الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يونس: أحد عشر عاما لستَ فيها

حكمت الحاج

2018 / 12 / 30
الادب والفن


وَسلامٌ على الموصل الحدباء
سلامٌ على أمّ الربيعين
سلامٌ على مرتع أيامنا
سلامٌ على مـَربـَى الحنين
سلامٌ على نركال والثور المجنح
والربوات الخضر والسماوات
والزياتين البهية والمنارةْ
سلامٌ على الحضارةْ
سلامٌ على أحلامنا تمشي كما زالت
تراود الفتيات في شارع النجفي
سلامٌ على الجسر الحديد
على السرجخانة
على الميدان يفضي بنا إلى منزل جبرانَ لكي
نرقى معا مدارج مار كوركيس يفتك بالتنين
سلامٌ على القديسين
على الآباء الدومينيكان
على الساعة
على سوق النبي
على العطشانة وحيّ الجزائر حافات المياه
أدفنْ غرامي بـِلِبْ احشاشتي وآدمْ
وابكـي دِمَهْ والدموعِ ادمومْ بالوادمْ
أهربْ عنِ ديارْ قومي هايمنْ يونس
وِشْ لي بدارنْ خِليـَّـه الما بيها يونس
أحزان يعقوب عندي ووْحَشَةْ يونس
وآلام أيوب تتبع حسرتي آدم
آه يا يونس
متى تعود من الجبهة
في جيبكَ قصّتكَ الأخيرة تغني
يا زارع البزرنكوش ازرع لنا حـِنـَّـهْ
في كل محنة ننتظر الأحباب
ما طلعت شمس ولاح ضياء الأفق على الباب
سلامٌ على أرواحنا العصية
سلامٌ على محمد ذي النفس الزكية
والنبي يحيى وابن خاله شيث
سلام في الزقاق اليهودي العتيق
ببابٌ الجديد
على طفلة كردية شـمَمْت على ثوبها
لوز الخابور وفستق الجبال
يا زارع الريحان حول خيامنا
لا تزرع الريحان لست تقيم
شربت هواكم بالروح نقدا
وما قلقتْ يدي بيد التمادي
سلامٌ عليك يا يونسَ الكلمات
إن متًّ أو حتى كنتَ عشتَ
صوتكَ العابر دجلةَ بين ساحليه
يشبه الآذان ظهيرة الجمعةْ
يا قضيب البان رجّعْلي حبيبي
لنزع الفضة وعوف الزنكنة
فوا أسفي على إخوةٍ تساقينا معاً خـمرةَ
العيش الهنـيِّ فجرّدنا الزمانُ حمرةَ خدّه
فضعنا فصار الشقيق يبحث عن شقيق
فوق ذرى آشور بانيبال
عينٌ في دروب المنافي
وعينٌ مثل غريب
والقلبُ جنديٌّ خوافٌ
فلا تعجبنّ لـمَنْ ترك الأوطان
يرقد فيها يونس
ولا يعمى من الحزن
عليه سلامٌ
سلامْ.
---------------------------
(القصيدة في رثاء صديقي يونس أحمد بيرموس كاتب القصة القصيرة الفريد من نوعه ورفيق الدروب، اغتالته يد الغدر الأثيمة على الطريق ما بين الموصل ودهوك أثناء الحرب الأهلية في شتاء 2007. يرد في القصيدة ذكر الساعة والميدان والسرجخانة وشارع النجفي والعطشانة وسوق النبي وغيرها من مناطق الموصل العتيقة. مار كوركيس اسم الكنيسة والمعلم الأثري الشهير على مشارف الموصل الشمالية. منزل جبران المقصود به منزل صديقي المثقف والكاتب والموسيقي جبران حنا ميخائيل بمنطقة الميدان القديمة. في القصيدة أيضا اقتباسات من المقام العراقي من تراث الفنان الراحل يوسف عمر كانت من مفضلات استماع الشهيد يونس)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا