الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكيم عيون

ميسون البياتي

2018 / 11 / 21
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


يعود الى البروفيسور النيوزيلندي ( فريد هاللوس ) الفضل في إنقاذ ما يزيد على مليون إنسان حول العالم من العمى , حدد الأجره التي يتقاضاها عن العمليات الجراحيه المعقده لإعادة البصر ب 25 دولار فقط من أجل مساعدة المرضى المحتاجين , كما أنه درّب آلاف أطباء العيون والممرضين لإرسالهم في مستشفيات متنقله الى مناطق ريفيه نائيه في العالم لمساعدة الفلاحين الفقراء في التغلب على أمراض العيون وتجنب العمى

ولد ( فريد هاللوس ) عام 1929 في مدينة دونيدن الواقعه في الجزيره الجنوبيه في نيوزيلندا وكان له 3 اخوه , والدهم مسيحي إشتراكي يعمل سائق قطار كثيرا ً ماكان أولاده يرافقونه لمشاهدة محركات القطار البخاريه وهي تعمل والإستمتاع بأصوات صفارات القطار

رغب الأب أن يدرس إبنه فريد دراسة دينيه ليصبح داعية دينياً , لكن فريد أصر على دراسة الطب لأنه يقدم خدمة إجتماعية أكبر للناس . تطوع للقيام بأي عمل بسيط داخل المستشفى وتقدم للحصول على شهادة الطب من جامعة اوتاغو النيوزيلنديه , ولأن الدراسه كانت تتطلب مصاريف كثيره لهذا عمل فريد كسائق بلدوزر . تخرج من كلية الطب عام 1955

إلتحق بالعمل في مستشفى ويلنغتون عاصمة نيوزيلندا السياسيه وفي العام 1957 إنتقل للعمل كجرّاح في مستشفى أوكلاند عاصمة البلاد التجاريه , وبدأ يتابع كورسات في طب العيون وتزوج خلال هذه الفتره زوجته الأولى وإنتقل معها الى كارديف / ويلز عام 1961 حيث عمل فيها كطبيب عيون حتى عام 1965

نهاية العام 1965 إنتقل الى استراليا بوظيفة أستاذ مساعد في جامعة نيو ساوث ويلز , وجامعة برنس ويلز , ومستشفى برنس هاري التعليميه , حيث عمل 25 سنه في هذه الوظائف وأصبح متخصصاً في جراحة تبديل عدسات العين المصابه بعدسات بلاستيكيه تزرع داخل العين لتقوم بوظيفة العدسات الطبيعيه , وكان يؤمن أن عليه تقديم المساعده لمن يحتاجها دون كلفة ماليه عاليه , بل بكلفة رمزيه

سكان أستراليا الأصليين ( الأبورجين ) يسكنون في قرى معزوله ويعانون من الفقر المدقع والتمييز العنصري القوي الى ما قبل عقود قليلة مضت ولهذا كانوا يعانون من أمراض عديدة في العيون , نزول الماء الأبيض والأزرق الذي يعيق الرؤيا , ومرض التراخوما المزمن الذي كانوا يسمونه ( عمى الرمل ) لظنهم أن جو استراليا الحار وعواصفها الرمليه هي التي تسبب التراخوما ولم يكونوا يعرفون أنه مرض بكتيري

زار فريد هاللوس 465 قبيله من قبائل الأبورجين وعالج 62 ألف حالة عمى مختلفه , و27 ألف إصابه بالتراخوما , وآجرى آلاف العمليات الجراحيه , ودرّب مئات الأطباء والممرضين وفي العام 1971 إنطلقت المستشفيات المتنقله الى المناطق النائيه يرافقها مترجمون متطوعون للعمل كوسيط بين الطبيب والمريض الذي لا يتحدث الإنكليزيه

زوجة فريد هاللوس الثانيه تدعى ( غابي ) تعرضت الى ضرر في البصر حين ولدتها امها وتعرف عليها فريد حين اجرى لها عملية تقويم البصر , كانت هي أيضاً من المهتمين بصحة العيون فدرست في جامعة نيوساوث ويلز وأصبحت متخصصه في صناعة النظارات لتقويم البصر . عام 1976 قام الزوجان برحلة في أرجاء أستراليا لتقييم إحتياجات سكانها الى خدمات طب العيون ثم إفتتحا مستشفى حكوميه تخصصيه في طب العيون

عدة ملايين من البشر حول العالم مدينون لفريد هاللوس أنهم حافظوا على سلامة أبصارهم . سافر حول العالم وكرر نفس تجربته في استراليا , زار بنغلاديش , بورما , النيبال , ارتيريا , تايلند , فيتنام , ودرّب في كل هذه الدول آلاف الأطباء والممرضين لمعالجة أمراض العيون . يوم 26 كانون الثاني 1990 أعلن رئيس وزراء استراليا إختيار فريد هالوس رجل أستراليا لذلك العام , عندها قال فريد : انا لم أفعل شيئاً مميزاً ولم أمنح عطاءاً بقدر ما أعطت الأم تيريزا

بسبب رخص الأيدي العامله في أرتيريا والنيبال إفتتح فريد هاللوس معملين حكوميين لصناعة عدسات العيون البديله التي تزرع داخل العين بعملية جراحيه بدل العدسات البشريه التالفه فأصبح سعر العدسه 10 دولار بعدما كان سعرها 200 دولار , وأصبحت متوفره عند إجراء أية عملية جراحيه ودون الحاجه الى طلبها وإنتظار وصولها وهذا زاد في كفاءة المستشفيات التي تجري هذه العمليات وقلل كلفة العمليات الجراحيه بشكل غير مسبوق
بنهاية عام 2008 كان المعملان ينتجان 3 مليون عدسه سنويا ً تباع الى مستشفيات 50 دولة حول العالم وتصل الى المريض بسعر 10 دولار

عام 1992 وأثناء زياره فريد هاللوس الى فيتنام قابل طفلاً فيتناميا ً 7 سنوات يدعى ( تران فان جياب ) كانت كلتا عينيه مصابتان بالمرض إصابات خطيره وهو على وشك العمى , إصطحبه الطبيب معه وأجرى له اللازم ولم يتركه يغادر الى أن إسترد صحته تماماً , وفي نفس العام إعتلت صحة حكيم العيون بشده بسبب اصابته بسرطان الرئه والدماغ مما أدى الى وفاته يوم 10 شباط 1993 في بيته في سيدني
بعد 15 عام على الوفاة كان هناك إحتفال الى جانب قبر الراحل في مدينة بروك , وكان الشاب تران فان جياب أول الحاضرين لتقديم شكر خاص الى روح الرجل الذي غيّر حياته كلياً

https://www.youtube.com/watch?v=rmSdt8uZ5qI








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا