الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايقاع سياسة واشنطن وصداها في العراق

علي عرمش شوكت

2018 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


هنالك من يطرب لهذه السياسة، لكونها تتناغم مع مصالحه الذاتية، واخر سيغلق اذنيه لكي لا يتحمل مسؤولية تحديد موقفه منها، وثالثاً يسارع لدرء مخاطرها المتوقعة، وفي مطلق الاحوال لا مناص من مواجهتها انطلاقاً من المصالح الوطنية. وان من حق الناس ان تتساءل هل تغدو السياسة الامريكية ذات يوم نافعة لنا وتصب نتائجها في مجرى مصالح شعبنا العراقي؟؟. احياناً نسمع على لسان بعض السياسيين القول: اذا ما توافقت المصالح يمكن حينها الاستفادة من قدرات الولايات الامريكية العسكرية والاقتصادية بغية سد حاجتنا في هذه المجالات، شرط ان تكون مرعية بقوانين البلد.
دعونا نذهب اولاً للتعامل مع مستجدات سياسة الادارة الامريكية في الشرق الاوسط ، وتحديداً خطوة سحب القوات الامريكية من سورية وتحويلها الى العراق . فما هو اصل هذه الخطوة غير المتوقعة الى حد ما. ولكن عندما يتم البحث في تفسيرها نجدها قد جاءت بعد اتفاق الادارة الامريكية مع عدوها "حركة طلبان" في افغانستان، وهنا يجوز التوقع بانها قد حصلت تنفيذاً لاحد شروط الاتفاق بين "طلبان" و "البنتاجون" المعني الاول بالسياسة العسكرية الامريكية، هذه الخطوة الضارة بنهج واشنطن القائم على مبداً توسيع النفوذ وليس تقليصه، وقد تجلى ذلك في المعارضة الداخلية في دوائر البيت الابيض الامريكي، وكذلك "البنتاجون" الذي استقال وزيره "الدفاع" رافضاً هذا التصرف من قبل ترامب تحديداً.
اما مؤثرات مثل هذه الاتفاقات المريبة لم تهملها ايران التي شعرت مباشرة بمخاطرها على امنها القومي. وراحت ماسكة بحبل الدلالة متوقفة على جرف منابع الخطر " طلبان " لتفتح معها حواراً، حسب ما اشير اليه في بعض وسائل الاعلام، اخذة بمقولة " وداوها بما كانت هي الداء " ومن جانب اخر لم تنس ايران اتقاء مهب المخاطر في غربها بعد ان اتمته في شرقها ذلك المتمثل بالتفاوض وربما الاتفاق مع طلبان، فما كان من اتباعها في العراق الا وتعاملوا مع زيارة " ترامب" الى البلاد باطلاق الصواريخ في محيط السفارة الامريكية في بغداد. وكان رد الفعل لم يكتف الرئيس" ترامب " بقوله، الساخر طبعاً ،{ اننا قد انفقنا سبع ترليونات من الدولارات لحماية هذا البلد ونصل اليه بطائرة مغلقة الاضواء} . بل وعاد ادراجه دون الالتقاء بمسؤولي البلد، وقبل ذلك لم يخبرهم بقدومه، متجاهلاً كافة الاعراف الدبلوماسية.
هذه مقدمات لصراع ايراني امريكي قادم على الارض العراقية، لم تتمكن اطرافه من اخفاء مظاهره، ولكن يبقى الموقف الرسمي العراقي غامضاً. فهل سيستمر بين" حيص وبيص " ام هو ناتج عن جهل المسؤولين العراقيين بما هو مفترض عمله ؟؟، ودون ان يحركهم الحس الوطني المتواري عن اذهانهم، كما يبدو، للذود عن السيادة الوطنية ، وحماية مصالح الشعب العراقي؟؟. اذاً من المسؤول، الرئاسات الثلاث ام الكتل الحاكمة التي فسدت وفشلت حتى عن تشكيل كابينة حكومية، ولا يبتعد تصرف الرئيس الامريكي عن عدم قناعته بوجود حكومة قادرة على صيانة وجوده ، كما انه رسالة صريحة استهزاءً بالنظام السياسي العراقي القائم.
ان وزن النظام السياسي العراقي يقيّم من خلال اداء رئيس الحكومة قبل غيره، فكيف يحسب اداء السيد "عبد المهدي" رئيس الوزراء، وهو الذي جاء بتوافق كتلتي الاصلاح والبناء، وحينما استلم دفة الحكم سرعان ما انقلب على قوى الاصلاح التي اتت به وانفردت بالتنازل له عن استحقاقاتها الانتخابية، وانحاز الى كتلة البناء مما عطل اتمام الكابينة الحكومية واضر بمصالح الناس المترقبة منه خيراً مقابل تمسكه بمرشح الداخلية وهو يعلم حقاً انه يفتقر للمقبولية في مجلس النواب مكرراً ذلك لاربع مرات متتالية دون اي احساس بما الت ليه سمعة الحكومة العراقية بالتالي تجرده من ثقة اهم القوى التي اتت به الى سدة الحكم !!. فكيف يقبل ان تسير حكومته مستقبلاً على قدم واحد ؟!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إنكفاء أهمية النفط العربي
بارباروسا آكيم ( 2018 / 12 / 29 - 00:02 )
أَخي العزيز و مع إِحترامي لتحليلكم
لكن الموضوع ليس هكذا

أَولاً : لم يعد لهذه المنطقة تلك الأَهمية التي كانت موجودة في السبعينات
فأمريكا اليوم تنتج 60% من إحتياجاتها النفطية بنفسها
و هي لا تستورد من الخليج أكثر من 16 - 17 %
بينما تحصل شرق آسيا (( اليابان ، الصين ، كوريا ، ..الخ ))
على حصة الأسد من النفط العربي
أِضف إلى ذلك إنه لم يعد بوسع العالم الغربي تحمل جيوش ضخمة من اللاجئين العالة الذين يعيشون على الإعانات الحكومية و جيوب دافعي الضرائب
بالإضافة إلى الخلخلة الإجتماعية التي تحدثها هذه الهجرات في البنية المجتمعية الداخلية
لذلك حينما تكون الفائدة الإقتصادية معدومة
فلن يكون هناك مسوغ لإستنزاف ملايين الدولارات على قضايا لا طائل من ورائها

اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك