الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عِشْ هنا والآن

محيي الدين محروس

2018 / 11 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ما المقصود بهـذه المقولة الشهيرة: عِشْ هنا والآن ؟
عليك أن تعيش أيها الإنسان حيث آنتَ، وفي حاضركَ الآني.
تعرفت على هذه الفلسفة منذ ثلاثين عاماً في بداياتها. حيث تشكل هذه المقولة العمود الفقري لفلسفة قائمة بذاتها، ولها أثارها في علم النفس وعلى صحة الإنسان الفكرية والجسدية، وكذلك في علم الاجتماع.
سأحاول هنا تقديم لمحة مختصرة عن هذا الفلسفة العميقة والغنية في محتواها.
معظم الناس تعيش حياتها، تفكر وتتحدث مع الآخرين عن أحداثٍ جرت لها في الماضي، وعن ذكرياتها …
أو تفكر و تتحدث عن مشاريعها المستقبلية من حيث الدراسة المستقبلية و إيجادالعمل والزواج المناسب …إلخ.
بكلمات أخرى تفكر وتعيش وتتحدث عن أحداث الماضي أو المستقبل. بكل ما حملت من معاناة ومآسي ، أو ما قد تحمله من معاناة ومصائب في المستقبل!
معايشة هذا الماضي والمستقبل البعيد والقريب، يعني عملياً بأن هذا الإنسان لا يعش حاضره، ولا يتمتع به!
وهكذا يمر الحاضر ليكون ماضياً، في ظلال أخطار المستقبل التي معظمها لن يكون له وجود على أرض الواقع.
للأسف! هكذا تمر السنوات والحياة للعديد من الناس.
من هنا، كان مصدر هذه الفلسفة للحياة. لكي يعيش الإنسان حاضره، ويتمتع به قدر المستطاع. وذلك قبل أن يتحول إلى ماضي، لن يعيشه، وقبل أن يأتي المستقبل بما يحمله.
من هنا، نرى الأثار النفسية لتبني هذه المقولة الفلسفية على سعادة الإنسان وحياته، حيث يترك هموم ومعاناة الماضي، وما قد يحصل أو لا يحصل في المستقبل.
وكلنا يعلم كم هي خطيرة نتائج المعاناة والهموم على نفسية الإنسان، من حيث الكآباة والعقد النفسية، وحالات الانغلاق النفسي على الذات. وبالتالي كم من الأمراض قد تسببه: من آلام الرأس إلى المعدة وإلى العديد من الأمراض وصولاً إلى السرطان! وقد يلجأ المريض نتيجة همومه إلى الهروب من واقعه في الإدمان على الكحول أو المخدرات ..وصولاً إلى الانتخار!
هذه الحالات النفسية والاجتماعية نتيجة الهموم من الماضي أو الخوف من المستقبل قد تؤدي إلي الانغلاق على الذات، والهروب إلى عالم „ الكومبيوتر“ الفضائي ليعبر عن ذاته…ليس بالضرورة بما يتفق مع الواقع.
بالإضافة إلى الآثار السلبية الاجتماعية على عائلته، على الزوجة والأطفال. مثل التذكير المستمر لهم بما حدث من مصائب سابقة، وما قد يحدث من أخطار ومصائب!

فكيف لنا أن نعيش الحاضر دون أن نفكر بالمستقبل؟
وكيف لنا أن ننسى ما قد حدث معنا من مآسي في الماضي؟
بالطبع، لكل إنسان ذكرياته من الماضين وطموحاته المستقبلية. المطلوب منك هو أن تحمل الذكريات الجميلة من الماضي، دون أن تعيشها طيلة الوقت. وكذلك عدم ترداد ومعايشة الذكريات السلبية والمأساوية…لتذهب في عالم النسيان.
،من الضروري أن تخطط لمستقبلك، في كتابة ذلك على ورقة، واتركها جانباً، بدلاً آن تحمل هموم المستقبل بكل تفاصيله وبشكلٍ مستمر.

ومن إرشادات فلسفة عِش هنا والآن:
أن تمارس عمليات التنفس العميق من شهيق وزفير، مع شعورك بوجودك المكاني والزماني.
لا تسرع في أعمالك، وفي سيرك، وبسيارتك…لا تستعجل الأمور، وتعلم الصبر. فكل شيء يجري في حاضره، الذي تعيشه.
تعلم أن تتمتع بالفكر المنفتح على ما تعيشه الأن دون استعجال النتائج التي ستأتي في حينها.
انظر لواقعك الحالي دون نفيه والهروب منه.
تعلم عدم بذل الجهد فوق طاقتك، مما يؤدي إلى راحتك الجسدية والنفسية.
تعلم كيف تتمتع بلحظة الحاضر في يومك هذا بالذات وحيث أنت.

بفض النظر عن ما حدث أو قد يحدث، فاللحظة الحاضرة هي حياتك.
فلا تسمح لمخاوف المستقبل بأن تمنعك من الاستمتاع بيومك.
„ لا تجعل سحب الغد تحجب عنك شمس اليوم“.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على