الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مذكرات النقابي ابراهيم بكري

خالد بهلوي

2006 / 4 / 16
الحركة العمالية والنقابية


أن المسيرة التاريخية لولادة حركتنا النقابية رافقها عشرات وعشرات من الأضرابات القوية والواسعة التي خاضتها الطبقة العاملة من خلال النضالات والاضرابات التي نشبت تحت شعارات ملموسة ومحددة ومطالب معينة تدرجت طبقتنا العاملة واستكملت تنظيمها النقابي لقد تشكلت النقابات في بادىء الأمر دون قانون أو نظام عام من السلطات التشريعية أو تنفيذية وإنما تشكلت رسمياً بموجب رخص متواترة تخص فئة معينة من العمال او نقابة واحدة من النقابات التي انتشرت في سوريا وتم تشكيل النقابات في معظمها نتيجة اضرابات ومظاهرات عمالية وكان احد شعاراتهم الرئيسية السماح بتأسيس النقابات وهكذا كان يتم انتزاع هذه الرخص تحت ضغط العمال وقادتهم النقابين
ولم يكن يوجد ناظم لظروف العمل ولشروطه ولا لساعات العمل والدوام والأجور حتى في الفترات اللاحقة وعندما صدرت بعض القوانين استخف بها أرباب العمل ورفضوها وأحيانا بقيت حبراً على ورق ولم يلتزموا بها فالناظم الأساسي للعلاقة بين العمال وأصحاب العمل هو صلابة العمال وتضامنهم ويقظتهم ونضالهم وقوة نقاباتهم
لقد اجتازت الحركة النقابية مرحل صعبة اتسمت بالإرهاب والاعتقال وخصوصاً في مرحلة الانقلابات العسكرية التكتاتوريات فكم من النقابات حلت وكم من النقابين أو قفوا وعذبوا وقطعت أرزاقهم وسدت في وجوههم أبواب الرزق وعانوا هم وعائلاتهم ألام البطالة والجوع والعري لأنهم لم يرضخوا للسلطات الرجعية البرجوازية – الإقطاعية وكل من تحالف معها ضد الطبقة العاملة وجماهير الفلاحين
أن البسالة والتضحية والجرأة ونكران ألذات التي تحلى بها عمالنا وكذلك القادة النقابيون كانت هي السلاح الأساسي للحصول على حقوقهم ورفع مستوى معيشتهم فكم من الاضرابات حصلت ولم تنتهي إلا باعتقال قادتها وضربهم وتعذيبهم وتحسباً لهذا فان العمال كانوا أحيانا
ً يقيمون قيادات سرية لتحل محل القيادات في حالة اعتقالها لمتابعة النضال والحؤول دون كسر الاضرابات ولتحقيق انتصارها وإجبار السلطات على إطلاق سراح القادة الموقفين
أن.كنت أنسى فلن أنسى ما حييت انه في احد اضرابات عمال النسيج الآلي بدمشق1946من اجل تنفيذ قانون العمل وعلى اثر هذا الإضراب اعتقلت السلطة بعض قادة هذه النقابة التي سهرت على حماية الإضراب فهب العمال بل مئات المتظاهرين هاتفين: أطلقوا سراح المعتقلين النقابيين اعتقلونا جميعا نحن السبب والموقوفين أبرياء
وفد شاهدت بعض العمال المضربين يبيعون فراشهم وطنا جرهم لكي يستمروا في إضرابهم ويحققوا مطالبهم
فعندما تأسست اتحاد العمال 1938 لم يكن مستندا على قانون أو مرسوم بل إلى نضالات الطبقة العاملة
وهكذا يمكن القول إن مكتسبات كثيرة قانونية وتنظيمية توجت بإقامة صرحهم العمالي النقابي وعلى رأسه الاتحاد العام لنقابات العمال
فالنقابات ليس هدفها الرئيسي العمل السياسي اليومي بل النضال من اجل تلبية مطالب العمال والدفاع عن حقوقهم وهذا الهدف يبقى حتى في البلدان الاشتراكية حيث السلطة في أيدي الطبقة العاملة
إن المطلوب من العمال هو الانضباط ضمن نقاباتهم وهذا أسهل وأكثر مرونة واخف وطأة واقل تعقيدا من أي برنامج سياسي وأي نظام داخلي لأي حزب سياسي لان النقابات منظمات جماهيرية تضم جماهير العمال من مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية والاجتماعية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون


.. التوحد مش وصمة عاملوا ولادنا بشكل طبيعى وتفهموا حالتهم .. رس




.. الشرطة الأميركية تحتجز عددا من الموظفين بشركة -غوغل- بعد تظا


.. اعتصام موظفين بشركة -غوغل- احتجاجا على دعمها لإسرائيل




.. مظاهرات للأطباء في كينيا بعد إضراب دخل أسبوعه الخامس