الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- الحادث الإجرامي ضد يونس قنديل -

عامر عبد زيد

2018 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الحادث الإجرامي الذي حدث في الأردن أخيراً ، وكان ضحيته المثقَّف الأردني "يونس قنديل " الأمين العام لمؤسسة : (مؤمنون بلا حدود) ، إذ أشارت أجهزة الإعلام إلى الحادث و آثار العنف بالقول :" وكانت الأجهزة الأمنيّة في الأردن قد عثرت على الكاتب يونس قنديل، بعد ساعات على اختفائه، تعرّض من خلالها للضرب والتعذيب من قبل مجهولين في العاصمة عمان. وقالت مؤسسته في بيان، إن قنديل تعرَّض للخطف من قبل ثلاثة مسلحين، إذ تم إنزاله من سيارته بالعنف وتحت تهديد السلاح وأخذه لمنطقة نائية.
وأضافت المؤسسة أنّ قنديل تعرَّض هناك للضرب المبرح من قبل المسلحين، ومورست ضدّه شتى، أصناف التعذيب الجسدي والنفسي ، وتمّ حرق لسانهِ وكسر إصبعهِ، والكتابةِ على ظهره بالسكين الحادة، كإشارة رمزية بشعة لإسكات لسانه وكسر قلمهِ، وطلب منه حرفياً أن يتوقف هو والمؤسسة عن الكتابة والحديث."
وكشف الإعلام أن الحادث مرتبط ٌبالمؤتمر الذي منع من الانعقاد في الأردن للمؤسسة وما صاحب هذا الرفض من ردود دفعت قنديل إلى التعليق قائلاً: " لقد نسي الجميع أنّ هذا المؤتمر كان من المفترض أن يشكل استثناءً، وأن يخلق بيئة نقاش موضوعيّة أكثر، وأن يكون بعيداً عن الخطاب التحريضي والاتّهامي الذي بدأ يسيطر على الساحة الأردنيّة، سواء كان واقعياً أو في فضاءات التواصل الاجتماعي، فقد تم إسقاط آليّات : (التواصل والتنابذ والتحارب ) الموجودة في هذه الفضاءات على كيفية التعامل مع المؤتمر والقائمين عليه."
كان حدثٌ صادمٌ بالتأكيد ، إلا انه أيضاً حدثٌ كاشفٌ لكونه ؛ كشف عن كم العنف الذي يكتنزه الواقع السياسي العربي والخطاب الديني من عنف وكراهيّة .إن الحدث يكشف عن بعدٍ في الساحة الثقافيّة .
أولها : أن العنف هو الرهان الراجح في التعامل مع المختلف في الثقافة السياسيّة العربيّة سواء على صعيد السلطة أو على صعيد المجتمع السياسي في الخطاب السياسي عربياً وما حدث في الحقبةِ السابقةِ من خطف وتعذيب مع أكثر من مثقفٍ على أساس كونهِ مختلفاً مع الخطاب السياسي .
الأمر الثاني أن الصدامَ لم يجد له من رافضين على الصعيد الثقافي ؛ إلا قليل من الأصوات الثقافيّة ؛ مقارنة ًمع حادث آخر قريب منها اهتمت به كل أجهزة الإعلام - الإخوانية - بشكل استثنائي .وهذا يضع أمامنا احتمالين :
أولهما ، أن العنف استطاع أن يجعل المجتمع يتقبّله وكأنه أمرٌ طبيعي بفعل التخويف والزجر المستمر وأعمال العنف الصادمة الأخيرة .
أما الاحتمال الثاني ، أن الذائقة العامّة تقبلت الأمر وكأنه حدثٌ طبيعي ، من دون أن يثير فيها رغبة بالرفض او الامتعاض ، مما يوحي بكم العنف الرمزي الذي يكتنزه المجتمع .
وهذا يذكرنا بتأثير الإعلامي الذي يحاول اغتيال أي فكر مختلف رافض ما يجري أو يرغب بتغير ما ؛ لكنّ هذا الأمر أيضا أسهم في إثارة : ( الفضاء العمومي والوسط الثقافي و الإعلامي ) و قد أخذ كثير من المثقفين على اختلاف توجهاتهم يرفضون ما حدث ويستنكرون ذلك ؛
وقد اجمعوا على أن ما حدث للدكتور يونس قنديل، أمين عام منظمة مؤمنون بلا حدود في الأردن، ليس مستغربًا من القوى الظلاميّةِ والسلفيين. فإنّ تصرفات الدواعش والظلاميين ليست مفاجأة .
وهذا يشير إلى الضوء في نهاية النفق ؛ لكن الأمر المهم أن العنف خاصيّةٌ تحاول التعبير عن مكنونها بالتجلي المرعب على جسد الضحيّة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست