الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المثقف العراقي جدل الهويات وازمة الحاكمية
علي حسن الفواز
2006 / 4 / 13اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يبدو لي ان المثقف العراقي بعد ثلاث سنوات من الوقوف متفرجا ومتسائلا وربما مطرودا من يوميات المشغل السياسي ، اضحى امام منعطفات وجودية اكثر تعقيدا واكثراثارةللاسئلة!!
ألكاشفة عن وقائعه البيض في هذه اليوميات المكشوفة على احتمالات الوجود والعدم!!!او الحرية والفوضى، وازاء تمظهر هذه الثنائيات الحادة في اجندة المشغل السياسي العراقي اولا،،فان المثقف لايملك الاّ ان يعيد الكثير من حساباته ليس مع التوليفة السياسية الجديدة بكل عقدها واشكالاتها ،،وانما مع تاريخ طويل لمحنته في المكان والايديولوجيا والسلطة،،وليس له ايضا ازاء ذلك الآ ان يعيد تأهيل الكثير من ادواته ويراجع بعض قناعاته ازاء تمظهرات المحنة وازاء اتساع التصدعات العميقة في داخل البنية الوجودية والمعرفيةوحتى(الرسالية) للخطاب الثقافي في مركباته العقلانية والسسيولوجية وقراباته المريبة مع معطيات السياسي المهيمن والسياسي القمعي والسياسي المنتج تاريخيا للعلاقة الاشكالية داخل المكان/ الايوان والمكان/ المؤسسة ..
ان الكشف عن مشكلات تاريخ القمع والاقصاء في تاريخنا السياسي والثقافي،يمنحنا قراءة اكثر سعة لتشكلات ظاهرة السياسي الاستعراضي وظاهرة السياسي التوفيقي التي بدت جلية مع نموذج السلطة الجديدة التي يقوم مشروع حاكميتها اصلا على التوافق!! مقابل استمرار الكبت القهري للايديولوجيات والعقائد ( التي كانت في اطار الصراع السياسي شكلا للمواجهة الاجتماعية ) او اعادة انتاجها داخل سياقات مختلفة !! وربما كان هذالتوافق القهري سببا في انتاج آخر لظاهرة القمعي الاكثر شمولا في اطاره الشعبي وكذلك في الثقافة وتداول انماطها ،والتي فرضت قسرا اعادة انتاج علاقة المواطن و المثقف مع المكان والسلطة والمعيش والمقدس في آن!!!! ،اذ تحولت هذه الظاهرة الجديدة الى (خطاب سياسي) اكثر منها ايديولوجيا!!! رغم ان هذه المشكلات تكتسب دائما طابعا اشباعيا ،ينطلق من البيئة الاجتماعية والسياسية الحافظة لعلاقات ابوية معقدة تقوم على فكرة الاباء الراعاة والابناء المطيعين، وفكرة الاباء الوارثين للمقدس ونظام المعيش/ ادوات الانتاج مع الاتباع والاجراء الذين يعملون مقابل حفظ نوعهم السلالي/ علاقاتهم وحمايتهم في المكان،، لقد تحولت هذه الظاهرة تحت مهيمن القمعي الجديد الى توليفة غريبة تماثل تكريس مفهوم القوة الجمعية عبر تكريس النوع / السلالة الاثنية مقابل ظهور قوة الفرد/الاب/ المالك بشكل استثنائي ،،لان هذا التوريث الاشكالي للعقد النفسية والثقافية والاشباعية تم تكريسه على اساس بقاء نوع تلك الحاكمية في كل اشكالها وتمظهراتها في السياسي والديني والعائلي والاقتصادي.....ورغم مرور ثلاث سنوات لم تجر اية محاولة جادة وحقيقية في تاريخنا السياسي لتفكيك هذه التشابكات الموروثة ،لا على مستوى انتاج الخطاب ولا على مستوى انتاج المؤسسات ف(نسق الحاكمية) رغم حدوث بعض الانزياحات المهمة والخطيرة في تاريخ الدولة العراقية ،والتي انعكست نتائجها على هوامش شعبية ومكونات لم تستطع ان تتغلغل داخل الجسد السلطوي الشمولي، اذ ظل هذا الجسد في منآى عن التفكك وحافظا لنوعه ومرجعياته العصابية عبر ادامة فكرة الاب/ العراب والذي تحول الى رمز للمالك والداعية والقائد العسكري وصاحب الحسبة وعينه،وربما اصبح هو المفسّر والمؤول والمختار والقارىء الوحيد في المحيط الامي!!! وهذا النموذج ليس (ثوريا) بالمعني الماركسي الذي يهدد منظومة الانتاج التراكمي للسلطة ويعيد تركيب ادوات وعلاقات انتاجها،،انه ظل المتفرج وصانع اللذات ومستهلكها الوحيد عبر تماهيه مع فكرة الفحولة الابوية التي ظلت بعيدة عن الانحلال والتفكك...ولعل هذا هو اكثر جوانب الاختلاف بين توظيفات العقل العربي للازاحات التاريخية والثورية وبين والعقل الغربي رغم تماثل الكثير من مزاجهما التاريخي في قرون الاضطهاد الكنسي في اوربا والعصابي والمغولي فيما بعد في شرقنا العربي والاسلامي بكل تلويناته ،واشكاله و التي انتهت لسيطرة ألدولة العثمانية التي اسلمت العقل العربي الى ظلامية وسكون خطيرين و لم تجد بالمقابل اية محاولات جادة وحقيقية لاي تفكيك للسلطة المركزية ، فضلا عن أنهيار مفهوم الدولة بمعناها العصابي في اوربا وبلاد العرب!!!
لقد حفل التاريخ الاوربي بمحاولات ازاحة متواصلة رغم كل التعقيدات للنظم القديمة تم استثمارها باتجاه تفكيك شمولي للعلاقات الانتاجية وعلاقة المجتمع مع السلطة وادى اتساع وتعقد ظواهر العمل خاصة بعد انهيار المرحلة الاقطاعية الى نشوء تفككات في مفهوم السيطرة والرقابة وتفكك المفهوم المركزي للمعيش ، وصولا الى السلطة ذاتها التي فقدت الكثير من المعيتها وهيبتها وقوتها الشمولية والتي تم تتويجها بالثورة الفرنسية ،باعتبارها وبمعنى خاص ثورة ثقافية استخلصت كل تاريخ الازاحات المعقدة التي حدثت من بواكير القرون الوسطى الاضطهادية وصولا الى نشوء الدولة البرجوازية التي سعت الى تكريس القيم المدنية في المجتمع واعادة انتاج مفهوم السلطة والحريات وعلاقة المواطن بالسلطة والارتقياء بالقيم الثقافية والتعليمية والتي اسهمت فيما بعد الى نشوء مجتمع مدني ضاغط وفاعل داخل المجتمعات الغربية...
وهذا لم يحدث في شرقنا السعيد الذي ظل بمثابة الحديقة الخلفية للدولة العثمانية التي حلبته في حروبها واستثمار ثرواته دون ادنى انجاز ونماء ثقافي وتعليمي،بل ان ظاهرة الحروب الاهلية وتكريس الكارزمات الاجتماعية والعشائرية والدينية تكرست بشكل واسع مع هيمنة الدولة العثمانية الى الحدّ الذي يؤسس فيه السلطان العثماني مدينة باسم أحد شيوخ العشائر لضمان ولاء عشيرته ضد الثورات الشعبية في الجنوب العراقي الجائع والمنتفض ..
لان الحركات والانتفاضات الاجتماعية كانت بدون مشاريع وبرامج ثورية حقيقية وواضحة وربما ذات نزعات مطالبية ،كثيرا ما سعت السلطنة العثمانية بمعية مريديها من شيوخ العشائر وبعض رجال الدين الى تفكيكها وحرفها عن اتجاهاها الصحيح،وهذا جزء من التداعيات الصراعية التي ابقت تابو السلطة بعيدا عن كل التحولات التي اقترنت بالمشهد السياسي في المنطقة ،فضلا عن ما انعكس ذلك من خلال القراءة التي تلمسها المستعمرون الجدد قبل وبعد الحرب العالمية الاولى الذي عمدوا على ابقاء(النمط السلطوي) باقيا بكل عدته ،وتم تشكيل الاصطفافات السياسية على اساس ما تمثله الكارزما السلطوية (عشائرية/ دينية) في المجتمع والاستمرا ر عبر ذلك في السيطرة ..ان التاريخ السياسي الاشكالي للدولة العراقية يحمل الكثير من البنية الشفروية والدلالية لدولة العصاب القديم التي تكرس النوع على اساس الحلول في جسدها العصابي وليس سعيا باتجاه تفكيك المفهوم التقليدي للدولة الطاردة والغائبة في آن والتي يتمظهر وجودها في اشكال سلطوية متعددة خاصة لاليات صراعية يغيب فيها المركز وتحضر الاطراف التي تبحث عن هويات فرعية لها في وقت لم يبد فيه واضحا حضور الهوية المركزية الحافظة للحراك الثقافي والدافعة الى جدل مدني للهويات الاخرى..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رويترز عن مصادر أمنية: 36 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم
.. شعارات الحملات الانتخابية..جدل الإنجازات وسخاء الوعود
.. المرصد: الغارات الإسرائيلية على حلب استهدفت مستودعات أسلحة ت
.. مسؤولون أميركيون: أضعفنا قدرات الحوثيين لكن الحرب ضدهم لم تن
.. كيف نراقب الوزن في شهر رمضان؟ |#رمضان_اليوم