الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في رواية نذير الدرويش

حيدر الحيدر

2018 / 12 / 17
الادب والفن


قراءة في رواية ( نذير الدرويش )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في تصوير درامي ممتع يكشف عن مضامينه بتشوق متسلسل داخل اسوار محيط يغلفه شيء من غموض توجسات عميقة في اطار صراع متأجج مع النفس ينقلنا الراوي( ناهي العامري) الى محطات ملونة في سياق دوران عنيف وتداخلات تؤدي لإستكشافات متتالية ،
وصولاً لنهاية صراع نفسي لبطل روايته ( نذير الدرويش )
ومدلول ذلك الصراع هو النزاع الذي يقوم بين رغبات الفرد ودوافعه وغرائزه الاساسية من ناحية , وبين مقاييسه ومثله الاجتماعية والخلقية والشخصية من ناحية اخرى ,وقد يكون هذا الصراع واعيا جزئيا او كليا وقد يكون على مستوى غير الواعي تماما .
او هو حالة يمر بها الفرد حين لا يستطيع إرضاء دافعين معا أو عدة دوافع ،
ويكون كل منها قائما لديه ، وهذا ما يؤكده علماء النفس بصورة عامة .
فكلما ازداد الشخص اقترابا من الهدف كلما زاد قلقه وصراعه النفسي وهذا الصراع يجعل الشخص عاجزا عن التصرف ، لا يستطيع أن يقترب ولا أن يبتعد ، بل يلجأ إلى التوتر أو يصل به الأمر إلى حد المرض النفسي .
وهذه الرواية بحد ذاتها ، تدفع بالقارئ ليكون متشوقاً لمعرفة المزيد من خلال تتابع الجلسات الطبية للصحفي الذي وقع اسيراً في شباك مرض نفسي نتيجة لظروف واوضاع سياسية سيئة يمر بها البلاد ، ومن الملاحظ ان عنصر التشويق ملازم قوي لأحداث الرواية من خلال عبارات ذات مدلول متين بالاحداث في جهد واضح ومعرفة تامة لعناصر التشويق في شد القارئ بشغف لمعرفة نهاية كل جلسة وخاتمتها ، وتوضيح العلاقات الاجتماعية النفعية لكل من ( سحر والزعيم ) ووصف دقيق للغرفة المظلمة التي تم فيها الايقاع بالصحفي ( طالب )
وللحديث عن مضامين الرواية بمجملها فانها تكشف الرابط بين كذب السياسي وعهر المومس
في صدق التعبير عن الرحلة المضنية لبطلها في البحث عن وطن يتمثل في قطعة ارض لا يجدها في خارطة وطنه ليطمئن ويستريح من متاعب الحياة .
وختاماً لا تجدني كمتلقي الا ان اقف بكل تقدير ، واجلال كبير لعملاق من عمالقة الرواية العراقية الحديثة ، فقد سبر ( العامري ) اعماق معاناة الفقراء من ناس العراق ،
بسرد جميل قريب جداً من تلكم المعاناة وتشعباتها ...
فهو قد صاع العبارات بدقة متناهية وسلّط الضوء على اكاذيب سماسرة السياسة والغش والخداع ، والرابط بين كذب السياسي وعهر المومس ...
ولكلمة حق أقولها بلا محاباة او تحيز :ان للروائي ( راهي العامري ) مخيلة واسعة في السرد كذلك في اللغة الانيقة التي يمتاز بها ، واعطاء المعاني اعتباراتها بتعبير مفعم بالخيال وقيّم الجمال في الوصف والتوظيف .
حيدر الحيدر ـ بغداد
6/12/ 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير