الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سحب القوات الأمريكية من سوريا بين المصلحة والمسؤولية
سوزان ئاميدي
2018 / 12 / 21مواضيع وابحاث سياسية
من منا لا يعرف ان للدول مصالحها وتخطو بموجبها ؟ الامر الذي يفرض معطيات جديدة على الساحات المختلفة تختلف في مستوى إيجابياتها او سلبياتها وحسب دراسة كل خطوة بأبعادها وتبعياتها عليها اولا ومن ثم على كل دولة او كيان ، ولكن من الجدير بالذكر ان كل ذلك يتوقف وامكانيات الدولة وموقعها بين الدول ومدى تاثير قرار خطواتها على المجتمع الدولي .
واليوم نشهد لأكبر واقوى دولة امريكا خطوة هي سحب قواتها من سوريا ، ان قرار اتخاذ هذه الخطوة كان محل شجب واستياء كل العالم ماعدا الدول التي اتفق القرار ومصلحتها مثل تركيا وايران وروسيا ، وأكثر المتضررين هم حلفاء الامس في محاربة الاٍرهاب داعش ومقدمي التضحيات الجسيمة وهم الكورد ، هنا بعض التساؤلات المفروضة : طالما أطراف من حكومة ترامب شجبت القرار وذهب اخر الى الاستقالة وزير الدفاع فضلا عن انزعاج العالم فما الدوافع وراء هذا القرار ؟ هل هي دعاية مبكرة لترامب للانتخابات القادمة ؟ ام هناك سياسة جديدة لترامب سيفاجئ بها العالم كمفاجئته في سحب قواته من سوريا ؟
قد يتفق معي البعض في ان شخصية رئيس امريكا ترامب اقرب كثيرا من انه رجل أعمال مالي تجاري مما هو أكاديمي سياسي ، ولنقول انه شخصية جدلية ، يخلق الأزمات ومن ثم يتعامل معها من خلال التسويات مع الأطراف المتعلقة وليس له موقف جدي فيما يطرحه . انه يتبع سياسة خارجية جديدة غير معتاده هي اقرب الى الاستهتار والتلاعب بالأنظمة السياسية الدولية واللامبالاة بأمن واستقرار شعوبها مقابل صفقات تجارية وكسب للرأي العام الامريكي .
عرفنا ان السياسة فن الممكن وفن حل الأزمات الا ان سياسة ترامب هي سياسة لا تحتكم الى الاخلاقيات الإنسانية واقتصرت فقط على الربح المادي .ان كانت لبعض الدول إمكانيات في التعاطي مع تبعات سياسة ترامب الا ان اغلبها لايمتلك نفس الإمكانيات ، فما بالكم بشعب لايحتكم على شئ مثل الكورد حتى إقليمهم الوحيد خاضع للأجندات الداخلية والإقليمية والدولية اذ تكالبت دول العالم عليهم لمجرد قيامهم بأبسط حق من حقوقهم الشرعية وهو( الاستفتاء) .
ولعدالة الطرح لابد ان نذكر ان امريكا هي غير كفيلة بالعالم خارج الاتفاقيات الدولية ولكن حتى الاخيرة أصبحت مهددة بسبب سياسة ترامب ، مع ذلك الامر لايخلو من مسؤولية دول العالم بالتعاطي بالشكل الذي يقلل من تاثيرات سياسة ترامب عليها ، حتى الكيانات الصغيرة في العالم واخص بالذات الكورد ألا يضعوا كل بيوضهم في سلة امريكا وان يكون لهم البديل على الدوام لإملاء الفراغ الذي تتركه امريكا ، فرنسا مثلا .
رغم كل ما تم ذكره عن سياسة ترامب الخارجية ارى ان مسؤولية أنظمة الدول والكيانات السياسية هي اكبر من مسؤلية ترامب في نتائج قراراته عليهم ومن ضمنها القرار الأخير في انسحاب قواته العسكرية ، فمستوى التأثر والمسؤولية يأتي من مستوى اتكاء واعتماد الدول والكيانات المختلفة على امريكا ، وفي حالة الشعب الكوردي المتأثر الاول كمعطيات على ألارض من قرار الانسحاب تبقى الانقسامات الداخلية الكثيرة واختلاف تبعيات مجاميعها السياسية فضلا عن وضعها الاقتصادي والسياسي المتأزم تعتبر أسباب رئيسية في قدرتها لمواجهة الاعتداءات الخارجية عليها.
وبالتأكيد قرار انسحاب القوات الأمريكية في هذا الوقت المحرج للكورد لهو اعتداء من نوع خطير ، فبعد ان أقنعتهم امريكا في الاستمرار على المساندة لنيل حقوقهم نراهم في اشد المواقف عند تهديد الجيش التركي لهم يأتي قرار الانسحاب لتركهم يواجهون مصيرهم كما فعلت في يوم 16 اكتوبر عندما غضت النظر في اعتداء الجيش والحشد الشعبي على كركوك والمناطق المستقطعة من اقليم كوردستان .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الجمعية الوطنية الفرنسية تدين -مذبحة- 17 أكتوبر 1961 بحق جزا
.. سامي الطاهري: الاتحاد العام للشغل أصبح مستهدفا من قبل السلطا
.. الجزائر تعين قنصلين جديدين في الدار البيضاء ووجدة
.. لبنان: هل بدأ العد العكسي للحرب مع إسرائيل؟ • فرانس 24 / FRA
.. هجوم بسكين يثير حالة من الذعر في قطارات لندن | #منصات