الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غدا في تونس : يوم غضب حفاظا على المدرسة العمومية وعلى كرامة المربي.

بسام الرياحي

2018 / 12 / 11
التربية والتعليم والبحث العلمي


يتخذ الإشكال القائم بين وزارة التربية ونقابة التعليم الثانوي منحى تصاعدي في ظل الظروف التي تمر بها ابلاد عموما والقطاع خصوصا، كما يبدو أنه إلى الآن لم يطرح حوار جدي بين الجانبين ومازلنا نسمع عن دعوات ومساعي وتصريحات لم ترتقي عمليا لحجم الحدث.وعلى هذا الأساس أصدرت الجامعة العامة للتعليم الثانوي بيانا منذ يوم تقريبا أعلنت فيه عن يوم غضب غدا الإربعاء في كل ولايات الجمهورية، ولو عدنا قليلا للوراء سنلاحظ أن الإشكال قد تكون من تراكم للتهديدات ومن غياب الحوار ولعبة الشد والجذب بين الجانبين.فقد صرح وزير التربية عن نيته تطبيق القانون على ضوء عدم إجراء إمتحانات الثلاثي الأول رغم أن المدرسين لم يتركوا قاعات الدرس ولم يفتعلوا إيقاف الدروس أو تحريض التلاميذ على ضرب بعض المؤسسات...القانون في نظر الوزير يجب أن يمر عبر إقتطاع عشوائي من مرتبات الأساتذة في سيناريو مشابه لما حصل في السنة الفارطة من هبر لسبع أيام كاملة تحمل عبء إقتطاعها المربين دون أي تمييز أو مراعاة لأيام الراحة والعطل الأسبوعية.فكيف يمكن للمشكل أن يتداول وللأوضاع أن تستقر في ظل هذا السحق النفسي والمادي الممنهج والهبر من أجور المربين في كل مرة، يوم غد ليس فقط للمطالبة بعدم المساس بأجور هي أساسا لا ترتقي لقيمة المربي العلمية أو الإجتماعية ولدوره في صقل أبناء الشعب وتأطير سلوكهم داخل الإعداديات والمعاهد وحتى خارجها، بل أيضا للدفاع عن المدرسة العمومية ودرء شبح الخوصصة والتجفيف المنظم لها.نحن اليوم في تونس نرى بشكل جلي وواضح كيف تتراجع البنى التحتية التربوية وكيف تتقلص ميزانيات المؤسسات التربوية وقلة الإمكانات لتأطير الناشئة خارج أوقات العمل عبر نوادي أو زيارات ميدانية أو رحلات ترفيهية وحتى إمكانات رقمية إعتقدنا أنها ستكون على ذمة الإطار التربوي للإرتقاء بالممارسة التربوية لكنها ظلت ووعود وخيال كاذب وواهم ونحن نرى أوراق الطباعة غير كافية وقاعات مزدحمة أحيانا تفتقد للتجهيزات ودعم شحيح لرسكلة المؤسسات وتحسين أنشطتها...الإشكال في التعليم الثانوي هو حصيلة لأزمة حوار ولقطيعة بين جميع الأطراف المتدخلة بما فيها الولي والتلميذ، الوزارة التي تركز في منابر إعلامية على حق التلميذ وعلى ضرورة إخراجه من الإشكال القائم لم تفكر في تحسين برامج التعليم التي سبب تكلسها وكسادها صعوبة إستعابها من طرف التلاميذ، لم تفكر في حماية الناشئة من محيط أصبح خطير مخدرات وعنف نراه يتصاعد في محيط المؤسسات كما لم تتفطن لمشاكل الإنقطاع المدرسي المتفاقمة ولأمية أصبحنا نخجل من قياسية نسبتها ولصحة نفسية تلمذية متدهورة، لم تدرس وضع برامج حوار بين الأولياء والتلاميذ والمربين داخل المؤسسات بصفة منتظمة... وجودنا غدا في ولايات الجمهورية كافة ليس إستعراض قوة أو تأجيج للعنف كما روج البعض أو بحث عن مصالح فردية ضييقة ، بل هي دعوة للحوار ودعوة للأمل وللأفضل ضمن وطن يحق للجميع فيه المعاملة بكرامة بإنسانية ويحق للمربي فيه أن يقول قد محونا ولا زلنا نقاوم ظلام العقول ومحدوديتها فمن حقنا عليكم الإنصات والإحترام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات