الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب والحداثة والتحديث

فارس إيغو

2018 / 12 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ــ 1 ــ
في الحداثة مكرهين، وإلا علقنا في أوحال الماضي وأحماله الثقيلة.
وإذا كنا كعرب ومسلمين في مركب الحداثة الغربية، التي مضى على انطلاقتها خمسة قرون، فالأمر قسراً، وليس خياراً واعياً ومشروعاً، أو لنقل لم يصبح بعد خياراً. في المقابل، لا يمكن أن نكون بالإكراه والقسر حداثيين فاعلين ومشاركين وفي صناعة منتوجات الحداثة مادياً وعلمياً وفلسفياً؛ أولاً، لأننا لا ننتج الحداثة بل نستهلكها سلعاً ورموزاً. ومن جملة ما نستهلكه منها، التنظير لها والقول فيها أو الكشف عن أحوالها وتحولاتها (هيغل، هوسرل)، أو نقدها (ماركس، نيتشه ومدرسة فرنكفورت)، أو تجاوزها (عند تيار ما بعد الحداثة)، أو من يقول بعدم اكتمالها، وبأنها مشروع لم ينجز بعد (عند العجوز الألماني هابرماس).
ــ 2ــ
هل نحن حديثون، أم معاصرون لها في الزمن فقط؟
مفارقين لها في طلب الحرية والمعرفة؟
لقد طرحت الحداثة ثلاثة مبادئ هي: المعرفة، الحرية والقوة؛ في المعرفة، ما زلنا نفسر ما يجري علينا من كوارث بنظرية المؤامرة الخارجية....
في مطلب الحرية، ما زلنا لا نؤمن أن الرأي مقدّس للفرد، طالما لا يتعدى إيتيقا الحوار والتواصل.....
القوة، لا نعرفها إلا بدلالة القسر والاستبداد؛
فهل سنبقى جاثمين الى ما لا نهاية في "الضفة" الجنوبية للحداثة؟
يقول أحدهم: قد ننتقل الى الضفة الشمالية.... لكن بعد دهور.... بعد أن يضعوا على قبورنا الزهور!!!
ــ 3 ــ
الحداثة لم تكن عندنا سوى عمليات تحديث فقط، لم يكن هناك حداثة بل مشروع تحديث، يعني نأخذ أو نأتي بالأدوات والاجراءات والنظم (القضاء، المدارس، الجامعات، البيروقراطية الإدارية إلخ إلخ) من الغرب، ونزرعها في مجتمعاتنا، أي نأخذ ثمرات ومنتجات الحداثة التي يصنعها الغرب ثم نستخدمها اجرائياً، دوناً عن المنهجيات الفكرية والفلسفية التي أدت الى الخلق والابتكار الذي يقبع خلف هذه المنتجات النهائية للعقل الإنساني. هذا كل ما فعلناه منذ 200 عام، منذ انطلاق عمليات التحديث في بلادنا، أي مع دولة محمد علي باشا التحديثية في مصر، والتنطيمات العثمانية، التي بدأت مع خط كلخانة عام 1839، أول عملية تحديث جرت في السلطنة على يد السلطان عبد الحميد الأول ونص على احترام الدولة لحق الحياة والملكية الفردية لكل مواطني السلطنة، وتبعه خط همايوني عام 1856 وأصدره السلطان عبد المجيد الأول.
إذن، هي حداثة برانية أو شكلية وظاهرية، كما يطلق عليها المفكر المصري الراحل علي مبروك (توفي عام 2016)، في مقابل الحداثة الجوانية والتي تعني أولاً وأخيراً، حداثة الفكر والسياسة، أي إعمال العقل في كل أشكال النظم والمؤسسات الاجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة