الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عوامل نجاح الانتفاضة السودانية

محمد مهاجر

2018 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


يحاول نظام البشير بشتى السبل ان يوقف الانتفاضة التى تعم عددا من مدن السودان واريافه بما فيها العاصمة الخرطوم. وكعادته استخدم النظام فزاعة الانفلات الامنى المفضى الى الفوضى والقتل على اساس الهوية وما يصاحب ذلك من نهب للاموال واغتصابات وغيرها, ولكن هيهات, فان الشعب السودانى شعب يمتلك وعيا عاليا اهله لكى ينجز ثورتين شعبيتين سلميتين فى اكتوبر 1964 وفى ابريل 1985. وعلى الرغم من ان الحراك الشعبى ظلت جذوته تعلو وتنخفض منذ سبتمبر 2013 الا ان الانتفاضة الحالية معقود عليها الامل فى ان تنمو ويشتد عودها وتستمر حتى النصر

هنالك خمسة اسباب لنجاح الثورات ذكرها الدكتور جيمس دى فرونزو المحاضر بقسم علم الاجتماع بجامعة كونيكتيكت الامريكية, ذكرها فى كتاب له بعنوان “الثورات والحركات الثورية “ ولخصها موقع دليل المواطن وهى كالاتى
اولا: ان يكون هنالك اجماعا مؤيدا للانتفاضة او الثورة
ثانيا: ان تنضم بعض النخب اليها
ثالثا: ان يكون هنالك دافعا قويا للوحدة
رابعا: ان تحدث ازمة حادة فى جهاز الدولة
خامسا: الا يحدث تدخل دولى لاجهاض الانتفاضة
وفى نفس السياق, وحسب موقع جريدة النهار, ذكر الدكتور خير الدين حسيب الباحث والمدير العام لمركز دراسات الوحدة العربية اربعة اسباب لنجاح الثورات العربية وهى غياب الخوف وسلمية الثورة والاجماع شبه الكامل والموقف المحايد او المؤيد من قبل الجيش. ويلاحظ من هنا ان الثورة تنجح اذا كانت دوافع ثورية شعبية قوية وكان هنالك اجماع وكانت هنالك قيادة من نخب وطنية واعية وانحياز او حياد من الجيش

قلة المشاركين فى الانتفاضة الحالية ليست مشكلة ما دامت جذوة الانتفاضة مشتعلة وفى يوم ما ستتجمع اعداد كبيرة جدا من المتظاهرين وفى تلك اللحظات لن توجد قوة, عسكرية اوغيرها, تستطيع ان تقمع المتظاهرين. ان التنظيم مهم جدا لكن قبله ياتى الهدف من الانتفاضة وهو نزع الشرعية من النظام ومن ثم تحدث الخطوة التالية وهو السقوط الكامل. وبالرغم من وضوح الهدف فان تحقيقه ليس بالسهل لان النظام يعتمد فى شرعيته على اجهزة الامن المختلفة وميليشيات الحزب الحاكم واصحاب النفوذ فيه من تجار وعلى الضباط الاسلاميين فى الجيش وغيرهم. ومن محاسن الصدف ان يمثل اصرار البشير على الترشح لفترة رئاسية جديدة عاملا لبوادر انشقاق فى الحزب الحاكم. عونا على ذلك فقد اثبتت الاحداث حياد الجيش والشرطة خلال تظاهرات الايام الماضية. والواضح ان زخم الثورة سيزداد منعة وقوة يوما بعد يوم. المهم هنا الا يعتمد الثوار على الصدف وحدها بل تكون عندهم رؤية واضحة حول كيفية اكتشاف الثغرات واستغلالها لتسديد ضربات متلاحقة تضعضع سلطة النظام وتحطمه


مما سبق تتضح اهمية وجود القيادة الواعية المنظمة, ذلك لانها تمتلك رؤية استراتيجية ومقدرة على التوجيه والتخطيط وتغيير التكتيكات وعلى الاقناع والتفاوض. كذلك الجاهزية للتفاوض مهمة جدا لان العسكر قد ينحاز يوما ما للانتفاضة لذلك يجب ان تكون هنالك قيادة تستطيع ان تفاوض هؤلاء من اجل ان يتم انتقال سلس للسلطة

بعض الاحزاب لم تتضح رؤيتها بعد من الانتفاضة. هذا الامر مزعج لكنه لا يثير القلق. لقد عودتنا تجربتى اكتوبر وابريل ان الاحزاب تاتى دائما متاخرة. فى الثورتين السابقتين كانت ضربة البداية تاتى دائما من الطلاب والشباب ثم تلحق بهم النقابات والاتحادات. وفى ابريل 1985 خرج اتحاد طلاب جامعة امدرمان الاسلامية ثم تلته الجامعات الاخرى فانضم التجمع النقابى وفى الايام الاخيرة انضمت الاحزاب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على