الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة التونسية تنجح مجددا في تعطيل إمكانية انفجار اجتماعي كان يمكن أن يفتح على موجة ثورية جديدة

بشير الحامدي

2019 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


الحكومة التونسية تنجح مجددا في تعطيل إمكانية انفجار اجتماعي كان يمكن أن يفتح على موجة ثورية جديدة
"الحكاية واضحة برشة" والنتيجة الحكومة من جديد تنجح في عبور ديسمبر وجانفي دون احتجاجات مستقلة كان يمكن لها أن تذهب بعيدا وتلف حولها الأغلبية التي لم يعد لها قدرة على تحمل سياسات الانتقال الديمقراطي [بطالة وخدامة المناولة والتشغيل الهش والعمال الزراعيين والفلاحين الفقراء وجزء كبير من البرجوازية الصغيرة من أصحاب المحلات الصغيرة وتجار التفصيل والحرفيين الصغار ومسدي الخدمات والباعة...]
نعم الحكومة تنجح مرة أخرى في تفادي تعبئات كانت تستطيع أن تلف الملايين من هذه الشرائح والفئات وتفرض تنازلات وإصلاحات كبيرة على أدنى تقدير هذا إن لم تفتح الباب لعصيان كبير قد يتحول لموجة ثورية جديدة عارمة لن تتوقف قبل أن تضع حدّا لانقلاب العصابة ولسياسات الانتقال الديمقراطي ببرمتها وتعيد طرح مسائل السيادة على القرار وعلى الثروات ووسائل الإنتاج والمحاسبة ولا تتوقف عندها.
نعم نجحت الحكومة في تعطيل إمكانية انفجار هذا المسار بترتيبها لمسارا آخر وصراع آخر كانت ترى أنها قادرة على التحكم فيه: فتح الصراع مع بيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل
لقد نجحت حكومة يوسف الشاهد بشكل جيد في التخطيط لزمنية مسار التعويم هذا من يوم إمضائها اتفاقية الزيادة في القطاع الخاص واتفاقية الزيادة في القطاع العام وإرجاء المفوضات في قطاع الوظيفة العمومية وكذلك بدفع وزير التربية إلى تفجير الصراع مع نقابة التعليم الثانوي وغلق باب الحوار معها لدفعها إلى استخدام كل أسلحتها وهو ما خلق وضعا جعل من شغيلة الوظيفة العمومية عبر المكتب البيروقراطي المركزي ومن حركة الأساتذة عبر نقابتهم يقودون حركتي تعبئة كبيرتين تصدّرتا المشهد المعارض طيلة شهر ديسمبر وهيمنتا عليه وأشاعتا حالة من الاستقطاب المموه ضد السياسات الحكومية امتصّ كل إمكانية لانفجارات اجتماعية أوسع من داخل الكتلة الطبقية التي ذكرنا المكبلة بدورها بعوامل عجز عديدة.
لقد عملت الحكومة على الإبقاء على الأزمة مستمرة بينها وبين بيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل وبين نقابة التعليم الثانوي ووزارة التربية ودفع الخلاف إلى أقصاه ضد قيادتهما لأنها تعلم أفق التحركات التي يمكن أن يدعوا إليها وقدرتها على وقفها والتحكم فيها بمجرد فتح مفاوضات وتقديم بعض التنازلات.
وها هي تحركات بيروقراطية الاتحاد في الأسبوعين الفارطين واجتماع نور الدين الطبوبي بالباجي قايد السبسي وبوسف الشاهد قبله بيوم تثبت ذلك حيث صرح نور الدين الطبوبي عقد لقائه بالباجي أنه من الضروري "...إيجاد مخرجات للحلول للوضع الاجتماعي ... ودور رئاسة الجمهورية ودور السيد رئيس الجمهورية سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى المؤسسات الدولية هو دور محوري وحقيقي... وهناك إرادة تحدو كل الأطراف لنجد المخارج التي تأخذ بعين الاعتبار ما وصلت إليه تدهور المقدرة الشرائية ...وحتى نصل لتنقية المناخات الاجتماعية ونصل لاتفاق قبل إضراب 17 وكذلك لبعض القطاعات التي لها تحركات اجتماعية طالت أكثر من اللازم ...لابد من تطويق هذا الوضع ولنضع أيدينا في أي يد بعض لنفكر في مستقبل تونس وفي استحقاقاتها في المرحلة القادمة"
...
هكذا هي البيروقراطية النقابية دائما صمام أمان للسياسات الحكومية الفاسدة والمنقذ المخلص لعصابة لصوص الإنتقال الديمقراطي ومن المؤكد أنها ستجد ألف طريقة وطريقة تبرر بها إلغاءها إضراب 17 جانفي وتمرير اتفاق التفريطي وسيعود الخدامة من جديد إلى الاستماع للخطب الرنانة حول مصلحة تونس وحول والوضع الذي لا يقبل مزيد الاحتقان وحول الوحدة الوطنية وحول أن الاتحاد مستهدف وهو ما يذكرنا بموقف هذه البيروقراطية نفسها من احتجاجات السنة الفارطة الليلية والاحتجاجات التي سبقتها وما صاحبها من إدانة صريحة لها.
ـــــــ
بشير الحامدي
05 جانفي 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر