الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطرف الديني بين مطرقة الجهاد وسنديان التعبد

أسامة عريوي

2018 / 12 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التطرف الديني بين مطرقة الجهادو سنديان التعبد

في محاولتنا اتخاد موقف المتأمل والمتمعن في طبيعة القضايا والوقائع الشائكة في مجتمعنا ،نجد أن ظواهر التطرف الديني تطفو على السطح ،وتمخر فكر مجموعة من الشباب الذي هو في الحقيقة لايعي أن ما يقوم به هو ينتسب إلى التطرف الديني ،بل يعتبر أن ما يقوم به هو الصواب ،رصد هذه الظاهرة والإحاطة بها يتطلب منا بحثا سوسيولجيا عميقا ،وفي حديثنا هذا يصعب الإلمام بالظاهرةو الإحاطة من كل الجوانب لهذا سنطرح أهم الأسئلة التي ينبغي البحث فيها بحثا دقيقا لأن المقام لا يسعنا للتطرق للإجابة عنها ،أهم هذه الأسئلة :ماهو مفهوم التطرف الديني ؟ماهي الشريحة العمرية السهلة الإستهداف ؟ما هي الأوساط الإجتماعية التي تعتبر تربة خصبة لاستنبات هذا التطرف الديني ؟؟
على العموم لا يسعنا المقام للإجابة على هذه التسؤلات ،سننتقل مباشرة إلى الخوض في قضية مقتل السائحتين في توبقال وعلاقة القضية بالتطرف الديني ،هل الجريمة المقترفة بتلك البشاعة والهمجية ولا إنسانية منتسبة للدين ؟وهل الدين الحقيقي في الأصل هو ما فعله هؤلاء المجرمين ؟؟إن المتأمل عن بعد ودون معرفة شبه عميقة بالإسلام يترصخ في داخله مفهوم الإسلام فوبيا ويرى كل السلوكات هي إيحاءات للتمهيد إلى سلوك متطرف حاد، الغاية منه الترهيب والقتل ،في حين إذا وظعنا هذا السلوك في ميزان المقاربة السيكوسوسيولوجية سنجد أننا أما أزمة أمام خلل اجتماعي خطير ينبغي معالجته قبل أن يتحول إلى مرض مزمن لا ينفع معه علاج ،بدم بارد وبعقل معطل ودماغ مغسول اقترفو أبشع جرائم نهاية السنة الميلادية وقمة الإشكال هو أنهم نسبو الجريمة إلى الدين الإسلامي والغاية منها الجهاد ،أي جهاد هذا ؟؟ومن يجاهدون ؟
الجهاد النابع من الكبث الإجتماعي والخلل النفسي ،الجهاد من أجل الإغتصاب !!!!هي متناقضات ينده لها الجبين ويقشعر لها الجسد وتعطل العقل السليم ،هذه القضية عرت لنا واقع المجتمع وكشفت لنا عن جملة من السرطانات التي تنتشر في خفاء ثام في مجتمعنا الذي هو في الأصل مجتمع مسالم ،من بين جبال توبقال في منطقة معزولة وفي مجتمع بسيط عامة سكانه ينتشر بينهم الجهل وهمهم الوحيد هو الإسترزاق من بعض الأنشطة السياحية البسيطة ،تتفجر فجأة من بين سفوح شمهروش قضية بهذه الحدة شغلت الرأى العام الوطني والدولي ،هنا يجب أن نقف من أجل إعادة مراجعة الأوراق ،ومن أجل الدراسة والبحث لأن بقعة الزيت تطفو وتتشعب فوق الماء لهذا يجب التعامل مع الفاجعة بذهاء و بحنكة ومقاربتها مقاربة سوسيولوجية ،لجرد أسبابها وملابساتها وتحديد كيف ا ستطاعت هذه الشبكات المتطرفة الوصول إلى هذه المناطق التي تنعم بالأمن والأمان والبساطة،وكذا وضع القضية في سياقها العام (الإقتصادي والإجتماعي والسياسي....)في محاولة لرد الإعتبار لأهالي الضحايا من جهة ولمحو الشوائب التي لا علاقة لها بالدين الإسلامي في الأصل .

ع.أسامة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي


.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل




.. بحجة الأعياد اليهودية.. الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي لمدة


.. المسلمون في بنغلاديش يصلون صلاة الاستسقاء طلبا للمطر




.. بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري