الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة العراقية وزيارة الرئيس الأمريكي المفاجئة !!

صبحي مبارك مال الله

2019 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


بدون علم مسبق ضجت الأوساط السياسية والبرلمانية والرسمية العراقية حول خبر وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الأربعاء الموافق 26-12- 2018وبصورة مفاجأة إلى قاعدة عين الأسد الواقعة في الأنبار/غرب العراق، لتفقد القوات الأمريكية المتواجدة هناك، وتقديم التهاني للجنود بمناسبة أعياد الميلاد وقد إدعت وكالات الأنباء بأن الزيارة أحيطت بالسرية التامة، حيث لم تستغرق الزيارة أكثر من ثلاثة ساعات والتي كانت خارج البروتكول والعرف الدبلوماسي، فإذا كانت أمريكا تعتبر نفسها حليف للعراق فلابدّ أن تحترم سيادة البلاد وأنظمتها حسب ما يجري بين كل الدول. ولكن يبدو إن السيد الرئيس الأمريكي لم يضع في حسابه بأن هذه البلاد لها عَلمها وإستقلالها وسيادتها، والذي ساهم في الوصول إلى هذا الموقف وغيره هي الحكومة العراقية وكبار المسؤولين حامي حمى المحاصصة الطائفية والإثنية. إن ماجرى ويجري بدون معرفة وعلم الشعب العراقي وبرلمانه سوى (قلة من الأعضاء) إنما هو إستهانة بالشعب. و وإن هذا السلوك جاء كنتيجة حتمية لعدم الإعتراف بالسيادة الكاملة للعراق وإن هذا النوع من الزيارات يبدوأنها متفق عليها في الوثيقة الستراتيجية كما حصل عند زيارة باراك أوباما، وبوش الأبن سابقاً. فعندما تَقَرر إنسحاب القوات الأمريكية في 2011 من العراق وعلى عهد الرئيس باراك أوباما و المالكي، وفق الأتفاقية الستراتيجية بين واشنطن وحكومة المالكي التي لم تعلن تفاصيل تلك الإتفاقية حينذاك ولايعلم الشعب بعدد القواعد التي سُمح بإنشاءها على الأراضي العراقية وإلى متى؟ وبعد أن خرجت القوات الأمريكية وإن كان على مضض تركت وراءها عدد من القواعد ذكر في وقتها بأنها للتدريب والإستشارة .لقد جاءت هذه الزيارة تحت ذريعة المخاوف والوضع الأمني العراقي، فكانت التدابير مشددة. والمسألة التي لاتصدق هو طلب الرئيس الأمريكي اللقاء برئيس الوزراء عادل عبد المهدي في قاعدة عين الأسد، وعلى حد علمنا بأن رئيس الوزراء العراقي رفض اللقاء هناك، فطُرح البديل وهو الإتصال التلفوني. والسبب الآخر لهذه الزيارة هونتيجة لردود الأفعال حول قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا إلى العراق، وبدون سابق إنذار أو بعلم القيادات الأمريكية والحليفة والتنسيق مع تركيا لملأ الفراغ. وعلى تداعيات هذا الموقف بدأت تظهر متغيرات سياسية وعسكرية فيما يخص الوضع اليمني والسوري وإيجاد حلول لإنهاء القتال الدائر في كلا البلدين، ثم البدأ بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين دول الخليج وسوريا مما يدل على وجود توجهات جديدة في المنطقة. فما هي هذه التوجهات أولاً : التأكيد على بناء قواعد أمريكية جديدة في العراق على الحدود السورية العراقية كما صرح الرئيس الأمريكي بذلك فإلى جانب قاعدة عين الأسد سوف تُبنى قاعدة جديدة فضلاً عن القواعد الأخرى الموجودة في أقليم كوردستان. ثانياً :التهيئة لوضع خطط جديدة تستهدف تغيير شامل في المنطقة ومنها وضع (صفقة القرن ) التي نادى بها الرئيس الأمريكي، تحت التنفيذ لإنهاء الصراع العربي الأسرائيلي والإعتراف بوجود أسرائيل ومحاولة حل القضية الفلسطينية حسب المنظور الأمريكي. ثالثاً: إنهاء دور إيران في المنطقة والتخلص من تدخلاتها رابعاً :ضمان المصالح الأمريكية وتدفق الأموال والنفط خامساً : العودة إلى خطط إعادة التقسيم حسب قرارات مجلس الشيوخ في أوقات سابقة، لبعض دول المنطقة وقد يكون العراق من ضمنها وحسب مشروع بايدن.
ولهذا كانت تصريحات الرئيس ترامب صريحة وواضحة منذ أن أصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية ، وأهمها إعادة أمريكا لتكون دولة عظمى حقيقية، وقوية على المستوى الاقتصادي والسياسي وكسب الأموال الكبيرة مقابل خدمة الأنظمة التي تدور في فلكها وحمايتها وأن تكون اللاعب الكبير في كل مناطق العالم ذات الأبعاد الستراتيجية. وكما يبدو من المؤشرات من هذه الزيارة بأن الرئيس ترامب غير مرتاح للطبقة السياسية الحاكمة في العراق والتي نعَت رجالها باللصوص والسبب علاقة العراق مع إيران. ولهذا عندما أصدر ترامب عقوبات جديدة ضد إيران شمل ذلك التعامل الأقتصادي العراقي الأيراني والذي أمهل العراق ثلاثة أشهر. ما هي ردود أفعال الحكومة العراقية والقوى السياسية ومجلس النواب العراقي ،لقد وضع الرئيس الأمريكي الحكومة العراقية في موقف محرج عندما تجاهلها ولم يحرص على ضرورة الاجتماع مع رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو رئيس مجلس النواب بإعتبار العراق أحد بؤر التوتر ثم توالت التصريحات تجاه هذه الزيارة المفاجئة ومن أبرز هذه التصريحات :-
النائب صباح الساعدي رئيس كتلة الإصلاح والأعمار في مجلس النواب يدعو إلى عقد جلسة طارئة لمجلس النواب ويعتبر الزيارة وبدون علم المسؤولين إنتهاك صارخ ، كما أكد قيس الخزعلي ان رد العراقيين هو بقرار من البرلمان لإخراج القوات الأمريكية من العراق، كذلك صرح عدد من نواب سائرون رفضهم لزيارة ترامب بالطريقة التي جاء بها وأعتبروها خرقاً للبروتوكولات والسياقات الدبلوماسية، وأعتبر سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي والنائب عن تحالف سائرون، رائد فهمي أن زيارة الرئيس الأمريكي إنتقاصاً للسيادة الوطنية داعياً إلى إتخاذ الخطوات والإجراءات كافة لتعزيز إمكانيات القوات المسلحة لإنهاء أي وجود للقوات الأجنبية على الأراضي العراقية، كما أصدرت كتلة البناء بيان بنفس المعنى وكذلك تحالف دولة القانون وصرح النائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن الكعبي، ان رئاسة البرلمان بصدد عقد جلسة طارئة لمناقشة خرق الرئيس الأمريكي للسيادة العراقية بعد زيارته قاعدة عين الأسد. مكتب عادل عبد المهدي رئيس الوزراء أفاد في بيان (ان السلطات الأمريكية اعلمت السلطات العراقية رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة العراق مساء يوم ال26 من كانون الأول لتهنئة الحكومة العراقية الجديدة ولزيارة العسكريين الأمريكيين ضمن قوات التحالف الدولي الداعمة للعراق في محاربة داعش) مبيناً ان الحكومة العراقية رحبت بالطلب وكان هذا البيان مفاجئة أيضاً بسبب عدم توضيح مسبق بأن الحكومة العراقية على علم. ولكن أسلوب الرئيس الأمريكي حيث كان من المفترض ان يجري استقبال رسمي ولقاء بين رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي والرئيس الأمريكي ولكن تباين في وجهات النظر لتنظيم اللقاء أدى إلى الإستعاضة عنه بمكالمة هاتفية تناولت تطورات الأوضاع وكان الرئيس ترامب يريد لقاء رئيس الوزراء في القاعدة وعادل عبد المهدي رفض وهذا ماسمي بتباين وجهات النظر .وبحسب وكالة السومرية نيوز إن عبد المهدي رفض لقاء ترامب في قاعدة عين الأسد، لمخالفته الأعراف الدبلوماسية مشيرة إلى ان عبد المهدي أبلغ ترامب أن هذا التصرف لايخدم مصلحة العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين...
كما دعا بعض السياسيين إلى إلغاء الإتفاقية الستراتيجية مع واشنطن ويلاحظ المراقب بأن ماحدث قد خلق أزمة دبلوماسية بين العراق وأمريكا بدليل دعوة السفير الأمريكي ووزير الخارجيةالعراقية لبحث ماحصل .المسألة المهمة بأن القوات الأمريكية التي كانت في سوريا أصبحت في العراق، كما صرح ترامب بأنه لاتوجد خطط لسحب القوات الأمريكية من العراق. وهذا يوضح بأن مخططات جديدة قد وضعت لهذه القوات. كما إن المتغير الجديد الذي حصل في المنطقة بأن القوات الديمقراطية الكوردية قد طلبت من الحكومة السورية التدخل وحمايتها في مدينة (منبج) ضد القوات التركية، على أن تقوم القوات الكوردية السورية بمحاربة داعش والتوجه نحو وحدة الصف السوري بعد تخلي أمريكا عنها. ايران أعتبرت إنسحاب القوات الأمريكية من سوريا هو هزيمة لها مما يبين قصر نظر القيادة الأيرانية في هذا الإتجاه. روسيا وتركيا تحاولان تنظيم توزيع مناطق تواجدهم.
وحسب التحليلات السياسية، فأن المنطقة حُبلى بأحداث جديدة في العام القادم وربما ترسم الخرائط السياسية والعسكرية من جديد. وسيكون العراق في مركز الأحداث التي قد تحصل مستقبلاً في حالة إستمرار أوضاع الشعب على حالها، ويتفشى الفساد أكثر فأكثر ، فالشعب لايقف مع حكومة لاتحمل همومه وتجد طريقاً صحيحة لحل الأزمات والمعضلات .كما إن مشروع قانون الموازنة العامة لعام 2019 لازال قيد التشريع لكثرة الملاحظات والثغرات الموجودة فيه وقلة المخصصات المالية المقدرة للتنمية . أمام السيد رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي فرصة في ان يتقدم بجرأة ويحدد مساره في القضاء على الفساد ويعلن كل شيئ للشعب ليكسب ثقته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة