الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين تكمن مصلحتنا ؟

كامل عباس

2006 / 4 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


مقدمة :
تذكرني نشرة - كلنا شركاء - الآن بجريدة تشرين السورية أول انطلاقتها , لقد كانت تشرين تلك الفترة منبرا لكل الكتاب الجادين والتقدميين واليساريين في سوريا , ومن ثم انتهت كما هو معروف , لأن تكون ناطقة باسم القصر الجمهوري وتوابعه من الأجهزة , تأتي نشرة كلنا شركاء ( وما زلت مصرا لو كان اسمها - كلنا أجراء - كما اقترحت سابقا لقاربت الحقيقة أكثر ) مع التغيرات العالمية الجديدة لتلتقط سمة العصر وتحترم الرأي والرأي الآخر, وتعرضهما في الموقع بجوار بعضهما , بكل شفافية وعلنية _ أغتنم الفرصة هنا لأتقدم بالشكر الجزيل لهيئة تحريرها وفي مقدمتهم الأستاذ أيمن عبد النور , فهم لم يرفضوا لي مقالا حتى الآن , في حين امتنعت العديد من المواقع عن نشر بعض مقالاتي _ ووفاء مني لهم , استجبت لطلبهم وها أنا أشارك في الحوار حول العلاقات السورية الايرانية كما يرغبون . مع ان يدي على قلبي .
................................................................................................
تتشابه الثورة الإيرانية التي حدثت أواخر القرن الماضي , مع الثورة الروسية التي جرت أوائله , في نواح عديدة , واهم أوجه التشابه :
- حجم المشاركة الشعبية في كلا الثورتين , والدور الحاسم للجماهير العريضة في إنجاحهما .
- تمكن نخبة معينة من قطف ثمار الثورة , وإبعاد بقية القوى السياسية عن المشاركة في المسار اللاحق . البلاشفة في روسيا بقيادة لينين . ورجال الدين في ايران بقيادة الخميني .
- مآل الثورتين النهائي .
ربما يقول البعض بان مسار الثورة الايرانية لم يحسم بعد . أما انا فأجيب بأنه حسم منذ تولي أحمدي نجاد الحكم , وإبعاد التيار الديمقراطي المنفتح على بقية القوى في الداخل والخارج بقيادة خاتمي , دعونا نستعرض واقع الحال على الأرض , ونحاول استقراء المستقبل .
في الشرق الأوسط يتصارع الآن مشروعان بقوة لتطويعه بما يخدم أهداف كل مشروع على حده
1- المشروع الأمريكي الآتي الى المنطقة بحجة الديمقراطية وحقوق الانسان , وركوب موجة العصر , وعدم الخوف من الديمقراطية في هذه المنطقة , بعد ان أصبح كوكبنا الأرضي يقف على قرن ثور واحد ,
2- المشروع الفارسي : الذي يعتمد بشكل رئيسي على الشيعة , من ايران , الى العراق , الى الخليج , الى لبنان , وبشكل ثانوي على الدين الإسلامي وكره أبنائه عموما لأمريكا وإسرائيل بسبب فظائعهما في انتهاك مقدساته , وتشريد أبناء الشعب الفلسطيني , واقتلاع رجاله وزيتونه من أرضه .
بالنسبة لي : لو ان المشروع الفارسي يعتمد على قواه الحية في الداخل ويتكئ على القوى الديمقراطية في دول الجوار , لما ترددت في الترويج له ودعمه بوجه المشروع الأمريكي , اما ان يكون نتاج أزمة داخلية , وتصدير رجال الدين لأزمتهم الى الخارج , واعتماد الديماغوجيا , والحس الشعبي الشيعي تحديدا كوقود من أجل مصالح فئة ضيقة في المجتمع , فذلك ما يجب كشفه وفضحه وليس مساندته .
بالتأكيد المعركة ليست سهلة , وأوراق الفارسيين فيها ليست قليلة , ولكن االمآل النهائي لمن ينسجم مع حركة التاريخ وليس لمن يعاكسها .
أين تكمن مصلحتنا نحن السوريين تجاه المشروعين , لم يعد خافيا على احد , ان الأمور ليست كما كانت أيام المرحوم حافظ الأسد الذي كان يوظف الورقة الإيرانية لمصلحة سوريا , الظروف تغيرت ونحن الآن تابعين للفرس ولسنا أندادا لهم .
ولكن ما يجعل القيادة السورية تقف الى جانب القيادة الايرانية هو الأزمة المشابهة للنظامين ومحاولة كل منهما تصدير الأزمة الى الخارج , وتوظيفهما من اجل إخماد أي تحرك داخلي لا يمشي بمشيئتهما .
مصلحتنا يا أستاذ أيمن تكمن بالتقاط خيط المتغيرات الدولية وفي القلب منها الانسان وحقوقه , مصلحتنا بالاستقواء بشعبنا ضد الخارج ,
لاتكمن مصلحتنا بالمكابرة والتفكير بنفس الطريقة السابقة , ومحاولة تعميق الشرعية الثورية بدلا من التفكير, جديا بتفكيك ذلك النظام الديمقراطي الشعبي القائم على المواجهة مع الخارج بضبط الداخل عن طريق قانون الطوارئ والمحاكم الاستثنائية
لا تكمن مصلحتنا يا استاذ أيمن بترقية ضباط أمنيين استعملوا العصا الغليظة بوجه أمثالي وتركوا آثارا في جسدي مدى الدهر ) ليصبحوا قادة المرحلة السياسيين !!!
لاتكمن مصلحة سوريا يا أستاذ أيمن بقمع اعتصام هادئ وسلمي يطالب بإلغاء قانون الطوارئ بطريقة أسوأ من قمع المرحلة الماضية .
بناء على ذلك لاتكمن مصلحتنا في التحالف مع ايران لا مرحليا ولا استراتيجيا ,
بل بفك هذا التحالف اليوم قبل الغد والاتجاه نحو الداخل
رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة , مثل اعادة المجردين مدنيا من أمثالي الى وظائفهم .
ملاحظة للأستاذ أيمن . اذا تم استجوابي وسئلت كا لسابق من غرر بك , فسأقول لهم , أيمن عبد النور , ما رأيك دام فضلك ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا خصّ الرئيس السنغالي موريتانيا بأول زيارة خارجية له؟


.. الجزائر تقدم 15 مليون دولار مساهمة استثنائية للأونروا




.. تونس: كيف كان رد فعل الصحفي محمد بوغلاّب على الحكم بسجنه ؟


.. تونس: إفراج وشيك عن الموقوفين في قضية التآمر على أمن الدولة؟




.. ما هي العقوبات الأميركية المفروضة على إيران؟ وكيف يمكن فرض ا