الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الجيش العراقي ’’الباسل’’
ناجح العبيدي
اقتصادي وإعلامي مقيم في برلين
(Nagih Al-obaid)
2019 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية
الجيش العراقي ’’الباسل’’
"الباسل" هي الكلمة الأكثر تداولا في العراق هذا اليوم. في الذكرى الـ 98 لتأسيس الجيش العراقي تسابق كالعادة السياسيون – وفي مقدمتهم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس الجمهورية برهم صالح ورؤوساء الكتل كأياد علاوي ونوري المالكي- إلى تهئنة القوات المسلحة من خلال إطلاق صفة "الباسل" و"البطل" و"الغيور" و"الشجاع"غيرها. أما قيادة العمليات المشتركة فوصفت الجيش العراقي بأنه "مدرسة في البطولة وقوة لا تقهر". بل وهنأ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الجيش العراقي قائلا "إن موقفكم وبطولاتكم ومعاركم أصبحت تدرس في الجامعات العالمية". هذه الأسطوانة المشروخة نسمعها منذ عقود في تجاهل واضح للكوارث التي مر بها العراق والتي لعب فيها العسكر دورا كبيرا.
من حق العراقيين بالطبع الاحتفال بذكرى تأسيس جيشهم، خاصة بعد أن نجح في دحر تنظيم داعش الإرهابي وطرده من الموصل والرمادي وصلاح الدين وتلعفر والحويجة وغير من المناطق التي اكتوت بناء الإرهاب. ولكن لماذا هذه المبالغة في إطلاق النعوت؟ ولماذا هذه العشق للغة الإنشائية والكلمات الفارغة والشعارات الرنانة؟ ألا تكفي التهنئة بكلمات بسيطة والتعبير عن الأمل بأن تتحول القوات المسلحة إلى جيش محترف ومؤسسة وطنية حقة يقودها ضباط أكفاء وليس جنرلات "فضائيون" موجدون على الورق فقط . ألا تستحق الذكرى الإشارة إلى الوضع الحقيقي للجيش.
يمر هذا اليوم والجيش بدون وزير دفاع لأن نفس السياسيين المذكورين الذين يدبجون آيات المديح غير قادرين على التخلي عن نهج المحاصصة والاتفاق على مرشح قادر على شغل هذه الحقيبة الأمنية الهامة.
أما العودة إلى الماضي فتثير ذكريات أليمة عن عشرات ومئات الضباط الكبار الذي أساؤا للعراق وارتكبوا بحقه أبشع الجرائم. لم تكن الهزيمة المخزية في الموصل في منتصف عام 2014 أمام بضعة آلاف من إرهابيي داعش سوى صفحة واحدة من سجل طويل غير مشرف. ربما كان من أبشعها جريمة استخدام الأسلحة الكيمياوية في قصف حلبجة عام 1988 وعمليات الأنفال سيئة الصيت التي أشرف عليها "الفريق أول ركن" علي الكيمياوي ابن عم "المهيب" صدام حسين.
قبل هؤلاء سطعت أسماء كثيرة في سماء "البطولة ومعارك العز والشرف"، وعلى رأسهم بكر صدقي ورشيد عالي الكيلاني وعبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وحردان التكريتي ورشيد مصلح ومنذر الونداوي وأحمد حسن البكر والقائمة تطول. الصفة المشتركة لكل هؤلاء هي أنهم عسكريون فاشلون، ولتعويض فشلهم كانوا مصرين على قيادة دفة الدولة العراقية. ثم اكتملت المسرحية بحصول صدام حسين وابنيه عدي وقصي وصهره حسين كامل وكثيرين من أقاربه على أعلى الرتب العسكرية.
عندما جاء بول بريمر الحاكم المدني الأمريكي إلى العراق بعد الإطاحة بصدام وقف أمام معضلة غير متوقعة. يقول بريمر في مذكراته إنه وجد جيشا مهزوما لم يقاتل حقا، ولكنه يضم 13000 جنرال (من رتبة عميد فما فوق)، بينما لا يتجاوز عدد الجنرلات في الجيش الأمريكي 300 فقط. مع ذلك لا يغفر الكثير من العراقيين لبريمر قراره بحل هذا الجيش ويرونه سببا أساسيا للكوارث التي ابتلى بها العراق بعد 2003.
اليوم أيضا يتفوق الجيش العراقي "الباسل" على بقية جيوش العالم بعدد الجنرالات الذين حصل معظهم على هذه الرتب الاستثنائية بعدد سنوات الخدمة أو من خلال قرارات سياسية متعسفة وبدون إنجاز عسكري.
بدلا من تكرار الشعارات الفارغة في تهنئة القوات المسلحة يجب على السياسيين والمفكرين العسكريين والإعلام التوقف بجدية أمام تجربة الجيش العراقي منذ تأسيسه في 6 يناير/كانون الثاني في 1921 وختى الآن.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - انت تنظر للكاءس نصفه فارغ والمنصفون نصفه ملئ
الدكتور صادق الكحلاوي
(
2019 / 1 / 7 - 09:11
)
تحياتي دكتور ضالح كل شئ في دنيانا نسبي-البعض -وربما معه الحق يعتبرون الجيش الاحمر مثال لكل خير -ولكن اهل بولندا-ونساؤها بالخصوص -يقولون انه لم يمر بارضهم جيش بربري خلال الف سنه كجيش السوفيت الاحمر-ويقولون انه حقا كانالاحمر-والغريب انك -دمجت -بلا اي انصاف الزعيم الشهيد محرر العراق وابو الجمهورية عبد الكريم بقائمة جلها من الساقطين-هل هذا ايضا فيه -شئ-من الصراع الطائفي-تحياتي
2 - الكأس المليان
ناجح العبيدي
(
2019 / 1 / 7 - 10:39
)
تحياتي دكتور صادق (وليس صادم)
عبد الكريم قاسم وعبد السلام وحردان والبكر ومعظم قادة انقلاب 8 شباط الفاشي يشتركون جميعا في أنهم ضباط كبار كانوا أعضاء في تنظيم واحد هو ما يدعى بالضباط الأحرار الذين فجروا ثورة تموز وقضوا على العائلة المالكة قبل أن يدخلوا في صراع سافر على السلطة. قد يختلفون في درجة العنف والقسوة ولكنهم جميعا كانوا ضباطا لم يعرف عنهم أنهم انتصروا في أي معركة عسكرية كبيرة في الدفاع عن الوطن وإنما برعوا في اقحام أنفسهم في السياسة وفي التنكيل ببعضهم بعضا
لم أفهم حقا اتهامك لي بالطائفية. هل لأن جميع الأسماء المذكورة من السنة؟ الزعيم الركن ونائب رئيس اللجنة العليا للضباط الأحرار ناجي طالب كان شيعيا ولا يختلف عن المجموعة وشارك في انقلاب شباط
مع تحياتي
3 - الكأس المليان
ناجح العبيدي
(
2019 / 1 / 7 - 10:39
)
تحياتي دكتور صادق (وليس صادم)
عبد الكريم قاسم وعبد السلام وحردان والبكر ومعظم قادة انقلاب 8 شباط الفاشي يشتركون جميعا في أنهم ضباط كبار كانوا أعضاء في تنظيم واحد هو ما يدعى بالضباط الأحرار الذين فجروا ثورة تموز وقضوا على العائلة المالكة قبل أن يدخلوا في صراع سافر على السلطة. قد يختلفون في درجة العنف والقسوة ولكنهم جميعا كانوا ضباطا لم يعرف عنهم أنهم انتصروا في أي معركة عسكرية كبيرة في الدفاع عن الوطن وإنما برعوا في اقحام أنفسهم في السياسة وفي التنكيل ببعضهم بعضا
لم أفهم حقا اتهامك لي بالطائفية. هل لأن جميع الأسماء المذكورة من السنة؟ الزعيم الركن ونائب رئيس اللجنة العليا للضباط الأحرار ناجي طالب كان شيعيا ولا يختلف عن المجموعة وشارك في انقلاب شباط
مع تحياتي
4 - بضعة مئات
عبد الحسين سلمان
(
2019 / 1 / 7 - 14:03
)
تحياتي دكتور ناجح وكل عام وانتم بخير
تقول:
لم تكن الهزيمة المخزية في الموصل في منتصف عام 2014 أمام بضعة آلاف من إرهابيي داعش ......الخ
واعتقد ان الصحيح هو:
لم تكن الهزيمة المخزية في الموصل في منتصف عام 2014 أمام بضعة مئات من إرهابيي داعش
5 - مدرسة البطولة
ناجح العبيدي
(
2019 / 1 / 7 - 14:33
)
لا اعتقد بأننا نختلف في هذه النفطة. ولكن هذه الهزيمة هي التي ستدرس في الكليات العسكرية حول العالم بهدف تجنب مثل هذه الانتكاسات الخطيرة أمام الإرهاب
مع تحياتي
.. الانتخابات المحلية في تركيا.. استعادة بلدية اسطنبول: -هوس- أ
.. المرصد: ارتفاع قتلى الهجوم الإسرائيلي على حلب إلى 42 بينهم 6
.. بكين تتحدى واشنطن وتفتح أبوابها للنفط الروسي والإيراني
.. الحكومة الأردنية تهاجم دعوات حماس التحريضية | #رادار
.. رمضان ومدينة المليون حافظ.. طرابلس الليبية