الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستيطان اليهودي في فلسطين / ضياع الأرض وتقويض الحلم الفلسطيني

محمد رمضان الجبور
(Mohammad Ramadan Aljboor)

2018 / 12 / 22
الادب والفن


الاستيطان اليهودي في فلسطين / ضياع الأرض وتقويض الحلم الفلسطيني

من الكتب الصادرة حديثا للأستاذ حسين راتب ابو نبعة ، والكتاب صادر عن دار الاسراء للنشر والتوزيع ، وقد جاء الكتاب في 121 صفحة من القطع الكبير ، وقد قام المؤلف بتقسيم الكتاب الى ستة وعشرين عنوانا ، تناول فيها ومن خلالها ، مقدمات الاستيطان ، ومحاولات الاستيطان في ظل الدولة العثمانية ، والاكاذيب التي رافقت حملات الاستيطان ، والاهداف المختلفة للاستيطان ....وغيرها من العناوين التي تثري الموضوع في الحديث عن الاستيطان .
وقدم المؤلف الكتاب بمقدمة قصيرة بعض الشيء تحدث فيها عن خطر الاستيطان ، والجذور التاريخية للاستيطان ، ومساعي الحركة الصهيونية العالمية لإقامة كيان لها على اراضي الدولة الفلسطينية ، ومحو هوية السكان باستخدام كافة الاساليب الملتوية ، من اذلال ، وقهر ، واحتلال .
عرفوا الاستيطان على أنه هو عملية إسكان واسعة بأرض محتلة، وذلك بذريعة الإعمار وإرساء سيطرة الدولة المهيمنة. وقد تكون دوافعه دينية أو عنصرية كما هو شأن الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية .
يتحدث المؤلف عن مقدمات الاستيطان والبدايات والمخططات التهويدية ، ويقول انها بدأت في العام 1777 عندما قدمت أول جماعة اشكنازية الى فلسطين ، ثم يذكر المدرسة الزراعية اليهودية ( مكفيه يسرائيل ) التي تأسست عام 1870 كبداية للعملية الاستيطانية الزراعية في فلسطين ، ويؤكد على أن الدافع وراء هجرة اليهود من روسيا لم يكن فقط الهروب من قمع القياصرة ، بل جاء نتيجة تشجيع الحركات اليهودية للسيطرة على فلسطين ، ثم يُعرج المؤلف على محاولات الاستيطان في ظل الدولة العثمانية ، ويذكر لنا محاولة هرتزل رئيس الوكالة اليهودية وعرضه المالي على السلطان عبد الحميد الذي قُدر آنذاك بعشرين مليون جنيه وتسديد ديون الدولة العثمانية مقابل تسهيل الهجرة اليهودية غير المحدودة الى فلسطين ، غير أن السلطان رفض وقال ليحتفظ اليهود بملايينهم في جيوبهم .
ثم تحت عنوان ما هي الاكاذيب التي رافقت حملات الاستيطان ، يذكر لنا المؤلف الكثير من الحقائق التي تبين أكاذيب ومزاعم اليهود ، فهذ ابن غوريون يعترف عام 1915 بأن اليهود جاءوا ليتخلصوا من لعنة المنفى .
وقد بدأت الاكاذيب تتضح من خلال اعترافات بعض اليهود من مفكرين وصحفيين وحتى من جنود شاركوا في الابادة وطرد السكان وارتكاب المجازر ومحو آثار البلدات الفلسطينية .
من الامور التي زادت من أهمية هذا الكتاب هو جهد المؤلف في تقصي الحقائق والبحث عنها من مصادر مختلفة ، فقد أفرد المؤلف مجموعة كبيرة من الجداول التي تُبين مجموعة من المعلومات التي تتعلق ببحثه عن الاستيطان والمستوطنات ، فقد تم ذكر اسماء المستوطنات ، وعدد الوحدات التي سوف يتم انشاؤها في هذه المستوطنة وأماكن هذه المستوطنات .
وفي مكان آخر من الكتاب يدرج لنا المؤلف جدول طويل بعض الشيء يذكر فيه أسماء المستوطنات وتاريخ انشاء كل مستوطنة ومساحتها وعدد سكانها والمكان المقامة عليه ،فهذا جهد ليس بالهين او البسيط .
ثم أشار المؤلف الى الاثار السلبية للاستيطان ، فذكر أن آثار الاستيطان كثيرة جدا وقد لا تُعد ولا تُحصى ، فهي تتمثل في مجالات عدة منها السياسية والاجتماعية والبيئية والثقافية والاقتصادية ، ثم تعرض لتفصيل الاثار البيئية التي تتضح في مجالات شتى منها ، تلوث المياه والابار الجوفية وتلوث الهواء وذلك من خلال وجود المناطق الصناعية وما يلقيه المستوطنون من بقايا المخلفات الصناعية غير المعالجة ، وقطع الاشجار ، وتجريف الاراضي للتوسع في بناء المستوطنات ، وفي المجال الثقافي أن هناك فصل للمراكز العمرانية عن بعضها وتشتيت الاسر وتضيق مجالات العيش والتواصل ، هدم المقابر الاسلامية فيذكر المؤلف انه قد تم هدم جزءا من سور مقبرة الشهداء في القدس وهذه المقبرة امتداد لمقبرة اليوسفية في منطقة باب الاسباط ، وذلك لإقامة حدائق توراتية رغم أن هذه المناطق هي اراضي وقفية امتداد للمقبرة الاسلامية .
تعددت أساليب مصادرة الاراضي الفلسطينية من أصحابها الشرعيين ، فقد اتبعت السلطات الاسرائيلية للسيطرة على الاراضي الفلسطينية منها بموجب مصادرة وزارة المالية للصالح العام ، السيطرة على املاك الغائبين ، شراء بيوت وأملاك عربية عن طريق الاحتيال والتزييف واحيانا عن طريق نقل أملاك عربية وحدائق عامة ومواقع سياحية الى جمعيات يهودية مشبوهة الاهداف مثل العاد .
وفي حديثه عن أطواق حول مدينة القدس يذكر لنا المؤلف أنه تم انشاء عدد من الاطواق حول مدينة القدس ، وأن المستوطنات انتشرت حول المدينة القديمة كالنار في الهشيم لخلق واقع جديد .
ويفرد في بحثه حديثا عن المستوطنات الكبرى مثل معاليه أدميم ، فهذه تقع على بُعد 7 كيلو متر من مدينة القدس وقد أقيمت على قرى أبو ديس والعيزرية والطور وعناتا والخان الاحمر وسلون والعيسوية ، وقد أصبحت مدينة كاملة في العام 1991 ، وقد بلغ عدد سكانها في 2015 حوالي 37525 ومساحتها 49177 دونم .
أنواع المستوطنات :
الموشاف : (المستعمرة التعاونية ) أو القرية الزراعية .
الكيبوتس : نوع من المستعمرات الجماعية أقيمت لاجتذاب الشباب القادم من روسيا للعمل الجماعي .
البؤرة الاستيطانية : بدأت في عام 1996 وهناك مئات منها في الضفة الغربية وتحاول اسرائيل اضفاء الشرعية على بعضها تدريجيا .
ثم يذهب المؤلف الى ذكر المستوطنات الموجودة في محافظة رام الله ، وبيت لحم ، وسلفيت ،ونابلس، والخليل ، وجنين ، وغور الاردن ، وطوباس ، وقلقيلية ، طولكرم .
ويختم المؤلف الاستاذ حسين ابو نبعة كتابه ودراسته في أثر الاستيطان على الوقف الاسلامي وهو بحث قدمه المؤلف لمسابقة القدس السنوية التي يقوم بها اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين وفاز بالجائزة الاولى ، وكان تحت عنوان (الهاشميون وأوقاف القدس ) ، وتناول البحث عدة محاور :
مقدمة عامة عن أوقاف القدس .
وصف اوقاف القدس
الوصاية الهاشمية واوقاف القدس
دور وزارة الاوقاف في المحافظة على اوقاف القدس
المخاطر والمزاعم الصهيونية التي تهدد اوقاف القدس .
ويبقى هذا الكتاب وهذه الدراسة وثيقة تاريخية ومرجع من المراجع التي تُضاف الى رفوف المكتبة العربية ، فقد بذل المؤلف حسين ابو نبعة الجهد الكبير في تقصي الحقائق والرجوع الى المصادر والمراجع التي تثري هذا البحث القيم ، وقام بتثبيت هذه المراجع والمصادر ليتسنى لمن اراد الرجوع اليها ، فكل الشكر والتقدير للإستاد حسين ابو نبعة على ما بذل من جهد لإخراج هذا الكتاب الى حيز الوجود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا


.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني




.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع