلو لكثير منا ـ نحن العرب ـ اتهام حكامنا بالعمالة وبأنهم دمى متحركات من صنع أميركا ، والواقع أن التماهي والانقياد لرغبات سيدة العالم أميركا هو ضرورة حياتية ومصيرية لا فكاك منها، فلا يمكن لحاكم أو زعيم أو رئيس دولة عربية أو دولة من العالمين الثاني والثالث ألا يهادن ويصادق أقوى دولة على سطح الأرض، وبطبيعة الحال فإن لهذه الصداقة غير المتكافئة أثمانا باهظة ، حتى معارضو النظم العربية الحاكمة يتمنون رضا سيد البيت الأبيض ويَسْتعدونه على حكامهم ، فكل من الحاكم والمحكوم في هذا الزمن في مسيس الحاجة إلى هذا السيد الأميركي المطاع ، وكلاهما في نظر العامة سواء في العمالة ، وما هي بعمالة ولا خيانة بل علاقة مصالح لا مفر منها.
لأميركا أفضال ومكرمات على جميع سكان المعمورة ، ولا ينكر هذه المكرمات إلا الحقود، ومن الصعوبة أن نعدد هذه المكرمات ، فهي كثيرة جدا، ولكن لابأس من أن نوجزها ونذكر عشرا منها للمواطن العربي البسيط :
أولا/ تكرمت أميركا مشكورة فاعترفت بحق الشعوب العربية في الحياة، واعترفت كذلك باستقلال كل الدول العربية ، بل تواضعت فعاملت الدول العربية كما تعامل الدول الأوروبية ولآسيوية ، فكم من رئيس أميركي تكرم على بلد عربي بزيارته ، ووقف احتراما لعلمه ونشيده ، وكان بإمكانه وهو رئيس أكبر دولة في الوجود أن يتجاهل دعوة أي رئيس عربي ، فالدول والرؤساء درجات ومقامات.
ثانيا/ تكرمت أميركا مشكورة وسمحت بالتبادل التجاري بينها وبين الدول العربية لكي يتمتع العربي بجودة البضائع الأميركية المختلفة.
ثالثا/ تكرمت أميركا مشكورة وسمحت بالتبادل الثقافي، فقبلت في جامعاتها مئات الألاف من الطلاب العرب، وسمحت للأطباء والمهندسين ورجال الأعمال والفلكيين وغيرهم بالاطلاع على المجلات والمصنفات والنشرات العلمية والفنية الصادرة في أميركا للاستفادة منها كل حسب تخصصه.
رابعا/ تكرمت أميركا مشكورة فقبلت المهاجرين إليها، ومنحت حق اللجوء الإنساني والسياسي لأفواج كثيرة من العرب الفارين من عسف وظلم دولهم، ووفرت لهم فرص عمل ومجانية تعليم وصحة.
خامسا/ تكرمت أميركا مشكورة بدفع إيجارات القواعد العسكرية التي استأجرتها من بعض الدول العربية ، وكان بإمكانها ألا تدفع بنسا واحدا، ولن تستطيع الدولة المؤجرة ولا كل الدول العربية مجتمعة أن تعترض ، لكنه الكرم الأميركي.
سادسا/ تكرمت أميركا مشكورة بدفع ثمن النفط العربي ، ولو أرادت الشر لأخذته عنوة دون أن يجرؤ حاكم عربي واحد على الرفض، لكنه الكرم الأميركي.
سابعا/ تكرمت أميركا مشكورة بإرسال أطنان لا تعد ولا تحصى من الأغذية والأكسية والأدوية إلى الدول العربية التي نكبت بالكوارث الطبيعية وبالحروب الأهلية ، ومن ينكر الكرم الأميركي إلا لئيم.
ثامنا/ تكرمت أميركا مشكورة فأرسلت قواتها إلى الكويت عام 1991م ، وحررتها من قبضة جنود صدام حسين ، بل إنها بعد سنوات قبضت على صدام وأوصت العراقيين بإعدامه ، لتشفي صدور الكويتيين والعراقيين الذين نكَّل بهم صدام.
تاسعا/ تكرمت أميركا مشكورة منذ احتلال فلسطين بالدعم المالي للاجئين الفلسطينيين وتخفيف معاناتهم، وهي لا زالت إلى يومنا هذا تقتطع من مخصصات رفاهية شعبها ملايين الدولارات لتقدمها معونة لمؤسسات السلطة الفلسطينية.
عاشرا/ تكرمت أميركا مشكورة بمنع إسرائيل من ابتلاع الدول العربية المجاورة لها، لكن خلقها ومبادئها السامية منعها من أن تشجع القوي على ابتلاع الضعيف.
هذه هي بعض مكرمات أميركا على الدول العربية وشعوبها، ولو ركبت هذه الدولة العظمى رأسها لبقي العرب إلى يومنا هذا في خيامهم يرعون الإبل والأغنام، ويتقاتلون فيما بينهم على ناقة عجفاء ، ويهيمون في الصحارى وبين الجبال لاقتناص طريدة يقتاتون لحمها ، وفي الليل يتسامرون حول مواقد النيران يتذاكرون كرم حاتم الطائي وتغريبة أبي زيد الهلالي ومأساة كربلاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست