الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلفيات الترتيب لإعادة علاقات نظام بشار الأسد بالنظام الرسمي العربي

بشير الحامدي

2019 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


خلفيات الترتيب لإعادة علاقات نظام بشار الأسد بالنظام الرسمي العربي
ما يقع ترتيبه في سوريا لإعادة ربط علاقات نظام بشار الأسد بالنظام الرسمي العربي يؤشر لطور جديد من تنفيذ استراتيجيات هيمنة القوى الاستعمارية في المنطقة وهو مخطط يستكمل تنفيذ مشروع جيوسياسي لم يبدا اليوم بل يعود لعقود وقد بدأ حتى قبل 1948.
النظام الرسمي العربي لم يكف يوما على أن يكون نظاما واحد وموحدا ومن يتغافل عن هذا الأمر لا يمكن إلا أن يكون في صف محور من محاور هذا النظام الذي لم تتحول خلافات محاوره في يوم من الأيام وعبر كل تاريخه إلى خلافات يمكن أن تفيد حركة الجماهير العربية في أي قطر من أقطار المنطقة ويمكن فهم ذلك من الأوضاع التي انتهت إليها حركة المقاومة الفلسطينية من يوم ارتبطت بهذه المحاور واستظلت بها.
استراتيجيات الهيمنة الاستعمارية وتحديدا الأمريكية لم تعد تعتمد على الحضور العسكري المباشر والذي صار مكلفا من وجهة نظرها وهي استراتيجية قديمة من مصلحتها اليوم تجاوز سياسات المحاور في النظام العربي الرسمي والعودة لسياسة الوفاق بين هذه المحاور وفي ذلك تحقيق لهدفين استراتيجيين هما خلق وضع توازن مع إيران وتركيا التي لم يعد أمر حضورهما في المنطقة ينظر له بعين الرضا والثاني مواصلة محاصرة قوى المقاومة في كل قطر بتوحيد الأنظمة التي تقاومها على سياسات مشتركة لمزيد تحجيمها و تفتيتها ومنعها من إي إمكانية للتطور والتجذر وهو ما نجحت فيه إلى حدّ ما و أولا مع الفصائل الفلسطينية على مختلف مرجعياتها و استراتيجياتها هذه الفصائل التي كفت اليوم حتى عن تسمية نفسها بالفصائل المقاومة.
إعادة نظام بشار للنظام الرسمي العربي سيسقط نهائيا تلك الفكرة التي طالما دأب أنصاره على ترويجها غطاء لموالاتهم ووقوفهم في صف الديكتاتور منذ يومه الأول في إعلان حرب إبادة الجماهير السورية وهي "نحن ندافع عن سوريا وعن الدولة السورية" وكأن الدولة السورية ليست سوى تلك الأداة التي عبرها يمارس نظام بشار شرعية إبادته لمواطنيها وكأنها ليست سوى التجسيم الفعلي الملموس لنظام للقمع والجريمة أداة الطبقة البرجوازية السورية الرثة العميلة والوكيلة.
أخيرا ومثلما بدأت القوى الاستعمارية وحلفائها المحليين الأنظمة الرسمية في المنطقة العربية التهيئة لطور جديد ولسياسات جديدة في المنطقة لتحقق ما اشرنا إليه بعد الموجة الأولى من الثورة التي اخترقت المنطقة منذ ثماني سنوات وحاولت فيها الجماهير العربية في تونس وفي مصر وفي سوريا وفي اليمن وفي ليبيا إسقاط الأنظمة الديكتاتورية ولم تنجح سوى في إسقاط رموز هذه الأنظمة سيكون مطروحا على قوى الثورة العربية في كل قطر هي أيضا المرور لطور ثان من المواجهة مع هذه الأنظمة يؤسس لمشروع جذري للمقاومة يكون منطلقة استيعاب تجربة الثماني سنوات الماضية مشروع يتجاوز أطروحة "يريد" إلى يقاوم التي لا يمكن تحقيقها دون الاستقلالية التنظيمية والسياسية للأغلبية في كل قطر مع الأنظمة وسياساتها و أجهزتها ومواجهتها وبكل والوسائل وإسقاطها وتحقيق سيادتها على قراراها وعلى مقدراتها.
قد يتأخر مشروع المقاومة لانخرام موازين القوى ولعوامل أخرى كثيرة متعلقة بطبيعة الفاعلين الطبقين الذين من مصلحتهم إسقاط النظام الرسمي العربي ولكنه لن يتأخر إلى مالا نهاية.
ـــــــ
بشير الحامدي
01 جانفي 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل