الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة الحزب في مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العربية

الحزب الشيوعي اللبناني

2018 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


كلمة الحزب الشيوعي اللبناني في مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العربية

الحزام والطريق: تفاهم الشعوب وتلاقي المصالح



الرفاق والأصدقاء المشاركين

نأتي إلى جمهورية الصين الشعبية للمشاركة في هذا المنتدى والتعرف أكثر على السياسات التي اتبعتها الدولة الصينية، بقيادة الحزب الشيوعي الصيني للقيام بهذه النهضة الكبيرة للأمة الصينية التي صارت اليوم ثاني اقتصاد على مستوى العالم، ودولة صناعية رائدة تعطي مثالاً لكل دول العالم الثالث حول الطريق إلى التنمية والرخاء والعدالة.

تسعى الصين إلى استكمال هذه التجربة حسب مقررات المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، وأفكار الرئيس شي جين بينغ، والاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وإلى تطوير دورها على أساس السلام والتعاون والمنفعة المتبادلة في العلاقات الدولية، وإلى تنفيذ خطة "الحزام والطريق" التي تؤمن الترابط والتعاون بين الدول المشاركة فيه، وتتيح لشعوب هذه الدول الاستفادة من منافع التبادل والتجارة والتنمية في هذه الخطة الصينية الطموحة. لكن على الجانب الآخر توجد في دولنا العربية مشاكل ذات طابع سياسي واقتصادي وأمني خطيرة وكبيرة، وتحتاج دولنا إلى الدور الصيني الفعال للتعاون من أجل تخطيها. فمشكلتنا الأولى تبدأ من وقوع أجزاء من دولنا تحت الاحتلال، خاصة في فلسطين التي تستمر معاناتها من السياسات الصهيونية العدوانية والمجرمة بحق الشعب الفلسطيني، ويعاني أهلها في مخيمات اللجوء من أصعب الظروف الاجتماعية ومن التمييز والتهميش. إن الاحتلال الصهيوني لأراضينا لا يمكن مواجهته إلا بالمقاومة الشعبية الشاملة، بكافة الوسائل بما فيها العسكرية كما فعل شعبنا اللبناني، وكما يفعل الشعب الفلسطيني البطل يومياً، وآخرها تصديه للعدوان على غزة وإجبار الجيش الإسرائيلي الغازي على التراجع والانكفاء. كما توجد عشرات القواعد العسكرية العدوانية في العديد من الدول وعلى رأسها قواعد الولايات المتحدة ودول الناتو، والتي تستخدم في قصف دولنا وشعوبنا، وفي تكريس مشروع التفتيت والتجزيء، فكما فعلت قوى الاستعمار القديم قبل مائة عام عندما قسمت دولنا في اتفاقية سايكس بيكو، تسعى قوى الاستعمار الجديد اليوم إلى تفتيت المفتت وتجزيء المجزأ، وهو ما يجب أن نقاومه بكافة الوسائل المتاحة تحت شعار المقاومة العربية الشاملة كما طرح حزبنا في مؤتمره الأخير. كما يعاني الشعب اليمني من الحرب السعودية اليومية المستمرة عليه. وإلى جانب تلك الحروب العدوانية، تعاني دولنا أيضاً من حروب داخلية أهلية وعدم استقرار أمني وسياسي، واعتداءات وتدخلات خارجية مستمرة من سوريا إلى ليبيا والعراق وغيرها.

أما على الصعيد الاقتصادي، فكل الدول العربية تعاني من معدلات البطالة المرتفعة، ومن وجود فئات اجتماعية مهمشة وفقيرة لا تصلها خدمات التعليم والصحة والبنى التحتية، وتعيش في ظروف صعبة، خصوصاً في الدول العربية غير النفطية. وتخضع هذه الدول لابتزاز الديون الخارجية المرتفعة وسياسات صندوق النقد الدولي التي تفرض عليها أولوياتها الاقتصادية والاجتماعية وغالباً ما تكون معادية للعمال والأجراء وللفئات الفقيرة. ويؤدي هذا الوضع إلى حالة عدم استقرار اجتماعي كبيرة تؤدي إلى حصول انفجارات شعبية متكررة من أجل الحقوق الأساسية والتي تنتهي بحالات القمع الأمني بدلاً من تلبية المطالب واتباع سياسات التنمية وإعادة توزيع الثروة لمصلحة هؤلاء المهمشين.

وفي هذه الظروف، ووسط نشوء بيئة حاضنة مهمشة ومرتبطة تاريخياً بالتدين، ووسط حملات التحريض المذهبي ونشوء تيارات متطرفة ممولة ومدعومة خارجياً، نشأت حالات إرهابية مثل داعش والنصرة والحركة الوهابية وغيرها، تقوم بأعمال جرمية باسم الدين من أجل تنفيذ مآرب معينة بدعم واضح ومباشر من قبل جهات إقليمية ودولية مختلفة.

هذا الواقع العربي المعقد، يحتاج إلى الدور الصيني الفعال على أكثر من صعيد:

دور دولي فعال من خلال الأمم المتحدة، ومن خلال الدور المباشر لدعم الشعب الفلسطيني وحقه في المقاومة من أجل إقامة دولته الوطنية على التراب الفلسطيني وعودة جميع اللاجئين إلى أراضيهم.
دعم الحل السياسي في سوريا لإنهاء الحرب وإرساء دولة علمانية ديمقراطية موحدة، مع إعطاء الأكراد حقوقهم الثقافية من خلال اللامركزية.
الضغط من أجل وقف الحرب على اليمن ودعم دولة يمنية موحدة بعيداً عن التدخلات الخارجية.
تعزيز مشاريع التعاون والشراكة الاقتصادية بين الصين والدول العربية ضمن مبادرة الحزام والطريق.
دعم مبادرات ذات طابع علماني لا طائفي تعمل على تجميع القوى والأحزاب والقوى التقدمية والعلمانية العربية بوجه التطرف والمذهبية على قاعدة التقارب والتعاون بعيداً عن التقسيم والتفتيت.
إرساء علاقات أوسع مع الشباب العربي من خلال التوسع في برامج المنح والتبادل، والتعاون الإعلامي، ودعم الأحزاب التقدمية التي تلتقي توجهاتها وآراءها مع تطلعات الحزب الشيوعي الصيني.
إن هذه الخطوات هي حاجة مشتركة لشعوبنا العربية، وهي تقع ضمن رؤية الصين وتطلعاتها نحو عالم جديد ذو مصير مشترك، متعدد الأقطاب قائم على التعاون والتقدم، ويضع حداً للغطرسة الأميركية ويفتح الباب أمام الأفق الاشتراكي كبديل ضد السياسات الامبريالية التوسعية والعدوانية، وضد الاستغلال الرأسمالي للإنسان والطبيعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشيوعية ذات الطابع اللبناني
فؤاد النمري ( 2018 / 11 / 23 - 07:34 )
لئن كان في الصين اشتراكية ذات طابع صيني لا علاقة لها بماركس ولينين ففي لبنان شيوعية ذات طابع لبناني قضاياها الكبرى في فلسطين وسوريا واليمن والأكراد وفي الحوار القادم سيتكلم حزب الشيوعية ذات الطابع اللبناني وهي أيضاً لا علاقة لها بماركس ولينين سيتكلم عن الصومال وليبيا وجيبوتي

أدبيات حزب الكتائب تقول أن كل قضايا حزبهم هي قضايا لبنانية حصراً أما الحزب الشيوعي فليس لديه قضية لبنانية سوى البنى التحتية وهو لذلك يدعو الصين لحلها

أيها الشيوعيون اللبنانيون لن تكونوا شيوعيين قبل أن تطيحوا بقيادتكم التي لا علاقة لها بماركس ولينين


2 - ...خطوة متقدمة ولكن
جورج حداد ( 2018 / 11 / 23 - 16:41 )
وجهة نظر شاملة ومتقدمة للحزب في النظر الى اللوحة الستراتيجية الدولية
ولكن الحزب لا يزال يتردد في اتخاذ موقف صريح وحاسم من القضايا التالية:ـ
ـ1ـ طلب سحب اعتراف الحركة الشيوعية العالمية وكل حزب شيوعي على حدة : سحب الاعتراف باسرائيل والدفن النهائي لفكرة امكانية قيام دولة يهودية اشتراكية. النازية
والاشتراكية لا تجتمعان ـ الامبريالية والاشتراكية لا تجتمعان ـ واليهودية والاشتراكية لا تجتمعان ـ يجب دفن اليهودية كما دفنت النازية
ـ2ـ الاشادة الصريحة بالدور الروسي في سحق المؤامرة الكبرى على سوريا ومن خلالها على الامة العربية. والدعوة الى توطيد الصداقة التاريخية بين الامة العربية وروسيا القومية ـ الارثوذوكسية.ـ
ـ3ـ الاشادة الصريحة والجريئة بدور المقاومة الاسلامية بقيادة حزب الله في التصدي لاسرائيل وفي التصدي للقضية الكبرى الداخلية الان اي قضية مواجهة الفساد في لبنان والعمل لاصلاح النظام اللبناني من ضمن العمل لاصلاح نظام الانظمة العربية ومحاربة الفساد والدكتاتورية والارهاب الاسلاموي والتبعية للامبريالية على النطاق القومي العربي.ـ


3 - ...خطوة متقدمة ولكن
جورج حداد ( 2018 / 11 / 23 - 16:47 )
ـ4ـ الدعوة الجريئة والصريحة لاقامة جبهة وطنية كفاحية بين الحزب الشيوعي اللبناني وحزب الله ـ والسعي لاحياء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية من خلال الجبهة الوطنية بين الحزبين

اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية