الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة الوطنية الجزائرية مشروع مؤجل .

الطيب آيت حمودة

2018 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


°°يعيش العالم الذي أطلق عليه (عربيا ) أزمة هوية في جميع أصقاعه ، من الأوغاريت إلى حدود جزر الكناري ، ففي سوريا والعراق لاح بريق ( السومرية) و(الأكادية ) و( الكردية) و(العيلامية) ، وفي سواحل الشام برزت مخالب ( الفنيقية) ، وفي مصر (الفرعونية) وفي السودان ( النوبية) ، وفي بلاد المغرب (الأمازيغية ) ... حتى تونس التي كنا نظنها عربية خالصة اتضح أن العرب فيها جزء لا يزيد عن 4 بالمائة ؟ ! .

°°أوطاننا الشمال افريقية حان لها أن تعيد النظر في هويتها التي رسخها فلول البعث العربي اليساري ، بدعم من علماء الإسلام ، وكان طغاة الحكم فيها أدوات لقتل الهويات الأخرى رغبة منهم في صبغ الجميع بألوان ( العروبة والإسلام ) .
°°هويات الأمم تتحد بالأساس بثلاث مقومات :
1) الوطن ( الأرض) ، 2) و(اللغة والدين ) و 3) (نوع الجنس)

°° تتبادل تلك الأسس مواقعها تبعا للسياسات المتبعة ، فهناك دول تجعل فيها الدين واللغة متقدما كالسعودية ،وأخرى تجعل (الجنس ) عنوانها ورمزها كألمانيا الآرية، وثالثة تجعل من الوطن أس كل هوية فينصبغُ كل المولودين في ذلك الوطن بصبغته ولونه ولو اختلفوا في الجنس والعقيدة الدينية واللغة ( كبلجيكا ).

°°فجنسية الوطن ( هوية الوطن ) منشأها حديث ففيها علاجٌ لكل أسقام العنصريات القديمة باختلاف عللها ، والدولة الوطنية الحديثة تنظر لجميع من يحمل جنسيتها نظرة واحدة متساوية دون تمييز .
°° الجزائر ليس استثناء في الأمر .. فهي تعيش ( أزمة هوية ) لأن هويتها مركبة تتداخل فيها ( العرقية ، والأديان ، واللغات ) منذ العصر الوسيط والبلاد تعيش غليانا في هويتها ، فلا هي [عربية صرفة] ، و[لا هي أمازيغية قُحة] ، ولسانها طاوع ألسنَة الوافدين ، و اللسان في حقيقته لا يُعبر بصدق عن هوية الأوطان الحقيقية ، لأن الكثير من الجزائريين تفرنس وهو ليس بفرنسي ، واستعرب ، وهو ليس بعربي .

°° النظام الذي سيطر على حكم البلاد منذ الإستقلال أخطأ في تحديد ملامح الشخصية الوطنية ، فقد سعى إلى تكريس مبدأ الشمولية و صبغ الجميع بهوية (العربو إسلامي) في محاولة [لتذويب كل الجماعات الأخرى في قالب وحيد ] - حدده النظام- بتوجيه من جماعات ثقافية مهيمنة تغذت من ينابيع الشرق ، متنكرة للذات المحلية الموهونة ، فكان أن أدخلنا جميعا في خيمة ( العروبة ) قسرا .

°° فالجزائر رغم أنها تنتمي قولا [ للدول الحديثة الوطنية] إلا أنها تطبيقا هي دولة [ دينية / قومية ] ، فهي أشبه بالسّيارة التي تغمز بضوئها للدوران شمالا ، وهي تتجه بكل قوتها باتجاه الشرق الجاذبُ لها ، وهو ما ولَّد إحتقانات بين الجماعات المكونة للشعب ، تنذر بانفجار هوياتي يؤدي إلى فتن لا قدر الله ، فالغايات التي رسمها النظام في تلوين كل الشعب بلون ديني وقومي واحد باء بالخسران ، فعلى الدولة أن تكون راشدة في توزيع إهتمامها ورعايتها لكل المجتمع الجزائري بمختلف انتماءاته وميولاته ، في ظل احترام متبادل بين جميع مكونه الجنسي والثقافي و الديني واللغوي ، ومن غير ذلك فالدولة تسير بشعبها في دهاليز مظلمة ينجرُّ عنها السقوط في صراعات وهمية تجاوزتها أمم اليوم بطفرات زمنية رائدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب