الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المستفيد من استمرار الصراع والخلاف الجزائري المغربي لأكثر من 4 عقود

هادي المختار

2018 / 11 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لا اريد الخوض في الجذور التاريخية للصراع الجزائري المغربي ولكني اود ان ألقى الضوء على الجوانب الايجابية بين الشعبين التي قد تساعد على التنمية الاقتصادية للبلدين بدل تغذية الصراع من قبل المستفيدين من استمرار الصراع رغم دعوة الملك المغربي للجزائر "للحوار المباشر والصريح".

فلو نظرنا الى ميزانية الدفاع الجزائرية لعام 2019 التي بلغت 10.36 مليار دولار بزيادة حوالي مليار دولار عن العام 2018، وجاءت هذه الزيادة على حساب تقليص نفقات أخرى في الميزانية.
فلو نفرض ان المشتريات الداخلية والاستيراد للمعدات وقطع الغيار والذخائر للقوات المسلحة تبلغ ثلث الميزانية أي حوالي 350 مليون دولار ونحسب العمولات التجارية من المشتريات 5٪ على اقل تقدير أي 17 مليون دولار في سنة 2019، فليس من السهل التخلي عن هذه العمولات إذا استقرت الاوضاع مع المغرب.

السؤال لماذا هذه الزيادة في ميزانية الدفاع الجزائرية ولماذا لا تتكاتف جهود دول المغرب في دعم الشعب الليبي لإخراجه من محنته وتأمين حدود بلدانها من الإرهاب القادم من ليبيا بدل من التدخلات الخارجية وخاصة دخول المصالح الاقتصادية للشركات النفطية العاملة في ليبيا من خلال تمويل الفرق والعصابات المتصارعة على الابار المنتجة للنفط وتعقد مؤتمرات الصلح في الدول الاوربية بدل اقامتها في تونس او الجزائر او الرباط.

ماذا لو تعاونت المغرب والجزائر وتونس في إقامة اتحاد تجاري كما هو الحال في مجلس التعاون الخليجي، فمن يخسر ومن الذي يستفيد، لا شك ان المستفيد هو الشعب في الدول الثلاث والخاسرون الفاسدون ومحتكري التجارة ووكلاء الشركات الأجنبية وتجار السلاح.

اذا كانت الجزائر تتفاخر بثورتها وبأكثر من مليون شهيد فأن تونس والمغرب لم تنالا استقلالهما على صحون ذهبية فقد تحررت تونس من الاستعمار العثماني في عام 1705 ميلادية ونالت استقلالها من فرنسا في 1956 ونالت المغرب استقلالها من فرنسا سنة 1956 أيضا، ودعمتا حكومتين وشعبين التونسي والمغربي الثورة الجزائرية وجبهة التحرير الجزائرية، ولا ننسى ان الشعب التونسي كان المبادر والملهم في اسقاط زين العابدين بن علي ومعمر القذافي وحسني مبارك، فلولا تلاحقت القوى الاستعمارية والمستفيدة من عدم استقرار المنطقة لإجهاض ثورة الربيع العربي لسقط الطاغية بشار الأسد وربما سقطت أنظمة كثيرة أخرى في المنطقة واستمتعنا بربيع العربي بما يدل عليه معناه ولكن تلاقي مصالح الاستعمارية والقوى الحاكمة على الشعوب في المنطقة رغم انفها اجهضت ثورة الربيع العربي في مهدها وحرفت مسارها لتصبح ساحات للتطرف والإرهاب القوى التي تدعي انها مسلمة.

فلماذا لا يتبنى المثقفون والاقتصاديون لوضع دراسة جدوى اقتصادية للتعاون التجاري لدول تونس والجزائر والمغرب والفوائد المتوقعة من تأسيس تعاون مشترك مماثل للاتحاد الأوربي لتطوير مواردها الطبيعية بدل تغذية الصراعات بينها بميزانيات دفاع فلكية لو استثمرت في التطوير الزراعي والصناعي وتنمية الموارد البشرية لأوقفت هجرة كوادرها الى اوربا بل ستحفز أبناء دول المغرب للعودة للمساهمة في تطوير بلدانهم بالخبرات المكتسبة من اقامتهم في اوربا.

المشكلة في منطقتنا ان العسكريين المغامرين وبدعم من الاغبياء والمنافقين والفاسدين اللذين يبحثون عن الاثراء السريع عن طريق مناصبهم السياسية او التنفيذية يتولون السلطة ويحاربون ديمقراطية الحكم وحرية الرأي واستقلال القضاء ليتحكموا بالدولة ومواردها دون سؤال او جواب.

ان قيادات جبهة التحرير في الجزائر تعتبر نفسها وريثة الثورة الجزائرية ولا تسمح لأي طرف آخر من منافستها في الاستيلاء على امتيازات الحكم رغم تمتعها بهذه الامتيازات لأكثر من نصف قرن، بينما فشل ونستون تشرشل في الانتخابات بعد انتصار بريطانيا في الحرب العالمية الثانية، يعتبر ونستون تشرشل اعظم رجل بريطاني في تاريخ بريطانيا الحديث ورئيس وزراء بريطانيا اثناء الحرب العالمية الثانية وصانع النصر لبريطانيا العظمى، فكان عذر الشعب البريطاني "بطل حرب قد لا يصلح ان يكون بطل للسلام وللبناء وإعادة تعمير البلاد" ورأينا نلسون مندلا بطل تحرير جنوب افريقيا من الحكم العنصري يترك الحكم بعد دورة واحدة في السلطة، بينما اضاعوا ابطال وقيادات التحرير الجزائر سمعتهم في احتكار السلطة والاثراء غير المشروع على حساب معاناة الشعب الجزائري، فلم تتحول الجزائر من دولة ثورية الى دولة مؤسسات إدارية وفصل السلطات التشريعية والقضائية عن السلطة تنفيذية، ولا ادعي بأن الحكم الحالي في تونس والمغرب حكم ديمقراطي، فزاد الفساد في تونس ضعف ما كان عليه في عهد زين العابدين بن علي والحكم الملكي في المغرب يكاد ان يكون حكم ملكي استبدادي بالرغم من وجود حرية محدودة للأحزاب المغربية السياسية ووجود برلمان منتحب، فحركات الريف المغربي تلقي بظلالها الكثيفة على الديمقراطية وحقوق الانسان في المغرب.

ان المستفيد من تأزم الأوضاع في المنطقة: اتركه لتقدير القراء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة