الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعايش...مع وقف التنفيذ

فرج إحميد

2018 / 11 / 6
السياسة والعلاقات الدولية


تعايش مع وقف التنفيذ
بقلم / فرج إحميــد

في عالم الأحداث المتسارعة .. نعيش اليوم حالة من التعصب والتخندق خلف أفكار ومواقف من صنعنا وتصميمينا تلك التى لاتحصد لنا سوى الكره والإقتتال والدمار لجل شعوب العالم.
كل منا يعتبر نفسه على حق ولا يريد ان يتراجع عن قراراته او مواقفه قيد أنملة وبالتالي يتخذ زاوية ليستعد للمواجهة والتصدي لاي هجوم قد ينتهك كرامته الانسانية وفق افكاره البالية والمسبقة.
من هذا المنطلق وددت التحدث عن ما كان يدور في ذهني مذ كنت في عمر لم يستوعب بعد, مالذى تعنيه حقوق الانسان ،وماذا يعنى التنوع ، والاختلاف والسياسة، رغم أنني عشت كأقراني تلك المرحلة التعبوية التى عاشتها ليبيا وتلك الدول التي تصدر الارهاب الفكري.

لقد عشنا تلك المرحلة على مهل ، وبكل رفق وهدوء نهشت افكارنا كالسوس، في تلك الحقبة رددنا كغيرنا تلك الشعارات التي يصنعها النظام السياسي القائم في بلداننا علي سبيل الذكر ( طز في امركيا ).. ( والموت لليهود ) ..(وصراعنا مع اسرائيل صراع وجود وليس صراع حدود).. لقد كان الكره يسكننا ويحتوينا حتى أنه تغلل بذواتنا وتربى فينا.
وفي هذا الخضم بينما كانت تتقاذفنى أمواج الأفكار المتضاربة بينما عشته أعتقادا, وبينما كنت أراه يقينا وحقا.. سألت نفسي لماذا الموت لليهود ولماذا طز في امركيا ولما كل ذلك الإقصاء دونما مبرر أو ذنب ؟؟
لم يعد يخفى على أحد منا ما قد تابعناه من أحداث مؤخرا في بنسلفانيا من مقتل إحدى عشر شخصا بدم بارد والسبب خلف تلك المجزرة هو أن من قتلوا كانت ديانتهم يهودية وقد تكرر ذات المشهد في الولايات المتحدة الامريكية


لقد حدثت هكذا تجاوزات رغم نشأة الولايات المتحدة على التنوع والتجانس ومع كل هذا لايزال التعايش مطلوب،، لكنه مع وقف التنفيذ. بالأمس حدثت نفس المجزرة ،لكنها بقارة أخرى،، لقد وقعت الحادثة في مصر وراح ضحيتها سبعة اشخاص وبعض الجرحي من الديانة المسيحية والسبب هنا هو الرفض وعدم قبول الآخر فكل من لايشبهنا مصيره الى زوال حسب مايعتقده أولئلك القتلة.
ويبدو حسب رأيي أن ثقافة التعايش لا تزال بغرفة الإنعاش كما أنها تحتاج منا الى إعادة نظر وإعادة تشخيص وتأهيل كى تنعم شعوب العالم بالتنمية والرفاهية.

إن ادوات تلك الانظمة التي زرعت فينا كرهنا لكل آخر مختلف عنا دينا وعرقا ولونا كانت بالدرجة الاولي الاعلام المرئي والمقروء ،ولهذا يجب ان تكون بداية البداية لتصحيح هذا الخطأ هي ثورة في الإعلام العربي والعالمي.
وعلى الرغم من وجود الكثير من الائمة والخطباء الوسطيين والمعتدلين إلا أن توظيف المنابر الدينية وفق رؤي وتوجهات تلك الانظمة زاد من لغة الاقصاء والسجون والتى زادت الطين بلة وأصبحت حاضنة لانتشار الكراهية والعنف.
ولا شك بأن الصراع العربي الإسرائيلي حصد آلاف القتلة من الجانبين والكل متشبت بالأرض وبالحياة وعلى الرغم من توافق وتقارب بعض المجتمعات الا اننا قد لا نري نتائجه علي ارض الواقع الذى لم يشهد سوى التطاحن والتنافر والخلاف.
ومما لا شك فيه أن هناك تبادل دبلوماسي واقتصادي يصل بمليارات الدولارات بين الدول العربية واسرائيل وبالاخص تلك التى قامت بالتطبيع.
ويظل حلم التعايش السلمي بين الشعوب هاجسا مهما قبل التطبيع السياسي أو الاقتصادي ,من هنا كان يجب أن توجد نقطة تلاقى وتقارب ثقافي فكري ديني يذيب كرة الكره والعنف بين شعوب المنطقة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار