الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
شرق الفرات والكرد وتركيا
علي مسلم
2018 / 11 / 5مواضيع وابحاث سياسية
بالرغم من ان المعنيين بالشأن السوري لم يأخذوا التهديدات الاخيرة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان " بأنه اكمل الاستعدادات للهجوم على مناطق شرق الفرات هذه المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية منذ عام 2015 " على محمل الجد سيما الطرف الامريكي المعني المباشر بأمن وسلامة هذه المناطق ، لكن من الواضح ان هذه التهديدات ربما تعني الكثير في جانبها الجيو سياسي ليس لأنها تأتي غداة القمة الرباعية التي التئمت في اسطنبول في السابع والعشرين من الشهر المنصرم والتي جمعت الى جانب تركيا كل من روسيا والمانيا وفرنسا فحسب بل لأنها جاءت في سياقها الاستراتيجي التاريخي المنسجم مع التوجهات التركية القديمة – الجديدة وسط اجواء من اللامبالاة الدولية والتجاهل الامريكي الواضح ، وهذا ما يوحي بأن ثمة اجواء سياسية جديدة باتت تفرض نفسها على المنطقة الاقليمية برمتها والتي تشهد حروب محلية عديدة بدءا من حرب اليمن والحرب الدولية على الارهاب وكذلك تداعيات النزاع الدولي القائم على قدم وساق حول تقسيم سوريا الى مناطق نفوذ فيما بينها ، وكذلك مستقبل ايران في المنطقة بما في ذلك مستقبل الميليشيات المتحالفة معها .
ويعتقد بعض المحللين ان هذه التهديدات تأتي في سياق مشابه لما جرى قبل عملية درع الفرات عام 2016 وكذلك عملية غصن الزيتون في اذار 2018 التي نفذتها تركيا في الشمال السوري بالتعاون مع بعض الفصائل السورية المسلحة بذريعة حماية امنها القومي الى جانب ملاحقة فلول الارهاب على حدودها الجنوبية .
ومن الواضح ان تركيا ماضية في سياساتها فيما يخص حدودها المشتركة مع سوريا بالاستناد قانونياً على البنود السرية لاتفاقية اضنة وملحقاتها السرية التي ابرمت بين دمشق وانقرة عام 1998 بعد تجاذبات سياسية كادت ان تؤدي الى صدام عسكري على خلفية الدعم اللوجستي لنظام الاسد الذي كان يقدمه لعناصر وقيادات حزب العمال الكردستاني ، هذه الاتفاقية التي تبيح للقوات التركية الولوج الى عمق الاراضي السورية لمسافات محدودة بحجة حماية حدودها من مقاتلي هذا الحزب التي تصفهم بالإرهابيين ؟ هذا ما اكده الرئيس الدوري للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة - في مؤتمر صحفي بولاية بيلاجيك التركية - في 11 ايار عام 2016 حيث قال إن "بروتوكول أضنة يهيئ الأرضية اللازمة لأنقرة لإقامة منطقة آمنة في سوريا، وفي حال تحقق ذلك وأُقيمت المنطقة الآمنة فإن أنقرة ستكون قد أمنت حدودها ، وعندئذ يمكن للسوريين أن يعودوا إلى بلادهم بأمان" ،
ويرى مراقبون أن عمليتي " درع الفرات وغصن الزيتون " العسكرية التي أطلقتهما أنقرة جاءتا " تطبيقا تركياً " لبنود اتفاق أضنة وملاحقه السرية وهذا الامر بطبيعة الحال يفرض امكانية قيام تركيا بتنفيذ تهديداتها فعلياً فيما يخص مناطق شرق الفرات على غرار ما جرى في عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون وسط تجاهل دولي مبني اساساً على توافق غير معلن ، وربما يستغرق ذلك فترة زمنية يتخللها توافقات دولية سرية على شكل صفقات بينية لم تكتمل تفاصيلها بعد . ؟
ومن المؤكد ان هذا الامر فيما لو حدث في القرب القادم أو تأجل لفترة زمنية أخرى سوف يضع مستقبل هذه المناطق بما في ذلك المستقبل السياسي للكرد في سورية مرة اخرى امام تحديات جديدة ، فتركيا ما زالت تمتلك المزيد من الاوراق السياسية الخاصة بهذا الشأن بالمقارنة مع المحيط الاقليمي العربي من جهة ومستقبل ودور ايران السياسي في المنطقة من جهة اخرى الى جانب مقدرتها على لعب دور سياسي من شانه خلخلة التوازن الاقليمي القائم برمته ، وهذا ما لا تبتغيها الارادة الدولية في هذا التوقيت بالذات ، لذلك نرى أن التعاطي مع هذه المستجدات وما ستليها من تبعات في هذا السياق سوف تفرض على الكرد وغير الكرد اعادة النظر في تحالفاتهم السياسية ليس في الجانبين الاقليمي والدولي فحسب بل في الجانب الوطني والمحلي ايضاً وهذا يقتضي بالضرورة اعادة النظر في البرامج السياسية والمنطلقات النظرية والفكرية القائمة ، بما في ذلك الدعوة للتصالح مع التاريخ ونبذ التناقضات التاريخية وما رافقها من تبعات كارثية ، والعودة من جديد الى الحواضن الوطنية والبناء عليها على قاعدة التعايش المشترك والحقوق المتكافئة .....!!؟؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إسرائيل تقوم بأكبر عملية مصادرة لأراض فلسطينية في الأغوار من
.. إسرائيل تغلق معبر الملك حسين مع الأردن بعد عملية إطلاق نار ق
.. تركيا: مواجهة انتخابية جديدة على رئاسة البلديات، ماذا يريد ا
.. نتنياهو يوافق على إرسال وفد إسرائيلي لواشنطن لبحث الهجوم الب
.. قصف عنيف وغارات ومعارك محتدمة قرب مدينة غزة وفي خان يونس