الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شماعة الفشل

خالد القيسي

2018 / 12 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



ما نراه أليوم من فوضى سياسية وإجتماعية ليست وليدة أللحظة ، وإنما إرث ما صنعته أيدينا ، ونتاج عقلية مرضية مزمنة ، ولدت ظهور رأي عام فوضوي، فاشل في استيعاب ما حدث في عام 2003، ساهم بتدمير البنى التحتية وأدل على ذلك هجمة البناء العشوائي بظهور مدن كاملة ، اثقلت كاهل الدولة في توفير الماء والكهرباء وألخدمات ، فضلا عن التجاوز على التصميم ألاساسي لمدينة بغداد ألعاصمة ومركز المحافظات ، وتلك واحدة من مناجات كثيرة لمن عمد ظلم نفسه وأهله وبلاده.
شماعة ألفشل في ألاستقرار وألبناء ذريعة تلقى على شخصية ألنظام ألسابق ، وعلى الحكومات ألمتعاقبة بعد التغيير، وعلى دول الجوار ، ولكن ننسى نحن المساهمون ألاكبر فيه .
الجهات ألأربعة هذه غير بريئة مما حصل ويحصل ، آلمنا نظام حكم متعدد الوجوه ، تورط بالدم ، أسر إختفت ، سجون ملئت ، تغلغل بين ألناس أربعون سنة ، تركة شيطان غشت عقول لا زال البعض منها تمجده ، ربى عصابته على ذلك في حياته وبعد مماته ، بشواهد ألمكاره وألقصد ألسيء بألألحاح على قتل ألنفس ألبريئة ، مما إعتاد عليه بفعل تفجير ألسيارات ألمفخخة , ألإنتحارين ، زرع قنابل أماكن وأرصفة.
ألنخب ألفاسدة في الحكومات ألمتعاقبة تبنت مشروع تعطيلي ، ألصراع على ألمناصب ، منصات لتحريك ألنعرات ألطائفية وألقطيعة ، ألقتل على الهوية ، إستباحة ألمال وبيوت ألله ، ألتهجير ، ألإختطاف وألإبتزاز.
ألدول المحيطة بنا صدرت ألينا من يجيد ألتكفير وألتفجير ، إعلام مسيس لايركن الى ألحقيقة وينصف ، دمر الدولة العراقية في نهجها وثوبها الجديد ، أليات ضخمة للتحريض عربي وعبري تجسد في إنتحاريين شباب غرر بهم من دعاة ألتكفير وألضلال ألوهابية وألسلفية ألمتحجرة .
تظاهراتنا نحن لم تكن جميلة ألمقاصد ، غلبة فيها ألعادة وقل ألصلاح ، تقاد بنفس طريق مسرحيات هزلية إخراجها أشخاص محددة ، ومؤسسات ما تسمى المجتمع المدني ألعميلة للأجنبي، لم نأخذ منها شيء سوى حالة تتكرر على نهج واحد ، سبقتهم ألتهمة ، ولم تحظرعندهم ألمشورة في لين الكلام وأنفعه.
كثر فينا ألسيؤون وقل ألخيرون .عشائر تتقاتل بينها بالمدفع والرشاش ، وأحكام وبدع ترتكب على الهوى ، في ألعطاء وألمنع والحب وألكره ، جهلة ترتكب ألفساد ألمالي وألخلقي ، فوتت ألفرصة على ألبلد وأخرته ، تركته في محنة وفتنة .
لا زلنا نعيش في جلباب التجويع وألإفتقار ، وليد عقلية نائب ووزير ومدير عام يعرف الحلال من الحرام ، ويدير موقعه بعقلية وعادات بعيدة عن مخافة ألله وألطاعات ، يدرك مبتغاه في سلطان ألمغانم ، ألتكفير ، ألفساد ، وعدم ألوفاء بالعهود عندما جاء الى المنصب حافيا وبغير جهد ، يطرب لمآربه وألشاهدين حزبه وفصيلته وكتلته تصفق .
ألمظاهر ألمحزنة هذه متى تقمع ؟ وتتغلب عليها أنفس مستقيمة ، تعمر وتبني ، تشاركنا نحن ألمستضعفون مكاره ألدهر، وتكون قوة لضعفنا وحلول لفاقتنا .
أفضل أدواتنا ألصبر ! ألذي أورثنا حزنا طويلا ، أن ننجح في موعود لم نراه ، أو نخرج من هذا ألبلد بلا أمل تحقق ، ويبقى جرحنا نازف في إفتنان ألآخرين بسحت ألاموال وإستحلال ألحرام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك