الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرصة مازالت عراقية

حارث الخضري
كاتب وأكاديمي

(Harith Kadhim)

2006 / 4 / 14
الادب والفن


عندما طرح صديقي ما رواه لي لم اتفاجأ, ولا اعتقد انه هو نفسه قد استغرب للامر. فما طرح لم يخرج عن كونه امر موجود لم نتجرأ حتى الان على الاعتراف به.
كان صديقي على موعد مع "ضابط امن" – واكرر هنا "ضابط امن"- لقناة اعلامية حكومية تتوسط بغداد ، والمقابلة جزء من متطلبات تعيين صديقي في الدائرة المذكورة .لا المقابلة ولا الاسئلة الاولى التي طرحت اثارات اهتماما ،فما جرى لحد الان لا يتجاوز ارثا نعرفه ونفهمه ونمقته بالوقت نفسه لكننا نعتبره اخف الضرر.
لكن السؤال التالي والذي طرحه ضابط الامن على صاحبي جاء حاملا معه الكثير من الالم والمرارة على الذي مازلنا نسميه "عراقا".بغباء وسذاجة "آخر رجال الخاكي" جاء سؤاله :
-انته يا مرجع اتقلد؟
ليعيد ترتيب اوراق مبعثرة تماما في اذهاننا عن ملامح حضارة قادمة يتسيدها بلا منازع "مربد بلا نساء".
وانا استعيد هذه الصور ، تجتاح مخليتي كلمات الشاعر الكبير "محمود درويش":
"اتذكر السياب, في هذا الفضاء السومري
تغلبت انثى على عقم السديم,
واورثتنا السياب.... ان الشعر يولد في العراق!
فكن عراقيا لتصبح شاعرا يا صاحبي "
كم اود ان اسأله الان ان كان يود فعلا ان يكون صاحبه عراقيا!
هكذا هي اللوحة والوحيد الذي يجرؤ على الاستهزاء بي خلال كل هذه الاحداث, كان للاسف "خجلي" .
و الوحيد الذي "تجرأ" على الوقوف معي في محنتي هذه , كان دخان سجائري.
احسدهم على جرأتهم المذهلة , وأحي فيهم ايمانهم منقطع النظير ببساطة العراق ...فمن وحي هذه البساطة كانت قراراتهم تأتي بمنتهى سهولة الوطن ,بل وحتى من دون اوراق.
لكن-حسب ما جاء في تصريح لصديقتي- فالامر ليس بهذه السوداوية ,فهي ترى اننا ما زلنا نمتلك فرصة ذهبية..... فايران على وشك امتلاك قنبلة نووية!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته