الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظرة الاشتراكية لقوات وحدات الحماية الشعبية في سوريا!

عادل احمد

2018 / 12 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


يرى قسم من اليسار اللاعمالي في نظرته الى قوات سورية الديمقراطية والتي تمثلها وحدات حماية الشعب السورية الموالية لحزب العمال الكوردستاني في تركيا المكون الرئيسي لها، بانها جهة يسارية الى درجة وصف قسم منها بالاشتراكيين العمليين الحقيقيين.. وانهم اقرب الى الماركسية اكثر من القومية وما الى ذلك.. ومن هنا اود ان اوضح المحتوى الحقيقي لهذه المنظمة وصلتها بالاشتراكية ولو بشكل مختصر و بيان الاهداف الرئيسية والحقيقية لها.
ان وحدات الحماية الشعبية (Y P G) هي الجناح المسلح للحزب الديمقراطي الكوردستاني السوري والتي برزت الى الوجود العلني بعد بدء الازمة السورية اي في اوائل عام 2011 تقريبا في مناطق الناطقين باللغة الكوردية. وان نهجها وفلسفة وجودها مرتبطةبالقضية الكوردية والظلم القومي على الشعب الكورديوفق المسار الايدولوجي لعبدالله اوجلان الزعيم الرئيسي لحزب العمال الكوردستاني (PKK). ان هذه المنظمة منذ بدايتها لم تعلن الحرب على الحكومة السورية لانها رأت بان الحكومة السورية كانت تدعم حزب العمال الكوردستاني التركي منذ بدايتها وحتى ان مقرات ومعسكرات هذا الحزب كانت في سورية ولبنان تحت حماية الحكومة السورية وكان اوجلان شخصيا في سورية حتى خروجه منها تحت تهديد الحكومة التركية عام 1999 وذهابه الى ايطاليا ومن ثم اعتقاله في كينيا. ان العلاقة السياسية لحكومة البعث السورية مع حزب العمال الكوردستاني بقيت سرا وخاصة مع احد اجنحتها السياسية الموالية لها ولايران. وعندما اندلعت الازمة السورية ظلت علاقة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في سورية بزعامة صالح مسلم مع الحكومة السورية وبشار الاسد في حالة جيدة وان هذه العلاقة الجيدة ادت الى ترك قوات الحكومة السورية مناطق نفوذ وحدات الحماية الشعبية الكوردية في القامشلي والحسكة وعفرين وبعض المناطق الاخرى من اجل جمع قواتها لمحاربة المجاميع الارهابية الاسلامية المدعومة من قبل السعودية وقطر والدول الغربية وخاصة امريكا وبريطانيا وفرنسا. ان هذا التعاون بين الحكومة السورية وقوات الحماية الشعبية كانت ثمرة العلاقات السياسية بين حزب العمال الكوردستاني التركي و الحكومة البعثية السورية. وان حزب العمال الكوردستان التركي وهو الحزب القومي الكورديكان ينادي في الماضي باقامة الدولة الكوردية في الاراضي الممتدة بين تركيا وسوريا والعراق وايران. وله توجهاته القومية الصرفة رغم تسمية نفسه حزب العمالحيث لمتكن له الصلة مع العمال والاحتجاج العمالي ولا ليوم واحد ولكنه اقتبس الاسم من اتساع نفوذ اليسار والعمال في اواخر السبعينات من القرن العشرين. وكان يمثل في الواقع حركة قومية كورديةمسلحة بالضد من النظام العنصري التركي الذي لم يكن يعترف بوجود الشعب الكوردي في تركيا.
بعد الاحداث والازمة في سورية عام 2011 استطاعت وحدات الحماية الشعبية المسلحة ملء فراغ انسحاب الحكومة السورية من مناطقها لكنها جوبهتبمعارضة شديدة من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني العراقي بزعامة مسعود البرزاني الموالي لتركيا. وكان هناك تنسيق دائم بين وحدات الحماية الشعبية والحكومة السورية في مناطق نفوذها حتى وصول داعش وطرق ابواب مناطق نفوذ وحدات الحماية الشعبية بمساعدة الحكومة التركية ، ومن هنا بدات العلاقة بين هذه الوحدات وامريكا وخاصة بعد العمليات في كوباني واصبحت تنفذ سياسات امريكا على ارض الواقع حتى وان انكرت مرات عديدة طبيعة ونوع العلاقة بينهما ولكن كانت هناك اتفاقات وتعاون بينهما في مجالات عديدة واصبحت منفذةلسياسات امريكا العملية في سورية.
ان دعم امريكا لوحدات الحماية الشعبية كانت بمثابةمكافئة على الخدمة التي قدمتها لهاحتى اصبحت الجهة المعتبرة من اجل المساندة. ان الاعمال التي قامت بها القوات القومية الكوردية في سورية كانت منذ البداية موضع المساندة الشعبية في سورية والعراق وعملت بعض الاعمال في مناطق نفوذها مثل تشكيل الكانتونات الشعبية وتشريع بعض القوانين المدنية والحضارية مثل المساواة بين المرأة والرجل واشراك عموم الناس في الانتخابات لادارة المناطق وما الى ذلك ولكن كل هذه الاعمال على الرغم من ايجابيات وجودها وضرورة دعمها الا انها لم تخرج عن نطاق اجراءات الدولة البرجوازية المعاصرة التي وضعت اسسهاالبرجوازية الغربية، مثلا قوانين المساواة بين المراة والرجل موجودة في الدول الغربية والانتخابات على الرغم وجود ظروف سياسية مشخصة في ظل اندلاع الحرب الاهلية في سورية كانت خطوة جيدة وتستحق الدفاع عنها وخاصة في ظل وجود الحركات الارهابيةالوحشية.. ولكن مع ذلك وبرغم هذه الخطوات فان هذا لم يقرب لا الحزب الديمقراطي الكوردستاني السوري ولا قوات الحماية الشعبية ولا قوات سورية الديمقراطية من الاشتراكية والطبقة العاملة والماركسية وبقيت جميع سياساتها ضمن اطار النطاق القومي الكوردي وافاقها واهدافها السياسية تتمثل بمشاركة البرجوازية الكوردية في السلطة السياسية.
ان ربط (YPG) وقوات سورية الديمقراطية بالاشتراكية والماركسية من قبل بعض اطراف اليسار اللاعماليالتعبان انما تمثل دليلا واضحا على مدى بعد هذا اليسار عن العمال والاشتراكية والماركسية والذي لا ينظر الى الاشتراكية كنقد اجتماعي لمجمل النظام الرأسماليوالماركسية كراية لهذا النقد والحركة. ان تقدمية قسم من سياسات قوات الحماية الشعبية في بعض المجالات لا يمكن ان يضعها في خانة الحركات الاشتراكية والعمالية وانما يجب تقييمها حسب موقعها الطبقي ضمن اطار الحركات البرجوازية. ان قسما من رفاقنا السابقين فقدوا بوصلتهم السياسية واصبحوا مدافعين بشراسة عن كل سياساتها ومن ضمنها خدمتها لامريكا والحكومة السورية. ان من له صلة بالطبقة العاملة والجماهير الكادحة ويدافع عن مصالحها لا يمكنهربط نفسه مع هذه الحركات البرجوازية والقومية تحت اي غطاء.. ان الدفاع عن قوات الحماية الشعبية في بعض الاحيان لا يجب ان يؤدي الى فقدان البوصلة السياسية والطبقية تجاهها.. حيث ان هذه الحركة لا صلة لها بالاشتراكية كما قلنا سابقا. كما ان انتخاب ما يسمى بالاشتراكيين في اليونان وفنزويلا لم يكن له ربط بالحركة الاشتراكية والطبقة العاملة والماركسية. صحيح ان الاشتراكية ليست مدالية نحننعطيها لمن يكون قريبا منا ولكن هي دائما تمثل الحركة الاعتراضية العمالية بوجه النظام الرأسمالي ونظام العمل الماجور وتعني دائما الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة تحت اية ظروف وتحت اية مشاكل اجتماعية اوسياسية تواجهها. وعلى هذا الاساس لا توجد اوجه شبه بين الاشتراكية الماركسية وقوات الحماية الشعبية وقوات سوريا الديمقراطية والحزب الديمقراطي الكوردستاني السوري. لا يمكن اعتبار اوجلان ومسلم وحركاتهم في نطاق الحركات الاشتراكية وانما هم يمثلون في الواقع اتجاهات سياسية وفكرية واجتماعية خارج الطبقة العاملة واحتجاجاتها وافاقها وحركتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن