الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العملية السياسية ... اصلاح ناهض ومحاصصة منفلتة

علي عرمش شوكت

2018 / 11 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


خمسة عشر عام عجاف مضت بعد سقوط النظام السابق في العراق، قد خلقت قناعة لدى القوى الفاسدة بانهم باتوا يقبضون على عتلات القرار دون مزاحم او اي رقيب، وذلك عبر التوغل في كافة مفاصل السلطات الحكومية، وبالتوازي مع تهميش او تفريغ موسسات الدولة من ادوارها الرسمية. الا ان الحراك الجماهيري الذي يمثل غضب الناس المصادرة حقوقها قد اعلن تصديه للفساد ومفاعيله، الامر الذي ادى الى فرز طبقي معبر عن جوهر الصراع الاجتماعي والسياسي المتصاعد بين طبقة طفيلية من القوى الفاسدة التي سرقة المال العام، وبين الجماهير الفقيرة المسحوقة الباحثة عن العدالة الاجتماعية والعيش الكريم، والحفاظ على سيادة العراق التي سرقت هي الاخرى من قبل اسياد الفاسدين الاجانب.
ان سلاح المحاصصة الذي شكل غطاءً للفساد والفشل بدأ وغدا مشهوراً بوجه اي صوت للاصلاح والتغيير، وعندما دارت الاغلبية من الجماهير ظهرها للقوى المتنفذة وقاطعت الانتخابات بنسبة عالية برز فعل المحاصصة كعامل اغراء وتجميع ليس للفاسدين فحسب انما حتى لاصحاب السوابق ممن لهم مراجع ارهابية، كل ذلك لغرض التصدي لكتلة "الاصلاح والاعمار" صاحبة تفويض الجماهير المنتفضة بوجه السراق. وما زالت المحاصصة المقيته منفلتة، واذا ما عنى ذلك فاول ما يعنيه هو بمثابة سكين غدر مغروسة في قلب العراق. اذن ما العمل ؟ . سوأل حريص ومشروع باحث عن اجابة شافية وبخاصة عندما يخلص القول بان محاربة الفساد والمحاصصة لم ترتق الى المستوى المطلوب اي انه مازالت بحدود الصوت الاعلام، في حين تبقى المحاصصة تتمادى وتتبع في كل يوم وسائل مبتكرة لترصين اركانها وفي ذات الوقت لم تنس مهمتها الاولى المتمثلة بمحاربة الاصلاح والتغيير بكل وقاحة واستهتار.
وقد بات معلوماً ان القضاء لا يخيف الفاسدين، حيث غدت اجراءاته القانونية بحق البعض منهم، لم تلبث طويلاً حتى يلغيها " العفو العام" ان حالة بهذه الصفاقة والشراسة لن يحد منها الصوت المعارض الذي لايبدو له افق مناسبة من شأنها ايقاف "اتسانومي" الفساد والاستحواذ على مقدرات الشعب العراقي وبخاصة سيادة العراق التي يتوازى الحط من مقاديرها مع تهشيم اركانه الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. لقد عودتنا سيرة شعبنا النضالية بانه لم يطل كظمه للغيض طويلاً، وصفحات تأريخه حافلة بشواهد الانتفاضات والثورات التي لقنت الطغاة والدكتارويين دروساً وعبراً لمن يعتبر.
ويبقى الحراك الجماهيري في الشارع العراقي هو المعول علية للتصدي لجحافل الفساد والفشل والمتسليلين لها من قوى الدواعش السياسية المارقة. غير ان الامل سيتبدد ان لم يتجلى الحراك بمظاهر فاعلة وتتناسب مع الضرورة الملحة للتصدي لملوك الفساد والمحاصصة المدمرة، ان الصراع الحالي بين المسلوبة حقوقهم وبين الفاسدين الذين بنوا امبراطوريات المال المنهوب ما هو الا صراعاً طبقياً واضح المعالم، ويعلمنا التاريخ انه لابد من اتصار الطبقات الثورية على القوى الظالمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن