الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مارتن لوثر الأنجيلي الذي غير النظام العالمي !

هفال عارف برواري
مهندس وكاتب وباحث

(Havalberwari)

2018 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


مارتن لوثر الذي عاش 62 سنة من القرن الخامس عشر والسادس عشر في الفترة
( 1483-1546)م
الراهب الألماني والقسيس وأستاذ اللاهوت
والمؤسس الحقيقي للإصلاح في أوروبا بل المؤسس الحقيقي للنظام العالمي الجديد !
درس النحو والبلاغة والمنطق
درس الحقوق
ثم انتقل الى اللاهوت ليدرس
الفلسفة وتأثره بأرسطو والمدرسة التي تؤمن باستخدام العقل في فهم الدين
دون أن يستعلي على الله المحب!
فقد ظل الكتاب المقدس أهم شيء بالنسبة له
ثم بعد حادثة حصل له جعله ينتقل الى
الرهبنة رغم اعتراض والده
وظل معتكفاً على الصوم والصلاة مع دراسته للكتاب المقدس فقط
بعد أن باع كل كتبه عن الفلسفة والقانون
ومن خلال قراءته وخلواته أستنتج أنهم فقدوا الاتصال بالمسيح الحقيقي وأن المسيح الحالي تحول الى سجّان ؟يضطهد الفقراء في ظل غياب العدالة والظلم الواقع في ألمانيا
فقد كانت سلطةالكهنوت الذي كان يمثل الوسيط بين الله والشعب واصبح هو مصدر التشريع فلايجوز لأحد أن يناقش الكهنة ويخالفهم أو يعترض عليهم وإلا فتهمة الهرطقة والكفر والزندقة ستواجههم ؟
والكنيسةالوحيدة التي كانت تهيمن على أوروبا الغربية هي الكنيسة الكاثوليكية الرومانية برئاسة البابا فهو الذي كان يتوج الملوك ويرسل الجيوش لشن الحروب المقدسة والاستعمار...........؟

أدرك رئيس الرهبنة مخاطر خلوات واستنتاجات لوثر بعيداً عن تأثير الكهان حوله؟
فدفعه الى ترك خلوته وصرفه الى العمل الأكاديمي حيث قام بتعينه استاذاً للكهنوت
ثم اللاهوت
ثم حصل على البكالوريوس في دراسات الكتاب المقدس
ثم الدكتورا في على أصول الدين ثم أخيراً حصل على درجة الدكتوراه في الكتاب المقدس
مما أمكنه على كتابة دراسته ورسالته التي ضمت 95 بنداً
ليبدأ مرحلة الإصلاح الديني ، هاجم فيها كل تصرفات الكنيسة الكاثوليكية وعلى رأسهم البابا ، وأن كل مايفعلونه غير موجود في الكتاب المقدس !!
وبين أنه حتى البابوية غير منصوصة عنها في الكتاب المقدس !
رسالته تلك هزت أركان الكنيسة بل هزت أركان الامبراطورية الألمانية

وهذه الـ95 بند المفصلة التي عارض فيها الكنيسةالكاثوليكية
ازدادت في انتشارها وشهرتها عندما دافع عنها في المحاكمة الشهيرة بكل قوة أمام الإمبراطور حيث ناظر فيها أشهر قاضي ومستشار في الكنيسة الكاثوليكية عند التحقيق معه وكان كل الظنون أنه سيتنازل عنها مخافة تهمة الهرطقة ومن ثم القتل أو الحرق؟
واستطاع بحنكته أن يفصل النظام السياسي بالنظام الاصلاحي الديني
حيث كانت رؤيته أن هذا النظام الديني المحتكر لاموال الفقراء سيؤثر على الامبراطورية ونظامها السياسي!
فخلق لأول مرة شرخاً بين النظام الديني المتحالف مع النظام السياسي!!
وبعد أن تم عزله ومصادرة كتبه واحتفاءه عن الأنظار من قبل الامير فريدريك الثالث الذي كان يحترم توجهات مارتن لوثر ونصحه بالاختفاء والتنكر مما كانت فترة مناسبة لمارتن لوثر كي يستفيد من تلك الفترة
لترجمة الكتاب المقدس لأول مرة في التاريخ من اللاتينية التي لايعرف قراءتها إلا الكهان الى اللغة الألمانية وبصورة مبسطة كي يتسنى لكل من يعرف القراءة أن يقرأها ؟

تتلخص أهم إصلاحات لوثر في الكنيسه الكاثوليكية على أساس :

1- إلغاء غفران القسيس للذنوب فقد وصل بعد دراسته المتأنية في المتَاب المقدس
ان غفران الخطايا هو هديّة مجانيّة ونعمة الله من خلال الإيمان بيسوع المسيح مخلصاً
ولايحتاج المرء الى وسيط كهنوتي كي يقبل توبته من الله؟
وقام نفي وحرق صكوك الغفران سيئة الصيت وفكرة شراء قطع أراضي في الجنة !!
وبالتالي الغاء تكسب الكنيسه من الشعب باسم الدين

2- المطالبة بزواج الكهنة والقسس حتى تتوقف الدعارة في الاديره والكنائس وقام بالزواج من احدى الراهبات
وأن ممارسة الجنس منحة ربانية لكل البشرية دون استثناءات

3- رفض فكرةالكاثوليك في عدم تفسير الكتاب المقدس التي كانت من قبل الباباوية فقط
معتبراً أنّ لكل إمرئ الحق في التفسير فقام لأول مرة في التاريخ بترجمة الكتاب المقدس كما قلنا
من اللاتينية الى اللغة القومية الألمانية كي يتسنى للناس بان يقرأه
وكان له تأثير كبير على الكنيسة وعلى الثقافة
وأثرت ترجمته لاحقًا على ترجمة الملك جيمس باللغة الإنكليزية للكتاب المقدس
حيث استطاع الناس قراءتها ومقارنتها بأعمال القساوسة المنافي تماماً لقيم الكتاب المقدس
فاول وصايا الكتاب كان
يأمر بعدم اتخاذ شركاء للإله وعدم تجسيم الاله
مع ان كل الكنائس كانت تجسم مريم وعيسى وهذا ما جعل من بعده
ان الكنائس البروتستاتنية تمنع التصوير والتجسيم
وهذه الأفكار مهدت
الطريق لدور العقل في التقييم
فهو أول من قال ونادى بـمصطلح
(حرية الضمير ) الموجودة الآن في بنود الامم المتحدة
عندما فسر المعنى من الهرطقة
عندما كانوا يذبحونهم او يحرقونهم او يُغرِقونهم؟؟
وبين أن القضية ليست مرتبطة بالعنصر المادي فلايمكنك ان تمنعه من التفكير
بل حرية الضمير والمنطق هي الملاذ والصواب

وبين نظرته أنه لا ينوي ان يكون سياسياً
بل مجرد مصلح ديني يريد أن يعيد مياه التوجه الديني الراكد الى مجاريها الصافية
لذلك تبرأ من كل الثروات الشعبوية الدموية التي تأثرت بأفكاره وخاصة ثورة الفلاحين الدامية والتي راح ضحيتها آلاف الفقراء ؟
والتي هددت أركان الدولة جراء ظلم الدولة
وهددت أركانها
وخذلهم ودافع عن الدولة!
وبين أنه يمثل دور المصلح الديني وليس السياسي
المهم
وفِي نهاية حياته تراجع عن كثير من أفكاره
حمايةً لأرثه ومعتقده الديني ؟
وحماية لمصالح دولته !
فدائماً في عصر الإصلاح الديني يظهر قضايا التسامح الديني لأن الكل مستضعف؟
لكن في عهد الاستقواء
غالباً ما يتم تلوية الكتاب المقدس
وبالفعل تم قلب كل آيات اليسوع عن التسامح عن أنها للوعاظ وللفقراء
ولايشمل الدولة والسلطة الزمنية !!
وتراجع عن آراءه بالنسبة للمهرطقين وأجاز قتلهم ولَم يتكلم في عهد الاستقواء عن حرية الضمير !!
وعاد عن مفهومه للفكر والفلسفة شأنه شأن الكنيسة الكاثوليكية ؟؟

لكن أفكاره انتشرت كالنار في الهشيم وتجاوزت تحفظاته
وأسست لحقبة جديدة وعهد جديد
يكون للعقل فيه الدور الرئيس في التحكم وفي التقييم والبحث والدراسة
وتم تأسيس كنائس تجاوزت أن تكون مذهباً جديداً بل أسست بان تكون ديناً جديداً لعصر جديد يتحكم فيه العقل

والحرية أخذت في عهده أبعاداً متباينة
فالحرية :
عند لوثر كانت تعني حرية الانسان المسيحي
وبالنسبة للفلاحين كانت تعني التخلص من الضرائب الجائرة والعبودية
وبالنسبة للملوك كانت تعني الحرية السياسية لحكم أقاليمهم......

لكن مفهوم الحرية أنطلقت من بعده
لتتحرر من كل القيود وليتم تحررها من كل أوجه الاستبداد والشغل الشاغل لكل الشعوب والأمم

قام لوثر من حيث أراد أم لم يرد

بانشقاق وحدة الكنيسةالألمانيةوانقسمت الكنيسة الى قسمين
وبهذا الانقسام ضاع النظام السياسي الإمبراطوري القديم فيما بعد وولد الانظمة الفدرالية الجديدة

وقد تم تسميتهم بالبروتستانتية أي بمعنى (المعترضين )التي انتشرت فيما بعد في العالم أجمع واصبح مذهباً موازياً للمذهب الكاثوليكي والأرثوذكسي
وتتَّبعه عدد من الكنائس كالإنجيليَّة والمعمدانيّة وغيرهما
وقد تركزت عقيدة البروتستانت على خمسة مبادئ أساسية تبدأ جميعها بكلمة (سولو) اللاتينية والتي تعني (فقط) بالعربية.
وهذه المبادئ مأخوذة من الكتاب المقدس التي يقال انه تم تطبيقها من قبل الكنيسة الأولى في عهد رُسُل المسيح وهي كالآتي:
1- (سولو كريستو): فقط يسوع المسيح المخلِّص.
2- (سولا فيدي): فقط الإيمان وحده للخلاص.
3- (سولا سكريبتورا) : فقط الكتاب المقدس هو المصدر لتعاليم الله.
4- (سولا جراتيا) : فقط نعمة الله هي المؤهِّل للخلاص.
5- (سولي ديو جلوريا): فقط مجد الله الكل في الكل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. المغرب - إسبانيا: لماذا أعيد فتح التحقيق في قضية بيغاسوس للت




.. قطر تؤكد بقاء حماس في الدوحة | #غرفة_الأخبار


.. إسرائيل تكثف القصف بعد 200 يوم من الحرب | #غرفة_الأخبار




.. العرب الأميركيون مستاؤون من إقرار مجلس النواب حزمة مساعدات ج