الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعي في مواجهة أزماته

فؤاد سلامة

2018 / 12 / 15
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


الحزب الشيوعي اللبناني، من المقاومة العربية الشاملة في مواجهة الرجعية والأمبريالية، إلى محاربة الفساد والدفاع عن لقمة عيش المواطنين.. برنامج عريض يدّعي التصدي له حزب غادره معظم أبنائه المقاومين الأوائل الغيورين على تاريخه، والرافضين لما أصابه من تلوث.

سأحاول في هذه العجالة تقديم نقد موضوعي للحزب الشيوعي، سبقه انتقادات لمجموعات الحراك المدني، أو ما تبقى منها. يقوم الحزب الشيوعي الأحد ١٥ كانون الأول باستعراض احتجاجي جديد، كان قد سبقه استعراضات من مجموعات أخرى منبثقة من الحراك المدني، لنفس الهدف المعلن، ألا وهو مواجهة المنظومة السلطوية الفاسدة الممسكة بخناق الوطن والمواطنين.
ما هو الجديد أو المختلف الذي يقدمه الحزب الشيوعي في تحركه القادم؟ لا شيء غير تكرار المكرّر والمعروف.
للشيوعي مواقف لا يُحسد عليها ولا تثير غير التهكم، مثل دعوته إلى المقاومة العربية الشاملة ضد الأمبريالية والصهيونية، وهو موقف مستهلك ولا ترجمة حقيقية له، ومكانه في الأرشيف المهترئ للمنظومة السوفياتية.

وموقف الحزب الشيوعي من الفساد والفاسدين هو موقف منحاز إلى محور سلطوي لا يقل فساداً بل يزيد عن الآخرين، والشيوعي لا زال يجترّ نفس الكلام المُرمَز عن حيتان المال، التي نعرف أنها تنحصر بالحريري الأب والإبن، وإذا تعدت التيار الحريري فبالكثير من الخجل مرفقاً بتبريرات غير مقنعة إلا لمن يعيش في العالم المؤدلج للشيوعي.

والشيوعي يعاني من أزمة وجودية متمادية تعمقت بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، أزمة تؤدي لمزيد من الاستنزاف البشري، والخلافات التي تدور داخل الحزب قديمة وهي تدور بين مراكز قوى بيروقراطية، يحاول الحزب حسمها من خلال مؤتمر يبدو أنه لم يعد مؤكد الحصول بسبب حدة الصراعات داخله.

لذلك، برأيي يهرب الشيوعي إلى استعراض احتجاجي يحاول من خلاله شد العصب الحزبي والتغطية على خلافاته والظهور مظهر الحزب الذي يقول إنه ما زال موجوداً ومعارضاً للفساد، رغم الكلام الكثير الذي نسمعه من خصوم وأصدقاء الحزب عن جثة متعفنة يجدر دفنها إكراماً لصاحبها. طبعاً سيكون من الخطأ دعوة المعارضين الذين لا يدورون في فلك الحزب الشيوعي، إلى عدم المشاركة في استعراضه الاحتجاجي.. ولكن لا بد من طرح نفس السؤال الذي يُطرح على باقي قوى المعارضة وهو، لماذا لا يُترجم الشيوعي كلامه عن حشد وتكتيل قوى المعارضة بدل المساهمة في قسمها تماماً كما يفعل الآخرون عندما يأخذون مبادرات غير منسّقة مدّعين أن المشاركة فيها مفتوحة للجميع، ولكن من دون دعوة محددة وصريحة للتنسيق بين تجمعات المعارضة، ما يُفهم تقصُّداً لإقصاء هؤلاء المعارضين؟

إذا كان كلام الشيوعي عن تحشيد وتكتيل "جمهور" المعارضة شبيهاً بكلامه الانتخابي وعنوانه "صوت واحد للتغيير"، فإنه لا يمكننا التفاؤل بنجاح تلك الجهود التحشيدية بعد أن رأينا كيف قصم الشيوعي ظهر المعارضة الجنوبية بمماطلاته ومناوراته وتناقضاته الانتخابية المكشوفة. هل يمكن للمعارضين الذين خذلهم الحزب الشيوعي في محطات متكررة، الوثوق بقيادة شيوعية ليست الشفافية والديمقراطية من مآثرها؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحزب الشيوعي اللبناني
فؤاد النمري ( 2018 / 12 / 15 - 18:51 )
لن ينقذ الحزب الشيوعي اللبناني من التحلل الكامل سوى العودة إلى ألفباء الماركسية وتحسس أضواءها على المجتمع الدولي واللبناني جزءاً منه
لتعقد الأحزاب الشيوعية في الشرق الأوسط مؤتمراً عاماً لها لتدارس أين تتجه أشعة منارة الماركسية التي لا تنطفئ وإذا ما كان استعادة فلسطين جزئياً أم كلياً لحساب فتح وحماس سيخدم قضية عمال العالم كما يفترض الحزب الشيوعي اللبناني والأحزاب المثيلة
نادينا كثيرا في هذا الإتجاه وعبثاً نادينا

اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا