الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل كان قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا طعنة في ظهر الحلفاء المحليين

حسن نبو

2018 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


هل كان قرار ترامب بسحب قواته من سوريا طعنة في ظهر الحلفاء المحليين ؟

كان موقف الولايات المتحدة منذ البداية لامباليا تجاه مايحدث في سوريا .
ظهور تنظيم داعش الإرهابي المفاجئ في الساحة وتحوله الى قوة بحسب لها حساب في غضون فترة قصيرة نسبياً هو الذي أدى إلى اتخاذ ادارة اوباما قرار التدخل الذي كان مقتصراً في بداياته على قصف مقاتلي داعش من الجو .
جاء قرار إدارة اوباما بمحاربة داعش التدخل خوفاً من خروج التنظيم الإرهابي عن السيطرة وظهوره في ساحات دول أخرى من دول المنطقة مما يشكل تهديدا لها على المدى المنظور . وعندما جاء ترامب إلى الحكم التزم بقرار مواصلة محاربة داعش الذي بدأه سلفه اوباما حتى اندحار التنظيم والقضاء عليه نهائياً .
كان لابد للإدارة أن تبحث عن شركاء محليين والإعتماد عليهم في محاربة التنظيم الإرهابي على الأرض. واقتنعت الإدارة بعد عدة تجارب أن العمل مع حدات الحماية الشعبية المفترض أنها تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي هي الضمان الأمثل لمحاربة التنظيم ، خاصة وأن التنظيم الإرهابي كان يشكل تهديدا جديا لمناطق سيطرة وحدات الحماية الشعبية .
كان تحرير كوباني من الغزو الداعشي أولى ثمرات التحالف الامريكي مع قوات الحماية المذكورة .
لاحقاً توسع حجم القوات المذكورة مع انضمام قوات أخرى إليها بهوية سريانية وعربية ، وأطلق عليها اسم قوات سوريا الديمقراطية التي بقيت قوات الحماية الشعبية تشكل عندها الفقري .
كان من الطبيعي أن تسيطر القوات التي تحارب داعش على المدن والبلدات والأرياف التي يتم تحريرها من داعش وتفرض نفسها كسلطة فيها في ظل الفراغ الاداري الموجود في تلك المدن والبلدات .
وكان من الطبيعي أيضاَ أن لا تهتم الولايات المتحدة بتفاصيل السلطة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية التي تفرض نفسها كسلطة أو قوة آمرة في المناطق التي تتحرر من داعش ، فما تهم الولايات المتحدة هو مواصلة محاربة تنظيم داعش الإرهابي ، وهذا ماكان يحدث وفق المخطط المرسوم امريكياً .
المشكلة الخطيرة هي أن شركاء الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة داعش اعتبروا من طرف واحد أن تحالفهم مع الولايات المتحدة لا يقتصر على محاربة داعش فحسب وانما يمتد إلى التزام الدولة العظمى بحماية المكتسبات السياسية والإدارية التي تم إنشاؤها ، وأخذ هذا الأمر زخماً أكبر وقبولاً أكبر لدى الأوساط الشعبية بعد التهديدات التركية المستمرة باجتياح مناطق سيطرة قوات الحماية الشعبية عليها ومعارضة الولايات المتحدة للتهديدات التركية ومنعها من تحقيق الأخيرة لتهديداتها .
في حقيقة الأمر كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعارض تهديدات تركيا ضد قوات سوريا الديمقراطية بسبب حاجتها إلى القوات المذكورة لمواصلة معركتها ضد تنظيم داعش الذي لم يكن قد انهزم كلياً .
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعرب عن رغبته مراراَ وتكراراً بمغادرة قواته سوريا حالما يتحقق النصر الحاسم على تنظيم داعش . ومن جهتهم فإن جميع المحللين السياسيين الامريكيين او لنقل الغالبية العظمى منهم ،الذين علقوا على التدخل
الأمريكي العسكري في سوريا اعتبروا أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست لها مصالح استراتيجية او طويلة الأمد في سوريا وسوف تنسحب منها فور تحقيق القضاء على داعش .
وعليه فإن قرار ترامب بسحب قواته من سوريا رغم معارضة بعض من أركان حكمه للقرار لم يكن مفاجئاً ، بل كان متوقعاً ومستنداً إلى أسباب واضحة من جهة الرئيس ترامب.
ومن يقول بأن القرار كان طعنة في الظهر أو خيانة عليه أن يلوم نفسه بسبب عجزه عن قراءة المشهد منذ بداياته بصورة مغايرة للواقع أو التغاضي قصداً عن قراءته بصورة صحيحة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن