الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحماية القانونية للأطفال مجهولي الهوية .

محمود رجب فتح الله

2018 / 11 / 6
دراسات وابحاث قانونية


الحماية القانونية للأطفال مجهولي الهوية
د/ محمود رجب فتح الله
دكتور القانون الجنائي
المحام امام الجنايات

من المقرر ان الأطفال هم الثروة الحقيقية للأمة، ومستقبل البشرية، ومصدر قوتها الحقيقية، واستمرار مسيرتها نحو عمارة الكون، والقيام بواجب استخلاف الإنسان لله عز وجل، بالحق والعدل والخير، وقد وجه الإسلام الإنسان إلي ضروريات خمس هي حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ النسل، وحفظ العقل، وحفظ المال، ، ومن هنا جاء حرص الإسلام على النسل للمحافظة على كيان المجتمع وبقائه.

وقد اهتم الإسلام بالأطفال ورغب في إنجابهم، وأسس لهم أحكاماً تنظم حياتهم وتوفير الأمن والرعاية والحماية والحياة الكريمة مع أسرهم .

وللمجتمع الإنساني محاولات عدة من أجل حماية الطفل والدفاع عن حقوقه، من خلال العديد من الاتفاقيات والوثائق الدولية والإقليمية والمحلية، خاصة مع انتشار الصراعات المسلحة والحروب والاحتلال، مما عرض الأطفال وذويهم للقتل والتشريد وغير ذلك من الانتهاكات اللا إنسانية التي يتعرض لها الأطفال( ).

وقد حملت اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل التابعة للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة على عاتقها مهمة دراسة تلك الوثائق الدولية، بالاستعانة بالعلماء المتخصصين، بهدف الوقوف على مدى تطابقها أو تعارضها مع الشريعة الإسلامية، باعتبارها المصدر الرئيسي للتشريع في البلاد الإسلامية.

غير ان الأطفال مجهولي الهوية لهم وضع في غاية الخطورة من حيث الأوجه السلبية له على مجتمعاتنا، مما شكل ضرورة ودافعا ملحّا إلى إصدار "ميثاق الطفل في الإسلام" كأول ميثاق إسلامي يتناول حقوق الطفل وواجباته، مستقاة من الشريعة الإسلامية الغراء.
ومن المقرر ان احكام الشريعة الاسلامية لم تهمل اشكالية الطفل مجهول الهوية، بل تناولت أهم ملامح هذا الجانب المهم من الشريعة الإسلامية، لتوجه عناية الشرع المطهر بالأطفال في المجتمع الإسلامي على وجه العموم، ومجهولي الهوية والأيتام على وجه الخصوص، وهي بذلك تمثل مظهرا من مظاهر رحمة الإسلام العامة الشاملة، كما قال تعالى لرسوله الكريم "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"( )، وحينما جاء رجل إلى النبي يشكو قسوة قلبه، فقال له " أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم وامسحه رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك "( )، وعن عياض قال : قال رسول الله " أهل الجنة ثلاثة : ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال ( )، وغير ذلك من النصوص الكثيرة التى تدل على تأكيد الشرع المطهر لخلق الرحمة في نفوس المسلمين لما لهذا الصفة النبيلة من أثر عظيم على الفرد والمجتمع .

وعناية الشريعة الغراء بالأيتام ومجهولي الهوية لم تقف عند حث المسلمين على رحمتهم والعطف عليهم والإحسان إليهم، وإنما تجاوزت ذلك إلى سنّ جملة من الأحكام الفقهية التي تمثل نظاما متكاملا لرعاية مجهولي الهوية في المجتمع المسلم بما يحفظ لهم كرامتهم وحقوقهم المادية والمعنوية، ويدفع عنهم ضرر التحقير وضياع الحقوق والمصالح .

أولاً: أهمية دراسة المؤلف Importance of the study

تتجلى أهمية هذا المؤلف من تناوله التأثيرات السلبية لموضوع الأطفال مجهولي الهوية بإعتبارها قضية عامة، تمثل ملفاً يتكون من منظومة من المشكلات الفرعية التي تشكل أوجهاً متنوعة لها، وتكشف عن التفاعلات والروابط السببية والوظيفية بين تلك المشكلات الجزئية ويكسبها عمقاً ودلالة عند دراسة الموضوع، والبحث في إشكالية الأطفال مجهولي الوالدين متعدد الأبعاد، سواء في الأضرار التي يعيشونها بفعل الحرمان العاطفي وما يصيب ذاتهم الوجودية من خلل نفسي عميق من جهة، وما تكرسه القوانين والتشريعات العربية من تمييز بحقهم وإلحاق الوصمة الإجتماعية بإسم القانون من جهة أخرى، وما يترتب عليه من مظاهر سلبية في مفهوم الذات والإنتماء والعمل والزواج والإندماج والتكيف الإجتماعي في حياتهم، والإنخراط والعيش كمواطنين يتمتعون بكامل الأهلية الإجتماعية في المجتمع من جهة أخيرة.

ثانيا : اشكالية الدراسة.

تتمثل الاشكالية في كيفية توفير الحماية القانونية لهذه الشريحة من الأطفال الذين لا يحملون هوية ولا يتمتعون بأدنى حقوقهم الاجتماعية والقانونية ويعانون من التهميش والاحتقار في ظل عجز الدولة عن التكفل بهم وإعطائهم أبسط حقوقهم وهو الاعتراف بوجودهم كأفراد معلوميّ النسب، وعرض أهم المراحل التي يمر بها الأطفال مجهولي النسب في البحث عن هويتهم، ومعرفة وضعهم القانوني بالمنظومة الدولية لحقوق الإنسان ومدى ملائمتها للعصر، وهل هناك آليات قانونية أكثر مرونة لتسوية أوضاع الاطفال مجهولي النسب وإدماجهم في المجتمع وحمايتهم من كل أنواع الاستغلال.

ثالثا : اهداف دراسة المؤلف.

لا شك ان الاهتمام بظاهرة الأطفال مجهولي الهوية، تتطلب وضع استراتيجية وإيجاد الحلول، منها التركيز على جانب ثقافة ووعي المجتمع وتبصيره بمخاطر هذه الظاهرة، وذلك بمواصلة الأعمال البحثية بشأن الأبعاد القانونية والأخلاقية لاستمرار تلك الظاهرة في مجتمعاتنا، وهذا أهم حافز للمؤلف، ومنه تعزيز الجهود الوطنية والإقليمية والدولية في مكافحة الآثار السلبية لتلك الظاهرة الخطيرة.

رابعا: منهجية دراسة المؤلف.

تخضع عملية البحث العلمي في هذا المقام، لأسلوب منضبط يمر بمراحل عدة، تبدأ بتحديد المشكلة، ثم وضع المعطيات، يليــها تجميع البيانات والمعلومات، والوقوف على تحليلها، والحالات العملية، وتنتهي بالوصول إلى النتائج المترتبة على المعالجـة البحثيـة.
ونتناول شرحا لذلك:

المنهج الاستقرائي، عن طريق استقراء الدراسات والابحاث والكتب والمراجع العربية والاجنبية التي تمت في مجال ظاهرة الأطفال مجهولي الهوية وآثارها على كل من الانظمة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وتأصيل وتحليل كافة التشريعات التى تناولت معالجة تلك الظاهرة، وذلك لخدمة دراسة هدف هذا المؤلف بغية توضيح كيفية تجنب الآثار السلبية لهذه الظاهرة.

المنهج التحليلي الوصفي، وذلك بهدف تحليل المعلومات والبيانات التي تتوافر عن مشكلة الدراسة، وفي إطار الاشارة إلى الواقع العملي والتطبيقي لظاهرة الاطفال مجهولى الهوية في الوطن العربي.

خامساً: خطة البحث: وذلك على النحو التالي:

بناء على ما تقدم، فإن الاشكالية التي نحرص علي طرحها ومعالجتها من خلال تسليط الضوء علي ظاهرة الاطفال مجهولي الهوية، من حيث طرق معالجتها وآليات الحماية القانونية لهم، ومن ثم كشف مواطن الخلل واقتراح سبل توفير تلك الحماية لهم.
ولمعالجة هذه الاشكالية، تم تقسيم الخطة، لتكون معالجة الموضوع وفقا للتالي:

الفصل الأول : ماهية الطفل مجهول الهوية.

المبحث الاول : مفهوم الطفل وحقوقه.

المطلب الاول : تعريف الطفل والطفولة.

المطلب الثاني : خصائص الطفل والطفولة.

المبحث الثاني : حقوق الطفل.

المطلب الاول : الحقوق الاساسية للطفل.

المطلب الثاني : الطفل في القانون الدولي.

الفصل الثاني : اشكاليات الاطفال مجهولي الهوية.

المبحث الاول : تعريف الطفل مجهول الهوية.

المطلب الأول : تعريف الطفل مجهول الهوية لغة وشرعا.

المطلب الثاني : تعريف الطفل مجهول الهوية اصطلاحا.

المبحث الثاني : الانعكاسات السلبية لظاهرة الاطفال مجهولي الهوية.

المطلب الاول : نشأة ظاهرة الاطفال مجهولي الهوية.

المطلب الثاني : الاسباب العملية لظاهرة الاطفال مجهولي الهوية.

الفرع الاول : اسباب ظاهرة الاطفال مجهولى الهوية على المستوى الاجتماعي الكلي.

الفرع الثاني : اساب ظاهرة الاطفال مجهولي الهوية على المستوى الاجتماعي الجزئي.

الفصل الثالث : الممارسات غير المشروعة ضد الاطفال مجهولي الهوية.

المبحث الاول : مفهوم سوء معاملة الاطفال مجهولي الهوية.

المبحث الثاني : تطور واشكال سوء معاملة الاطفال مجهولي الهوية.

الفصل الرابع : الجهود الدولية والاسلامية الخاصة بالطفل.

المبحث الثاني : الحماية التشريعية للطفل مجهول الهوية.

المبحث الثالث : قصور الحماية التشرعية للاطفال مجهولى الهوية.

المطلب الاول : اشكاليات الحماية القانونية للطفل مجهول الهوية.

المطلب الثاني : اليات الحماية القانونية للاطفال مجهولى الهوية.

المبحث الرابع : اشكالية الاطفال مجهولى الهوية في مصر

.
المطلب الأول : الوضع القانوني للطفل في التشريع المصري.

المطلب الثاني : آليات الحماية القانونية للطفل مجهول الهوية في القانون المصري.

المطلب الثالث : الوضع الخاص للأطفال المحرومون من البيئة الأسرية والتبني.

الخاتمة :

- النتائج.

- التوصيات.
*** هذا جزء من مؤلفنا : د. محمود رجب فتح الله، آليات الحماية القانونية للأطفال مجهولي الهوية، دار الجامعة الجديدة، مصر، الاسكندرية، الطبعة الاولي، سنة 2018.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة


.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا




.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب