الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احوازية قطعت قلبي ؟ . بقلم / نبيل محمد سمارة

نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)

2018 / 11 / 14
الادب والفن


قطعت وعدا لأبني حسام حين ينجح بفصله الدراسي سأخذه بجولة تشمل شارع المتنبي ومقهى الشابندر ثم الى المتحف البغدادي , المشكلة ان يوم راحتي يوم الاحد فاضطررت ان اغيب ابني بهذا اليوم والذي يصادف بداية الدوام الاسبوعي لمدرسته , غيابه في بداية الدوام كان امرا قاسية حين يكون بامري ولكني انجبرت لفعل هذا كي اوفي بالاتفاق المبرم بيننا , وهمست مع نفسي وقلت : لا بأس ما دام هذا الاتفاق كنوع من التشجيع .
وصلنا منطقة حافظ القاضي في تمام الساعة العاشرة صباحا ومررنا حتى وصلنا شارع الرشيد ونحن ننظر الى محلات بيع المطافئ والالعاب الرياضية ثم دخلنا باحدى افرع شارع الرشيد من امام جامع السلطان علي كي نفطر الفول المصري والكشري من احد الباعة المتجولين وهو مصري الجنسية , فاكملنا فطورنا , وحين ناديت للبائع كي يحضر لنا الشاي ذكرني ابني بان شرب الشاي سيكون في مقهى الشابندر التاريخي , قلت له وما مقيمة الشاي يا بني ايضا سنشرب الشاي في الشابندر .
وصلنا الى شارع المتنبي , ودخلنا سيرا ونحن نتفرج على بائعيي الكتب التاريخية وبين مدة واخرى التقي بصديق غاب عن حياتي , فدخلنا هذا المقهى التاريخي , وجلسنا باحدى اركانه وامامنا الصور القديمة لمدينة بغداد معلقة بين الجدران , طلبت ان اشرب الشاي بينما ابني طلب ان يشرب الحامض , تعاملت مع ابني كانه رجل في عمري , واخذت احدثه عن العراق وحضارته العريقة وهو ينصت لي , وبعد الجلوس لمدة ساعة نهضنا لنحاسب صاحب المقهى هذا الرجل الكبير البشوش .
كان ما يهم ابني بهذا اليوم هو المتحف البغدادي , لانه يحب ان يرى التماثيل البلاستكية او المصنوعة من الشمع حسب وصف القائمين عليه , وحين دخلنا بوابة المتحف شعر ابني بارتياح رسمت معالمه في وجهه , فدخلنا لنشاهد تلك التماثيل فكان هناك حشدا من الناس منهم من سبقنا بالدخول ومنهم من دخل وراءنا , لفت نظري لاحد الموظفين في المتحف وهو يحدث مجموعة من الناس ويشرح لهم عن كل تمثال والصنعة التي كان يمتهنها بتلك الفترة , تعجبت مع نفسي وقلت اكيد انهم ليسوا عراقيين ولكن حين اقتربت منهم كانوا يتحدثون باللهجة العراقية فقلت ايضا اكيد انهم من البصرة او العمارة او الناصرية , تخميني هذا لان في المجموعة نساء يلبسن العباءة العراقية ولكن فيما بعد عرفت انهم من الاحواز حين سمعت من موظفات في المتحف , وجاءت تلك المجموعة لترى حضارة بغداد وتاريخا الجميل .
لا اعرف كيف وقع بصري من دون قصد على امرأة اربعينية جمالها لا يوصف الا في الاحلام , تملك عينان واسعتان كأنهما حبات الزيتون الاسود , ووجها يشبه وجه زليخة في مسلسل النبي يوسف , بل وجهها اجمل من زليخة , وعباءتها السوداء اللامعة التي غطت جسدها الرشيق , انصدمت من شدة جمالها وحركاتها الصبيانية , هذه المرأة اخذت قلبي و سرقته بلحظة فجائية , لحظة لم تكن في الحسبان , خاصة حين انتبهت لي وعرفت انني اثرت بجمالها الاحوازي , فاخذت تنظر لي مع ابتسامة خجولة , لا اكذب عليكم حين شاهدتها نسيت نفسي - من انا - ولم انا هنا؟؟ .
بصراحة . تارة اشعر بخجل مع نفسي لكوني رجلا تعديت سن المراهقة . وتارة اخرى انني وفيا لأمي اولادي ولم افكر يوما ان اتطلع لغيرها , ولكن ماذا افعل لقلبي الذي خانني ؟ . صرت اسير معهم وبدلا من ان اشاهد التماثيل , صارت هي تمثالي مصبوب بالمرجان واللؤلؤ , ولم تغب عيني عن رؤيتها , صرت اقنع نفسي بان نظراتي لها ليس كنظرات المراهق بل نظرات المعجب بصنيعة الخالق .
سرت خلفها , فسرعت من امامها كي ادير وجهي لوجهها , كان لون وجهها ورديا مائلا للبرونزي , كانت مجاملة لي ولم تشعرني بانها متضايقة , هي كانت مسرورة والفرحة نافخة خديها وهي تشاهد حضارة بغداد , بينما قلبي يعصره الشوق واحس انه بدأ يؤلمني .
وفجأة هز يدي ابني يريد ان يذهب الى الحمام . وحين عودتنا من حمام المتحف اختفت هذه المراة مع المجموعة .. وطول الطريق الى بيتي وانا افكر بهذه المراة الاحوازية التي قطعت قلبي
ملاحظة : اعجابي بهذه المراة لا يعني اني مستعد ان اتزوجها ان اتاحت الفرصة . فأنا ضد من يتزوج على زوجته وانا ناضلت مع احرار العالم لنوقف مسخرة ما يسمى ( الزوجات الاربعة) ولنا من المقالات مساحات كبيرة ضد هذا القرار . ولكن وجهها سرق قلبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع


.. سر اختفاء صلاح السعدني عن الوسط الفني قبل رحيله.. ووصيته الأ




.. ابن عم الفنان الراحل صلاح السعدني يروي كواليس حياة السعدني ف


.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على




.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا