الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن عقد نكاح الأجنة وهن في بطون أمهاتهن !!

محمود الزهيري

2018 / 11 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


النكاح : مفردة من جملة مفردات عديدة كتبتها علي موتور البحث جوجل فكانت نتيجة بحثه العلمي الجبار الذي فاقت قدرته كل الشيوخ والمشايخ ومشيخانياتهم التي صاروا يصفونها بالمقدسة وبالشريفة , فصارت أماكنهم ومبانيهم شريفة ومقدسة عبر حيل رخيصة مبتذلة بل غاية في الإبتذال والرخاصة , لينصرف الشرف والقداسة والقدسية إلي شخوص القائمين علي أمر تلك الأماكن والمباني التي صنعها الناس أصحاب المهن والحرف ممن يتعيشوا بعرق جبينهم لتكون أماكن يصدروا منها فتاواهم وأحكامهم علي هؤلاء الناس , وعلي غيرهم , وهم لايمارسون ثمة عمل أو مجهود إنساني إلا بإصدار الفتيا والفتاوي والأحكام الدينية الخاصة بإدخال الناس جهنمهم وسقر هم وسعيرهم , أو بإعطائهم تصاريح لدخولهم جنتهم حيث الجنس والطعام والشراب والغلمان ..
ومادامت الجنة صارت مرتعاً لممارسة الجنس مع الحور العين وتحت خدمة الغلمان المخلدون , وعلي أسرة من حرير ومخادع من حرير وسندس وإستبرق , فكان لابد أن يعدوا العدة لهذه الجنة من أجل الفوز بأعداد كبيرة من النساء " الحور العين " حتي وإن كان بالتضحية بالغالي والنفيس من الأموال أو الأنفس والأرواح , وإن كانت عبر عملية إنتحارية يسمونها " إستشهادية " ليتم تفجير الجسد أشلاء وفتات عبر قتل الأخرين المخالفين في الدين والمعتقد ليفوزوا بالحور العين وليمارسوا الجنس المقدس معهن في جنتهم المتخيلة أو المتصورة في تصورهم ومخيالهم الجنسي المعبأ بأفكار النكاح والجماع والجنس , ومنها كذلك : صون أنفسهم والبحث عن عفافهم وشرفهم عبر النساء والتزوج بهن حتي وإن كنا صغيرات لم تلدهن أمهاتهن بعد , وحتي ان كانوا مازلن أجنة في بطون أمهاتهن .. !!
والغريب في الأمر هنا أن هناك فتوي , وهنا أخري , وهنالك العديد والعديد من أحاديث النكاح والطلاق والخلع والطاعة والنشوز , وامتلاك النساء والسراري والإماء والغلمان , والغريب أن الفتوي تذهب إلي نكاح الصغيرة وهي مازالت في بطن أمها " جنين " لم يكتمل النمو , و أن هذا الذي أفتي بهذه الفتيا قال إن هذا قرآن وأن هذا إسلام , وأنه ليس برأيه ولاتفسيره , وإنما هو قرآن , وبدأ بمقدمة دينية طويلة , ثم رفع المصحف في وجه وائل الإبراشي والموجودين معه ليضفي القدسية والقداسة علي رأي منقول من كتاب الترغيب والترهيب , ثم يقول هذا دين وهذا قرآن وهذا إسلام , وبعد ذلك إذا انتقده أحد يتم اتهامه بأنه ضد الدين وضد القرآن وضد الإسلام , ويجري عليه أحكام الكفر والفسوق والتفريق بينه وبين زوجته وأولاده , كما حدث مع الراحل نصر حامد أبو زيد وغيره من اصحاب العقول الرائعة المبدعة !!
هذا الشيخ حينما يتحدث عن تكريم المرأة فيري أن الإسلام وحده هو من كرم المرأة , ووضعها في أعلي خانة التكريم والطهر والعفاف , وانه صان لها حقوقها وخفف عنها واجباتها , ولذلك وحسب رأي الشيخ عضو لجنة الفتوي بالأزهر الذي كان في الماضي شيعياً شريفاً , ثم تحول الأزهر الشيعي الشريف , إلي الأزهر السني الشريف , فالشرف ملازمه سواء كان سنياً أو شيعياً بالرغم من أن الشيعة في نظر هؤلاء وأولئك الشرفاء المزعومين مجرد روافض وجب وتوجب ويتوجب تكفيرهم ولعنهم , حسبما يري مشايخ وشيوخ ومشائخ ومشيخانيات أهل السنة والجماعة , إلا أن الأزهر الشريف بإمتياز مازالت لجنة فتواه تري أن عقد نكاح الصغيرة وهي في بطن أمها جنين أمر شرعي يتوافق مع القرآن ومع السنة , وهذا بالرغم من أن الشرفاء يرون أن تزويج الصغيرات وهن مازالن أجنة في بطون أمهاتهن , ضد كرامتهن وضد حريتهن , وضد إنسانيتهن .. وإذا كان الأمر كذلك , فماذا يمكن أن يتبقي للنساء بعد الكرامة والحرية والإنسانية !؟
وخاصة بأن الطفلة صغيرة ومازالت جنين في بطن أمها فإن الأمر بعقد النكاح مرهون بإرادة والدها / الأب , ولاحظ كذلك أن الأم ليس لها شأن في ذلك , بالرغم من مخالفة هذا الأمر للكرامة والحرية والإنسانية , وضد كافة مفردات العقل والإرادة في الرضا والقبول أو الرفض , لأن الأب وافق علي نكاح إبنته وهي جنين في بطن أمها بالرغم من أن من يريد نكاحها يكون قد بلغ من العمر من 15 إلي 20 سنة فما فوق وهذا علي أعلي تقدير , وكذلك فإن البنت وهي مازالت جنين في بطن أمها علي من عقد نكاحها أن ينتظر لتبلغ من العمر 15 أو 20 علي اقل تقدير , ويكون فارق السن في هذه الحالة مابين الــ 30 أو اـــ 40 سنة , فهل يعقل أن يعقد عقد نكاح علي صغيرة وهي مازالت جنين في بطن أمها , ويتم الإنتظار حتي إكتمال العقد بالدخول ويكون فارق السن من 30 إلي 40 سنة و بين الطفلة وبين الأربعيني أو الخمسيني , أم أن الطفلة في هذه المرحلة ستكون في بيت مالكها ومالك عقد النكاح ليستمتع بها كيف يشاء علي إعتبار أن عقد النكاح عقد ملكية / تمليك / تملك ,و بموجبه يمتلك الزوج من عقد عليها نكاحها وله الحق الشرعي في الإستمتاع بها وهي صغيرة في سن الرضاع حتي وإن كانت علي غير الإستطاقة فله أن يفاخذها !؟
ثم كيف يدعي أو يزعم البعض , بل ليس البعض بمفهوم الأقلية والأكثرية / الأغلبية , ولكن بمفهوم الجميع / الإجماع , والذي يذهب من خلاله الشيوخ / المشايخ , ومعهم مشيخانياتهم , إلي أن الإسلام كرم المرأة , وكيف لهم أن يدعوا ذلك , ومفاهيمهم وتفسيراتهم وتأويلاتهم ذهبت إلي إمتهان المرأة وتحقيرها واذدرائها وهي مازالت جنين في بطن أمها بعقد نكاح يعقده آحاد الناس عليها وهي مازالت علي هذه الحالة الجنينية , ثم يتحدث الغالبية بفجاجة الجهالة والغباء والجهل والتبجح عن الرضا والقبول والولي في عقد النكاح وبالطبع الشهود والإشهار , فمن هو ذا الذي يرتضي أن يعقد نكاحه علي طفلة مازالت جنين في بطن أمها , ومن هو ذا الإنسان الذي يوافق علي هذا النكاح _ الجنين في بطن الأم , أم والدة الجنين ؟! _ وأين الجنين من الإيجاب أو القبول ؟! , وكذلك ماهؤلاء الشهود أو الشاهدين اللذان يوافقان علي عقد نكاح أحد الأنطاع من طفلة مازالت في طور المرحلة الجنينية , وأين هو العقل وأين الشرف وأين الكرامة الإنسانية التي من الممكن أن يتحلي بها أمثال هؤلاء السفهاء الأوغاد المعاتيه !؟
حينما بحثت في موتور البحث جوجل عن كلمة نكاح كانت النتيجة مرعبة حيث العدد الهائل الذي يشغل عقل وبال وتفكير المسلمين ويهتموا له أعظم الإهتمام وأخطره وأسوأه , حتي أعلي من الإهتمام بالطعام والشراب وبالطبع اللباس !!
وفي نهاية الأمر تظل المرأة منذ كونها جنين إلي ولادتها ونكاحها يتم إمتلاكها بموجب عقد النكاح منذ تمامه وحتي وفاتها , وللزوج بعد وفاتها أن يقتنص ماكان لها من ميراث لها عند من يستحق أن يطالبهم بها , وله حسب راي البعض أن يضاجع زوجته المتوفاة آخر مضاجعة والمسماة بنكاح الوداع , ولتظل مفردة النكاح تحمل معها عبر التاريخ الخاص بالمسلمين , معاني الخجل وانعدام الحياء , وكأن الحياة ماكانت إلا للجنس , وماكانت نهاية الحياة إلا بإنتظار ممارسة الجنس كجزاء أخروي مقدس , كما كانوا ينظرون إليه في حياتهم الدنيا , ولكن عبر تدنيس النساء وتحقيرهن والنظر إليهن علي أنهن متاع مملوك للرجال , ثم يدعوا بأن معتقدهم الإيماني كرم هذا المتاع ورفع من شأنه وصانه بالحجاب والخمار والنقاب !!
وسيظل عقد نكاح الطفلة في مرحلتها الجنينية وهي جنين في بطن أمها عاراً سيلاحق من أفتوا وأجروا أحكامهم بشرعية ومشروعية هذا العقد النكاحي حتي للصغيرات قبل أن يكتب لهن تاريخ ميلاد , ليكتب تاريخ وفاتهن بكتابة عقد نكاهن وهن أجنة في بطون أمهاتهن ..
وبصدق : بعد العار الذي لحق من أفتي بنكاح الوداع للزوجة المتوفاة , سيلاحق العار كل من أفتي بإباحة عقد نكاح الأجنة في بطون أمهاتهن !!
http://bit.ly/2TixfPP








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقائق تتكشف
كامل حرب ( 2018 / 11 / 16 - 06:24 )
من الواضح ان عقيده الاسلام بها اشياء غير انسانيه بشعه وتثير الغثيان , الغريب ان كل هذه الاشياء الشاذه كان مسكوت عنها لقرون طويله ولايتجرأ احد ان يجادل فيها او يبدى امتعاض منها , نحن الان نستكشف خبايا هذا الدين الذين يقولوا عنه حنيف ؟ لاادرى مامعنى كلمه حنيف , يبدو ان الجنى خرج من القمقم ولن يعود اليه ثانيه , الاسلام الان امام اختبار صعب ولااظن ابدا انه سوف ينجح فيه


2 - اذلاء وصغار بدرجة امراء وشيوخ عشائر
ابو احمد السماوي ( 2018 / 11 / 16 - 15:00 )
والغريب ان عشائر العراق التي لطالما تنطع رؤساءها وشيوخها وامراءها بالعروبة و بالشرف الرفيع وتناخوا وتشدقوا بالقيم والتقاليد ولكنهم تصاغروا ولبسوا ثوب الذل والخنوع امام شلة معدودة من الاعاجم ليفرضوا عليهم نكاح المتعة ببناتهم ونساءهم لسويعات مرتضين ذلك العار بكل طيبة خاطر ورحابة صدر .... يا لبؤسهم ويا لعارهم ويا لخستهم فكم صغار هم واذلاء


3 - مامعنى حنيف؟
أكرم فاضل ( 2018 / 11 / 18 - 03:54 )
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰ-;-كِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِ آل عمران.

السيد كامل حرب (تعليق رقم 1).

كلمة (حنيف ) في اللغة الآرامية تعني عابد أصنام ومشرك لأن ابراهيم قبل إهتدائه كان مشركاً يعبد الأصنام وقد ساوت الآية 67 من سورة آل عمران المذكورة أعتلاه بين الحنيف والمسلم. فهل هذا صحيح؟

الله أعلم.


4 - اكرم فاضل
على سالم ( 2018 / 11 / 19 - 01:43 )
انا اجذم ان كلمه الحنيف هنا معناها المشرك النجس , اشكاليه القرأن ان معظم كلامه مستمد من اللغه الاراميه والسريانيه لذلك نجد معظم كلام القرأن غير مفهوم وصعب تفسيره


5 - اكرم فاضل
احمد علي الجندي ( 2020 / 7 / 3 - 14:46 )
لا اعلم علاقة تعليقك بالموضوع
كلمة حنيفا عند المسلمين والعرب تعني موحد
ومعنى لم يكن يهوديا ولا نصرانيا اي يهودية اليوم ومسيحية اليوم
انتهى
ملاحظة اخرى
لم يكن ابراهيم قبل اهتدائه عابدا للاصنام
نعم في الكتاب المقدس كام كذلك
اما في الاسلام فهناك اجماع على انه لا نبي عبد الاصنام قبل او بعد نبوته ومعظمهم قبل النبوة كان مشكك بدين قومه
او تاركا لهم نابذا عبادتهم


6 - بعض الامانة
احمد علي الجندي ( 2020 / 7 / 3 - 14:48 )
مسألة نكاح الوداع فتوة شاذة مرفوضة
ومن اول ما ظهرت تم طرد مفتيها
وتاكيد انها شذوذ
قَالَ الْقَاضِي فِي جَوَابِ مَسْأَلَةٍ : وَوَطْءُ الْمَيِّتَةِ مُحَرَّمٌ وَلَا حَدَّ وَلَا مَهْرَ انْتَهَى , وَهُوَ مُتَّجَهٌ . أهـ


7 - احمد على الجندى
على سالم ( 2020 / 7 / 3 - 16:06 )
نكاح الوداع شئ اساسى فى الاسلام ومن دعائمه وهو وجوب نكاح الزوجه بعد موتها , لاتحاول ان تجمل الاسلام وممارسه النكران واللف والدوران , انت فى مشكله

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س