الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


[عين بوشريط ] وسقوط الوهم العروبي في شمال افريقيا.

الطيب آيت حمودة

2018 / 12 / 1
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


خضوع شمال افريقيا لمنطق الغزاة همش دورها وذيلها جهد أبنائها وطمس الكثير من معالمها ، وأكثر الجوانب التي تعرضت للسطو والتحريف هي [ أصل الأمازيغ] انتمائهم وهذا واحد من أساطين البُحَّاث في التاريخ الأمازيغي ( قابريال كامبس) يعترف أنه ( يصعب أن نبحث عن البلدان التي لم يأت منها الأمازيغ ) ؟ [1] وأكثر الجُرم وقع مع الفتح الإسلامي وبعده عندما ترسخ فكر انتماء الأمازيغ دمويا للعرب لكسب ودهم ، أو الذي رافعت عنه فرنسا بأننا من نسل الغاليين .

°°(هيرودوت)( الإغريقي نسب أجدادنا للطرواديين ، وير ( بروكوب ) أننا كنعانيون جئنا من فلسطين ، وذكر (سترابون) أننا هنود استقدمنا هيرقليس إلى هذه البلاد ، وذاك سعي ( يوناني روماني ) للظفر بأمم الأرض كلها ، وهي وإن فعلت لا تنكر وجود شعب مستقبل لها .

°° أما العرب المسلمون فقد ذهبوا مذاهب شتى لربط الأمازيغ بعرقهم ، فقد ( بحثوا في أصولنا طويلا واختلفوا كثيرا) ، فنحن من ولد ابراهيم من ولده نقشان ، أو من حمير اليمن ، أو من الغساسنة الذين تفرقوا بعد سيل العرم ، أ و أننا من لخم وجذام الذين طردهم الفرس ، أو من ولد النعمان بن حمير السبئي ، أومن قوم جالوت ، ومن كنعان العماليق ، وأخيرا الأمازيغ هم (خليط من الأقباط وحمير والعماليق وكنعان وقريش ) ، ولا شك أن كل ذلك مرجوح غير صائب و مجرد هلوسات وتخرسات و حمية جاهلية غرضها الإستلحاق المنبوذ عقلا ونصا ، ونفسه فعله رواد النهضة و المعاصرة .

°°تشعب الآراء حول أصول الأمازيغ مرده إلى تجاذبات سياسية وأطماع استعمارية تغذيها [ لوبيات محلية ] أرجلها هنا وعاطفتها مشدودة للشرق ، لأنها مشحونة بإديولوجيات دخيلة تريد لنفسها موطأ قدم عندنا في مجتمعنا وأرضنا .

°°° كل ماورد من تنظيرات بشأن أصولنا الأمازيغية هي مجرد أراء وأهواء مبطنة تقبلتها مجتمعاتنا عن جهل وسذاجة طوعية ، وها هو العلم يكشف عورها ، ويظهر كذبها ، فحاليا أصبحنا لا نؤمن بما خطه علماء السوء في كتبهم الصفراء ، وإنما الإحتكام الأصوب هو للعلم الذي يعترف بوجودنا كأمة متجذرة في شمال افريقيا ، فعلما ( التحفير الأركولوجي) و (علم الجينات ) كشفا مدى السطو على أصول أمتنا .

°° [عين بوشريط ] وسقوط الوهم العروبي .

إكتشاف بقايا الإنسان الأول في شمالنا الإفريقي الذي أعلن عنه يوم الخميس 29 /11/ 2018 بواسطة المجلة العلمية الأمريكية يثبت أن الإنسان الأمازيغي عمَّر هذه الرقعة منذ ملايين السنين [ 2 مليون و400 ألف سنة ] ، فهم متجذر في هذه الأرض ، وتبعا لهذا الإكتشاف وما سبقه للإكتشاف جماجم للإنسان العاقل بجبل ايغود بالمغرب الأقصى يعود عمرها 315 ألف سنة خلت ، وتلك إشارات موثقة تشير إلى إمكانية اعتبار شمال افريقيا هو المهد الأول لظهور الإنسان الأول ، وأن الجنس الأمازيغي أسبق حضورا من آدم عليه السلام باعتبار أن آدم سبقته أوادمٌ قبله حسب النص القرآني .

خلاصة القول ، جميع التنظيرات التي [شرَّقتنا ] أو [غرَّبَتنا ] هي مجرد ( أهواء دينية و قومية وسياسية واستدمارية) فما على المتمسكين بها سوى بلها وشرب مائها للشفاء من أسقام حب اللصق بالآخرين ، فقد قال العلم ( الأركولوجي ) و (الجيني ) كلمة الفصل بشأن أصولنا التي هي واضحة وضوح الشمس إلا على أصحاب التغنانت الأصوليين .
_____________________________
[1] قابريال كامبس ، البربر الذاكرة والهوية .

https://www.facebook.com/Manbar.Biskra/videos/276979433167652/?t=5








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نداءات لتدخل دولي لحماية الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية | #


.. غارات إسرائيلية استهدفت بلدة إيعات في البقاع شرقي لبنان




.. عقوبات أوروبية منتظرة على إيران بعد الهجوم على إسرائيل.. وال


.. شاهد| لحظة الإفراج عن أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرا




.. مسؤول أمريكي: الإسرائيليون يبحثون جميع الخيارات بما فيها الر