الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تتحول فريضة الحج للقب التباهي

عائشة التاج

2018 / 11 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


جرت العادة أن ينادي الناس على كبار السن في الأسواق والأماكن العامة بلقب "الحاج " أو "الحاجة " ,
إلى أي حد يكون هذا اللقب مقبولا و مشروعا علما بأن "الحج" أحد أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلا ولايمكن تحويله للقب "اجتماعي "مدر للتباهي الشكلي أو حتى للاحترام السطحي ,,,,,فالفرائض تؤدى لله ولايمكن استغلالها لجلب الاحترام أو للتباهي ,لاجتماعي

فهل ننادي مثلا على من يصلي :أيها المصلي ،
أيها المزكي ؟؟؟

أيها الشاهد للشهادتين ؟؟؟
لنفكر قليلا ,

لللأسف البالغ ارتبطت فريضة الحج في مجتمعاتنا البئيسة بالتباهي الاجتماعي ولعل حدته بالمغرب أقوى من غيرها ,,وأنا طفلة كان الحاج أو الحاجة يعاملان بطريقة جد غريبة حيث يحاط بهالة تشبه التقديس وكأنه رجع برائحة النبي في أذياله ،يحمل على الأكتاف ويعامل بكثير من التبجيل ,,,,,,
طبعا لأن القادرين على الحج آنئذ كانوا أقل من الآن ,,,,,وقد كانوا يقيمون الولائم لتوديع الحاج قبل ذهابه ولاستقباله عند مجيئه بكثير من الاهتمام والبذخ , طبعا هكذا أمور ترتبط بالمكانة الاجتماعية وتعطي لصاحبها وأهله مكانة مميزة تدر عليه مزيدا من الاحترام والتقدير في مجتمعات حتى روحانياتها ترتكز على أمور مادية ،بل كلبما كانت الولائم كثيرة ازداد التبجيل والاحترام و ذكر في المجالس وعددت مناقبه ,
وهذا التبجيل جعل فريضة الحج واللقب المرتبط بها مطمحا للجميع حتى يحظى بمكانة اجتماعية مميزة ,فحتى المارقين والمارقات عن أركان الإسلام و مناسكه يريدون إنهاء حياتهم بلفظة حاج أو حاجة ليغسلوا صورتهم الاجتماعية ويعيدوا لها بريق الاحترام و ايضا ذنوبهم كنا يعتقدون .
يبدو ل بأن الأمر ليس كذلك في البلدان المشرقية أو على الأقل فهو أقل حدة فهو فريضة تؤدى لاأقل ولا أكثر ف فحجاجهم مثلا لايذهبون محملين بالهدايا مثلما يفعل المغاربة الذين يشترون الأثواب والمجوهرات والأكسسوارات ووو علما أنها صنعت في بلدان أخرى فقط لأنها زارت أرض مكة أو المدينة ,,,,بل قد تكون صنعت في بلدهم ويعيدون شراءها بثمن أغلى ,,,,
وأغلب الزوار ينتظر ون هدية من الحج لانها ذات بركة والحاج وخصوصا الحاجات الحريصات على العلاقات الاجتماعية اصبحن يشترين هداياهن من المغرب ويقدمنها لزوارهن الكثيرين جدا ,,,,,
وعليه يمكننا التساؤل ما هي المسافة الموجودة بين الحج كفريضة والحج كوسيلة للتباهي الاجتماعي ؟؟؟
وأغرب في الأمر أن البعض يتباهي بعدد الحجات أي السفريات لبلد الحجاز حتى وإن كانت ليس من ماله الخاص بل على حساب الدولة أي في العمق مأخوذة من ضرائب شعب مقهور في تعليمه وصحته ومسكنه ويمن بها المسؤولون على مقربيهم ,,,,
أين الحلال والحرام هنا ؟؟؟
ولعل فريضة الحج غدت أكثر مثارا للنقاش اليوم مع ما يحدث في بلد الحرمين من تجاوزات للدين نفسه كي لانتكلم عن حقوق الإنسان في بلد لازال يعيش في زمن آخر بأساليبه القروسطية مع مواطنيه ومستخدميه وفي سياسات حكامه الحاليين البعيدة عن الأصول السليمة ,
فمن أموال الحج تقدم الجزيات السخية لترامب وصهره وجزيات أخرى خفية ,,,,,وبمكانة الحج تقام ترتيبات غادرة ضد باقي المسلمين وأهمها صفقة القرن ضد القدس وفلسطين ,,,
فأين مسؤولية الحجاج القادمين في ما يحدث ياترى ؟؟؟
هل يقبلون تمويل الحرب على اليمن بأموالهم ؟؟ وكذا ما سبق ذكره حتى يؤدوا فريضة حددت في الاستطاعة التي ليست فقط مادية بل حتى معنوية ,,,,
ومن أراد أن يغسل ذنوبه هناك العديد من الأعمال الخيرية التي يمكنه القيام بها سواء من منطلق ديني أو من منطلق التضامن مع الفقراء والمحتاجين وما أكثرهم
إلى أن ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر