الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل فعلاً ستنسحب امريكا من سورية

علي مسلم

2019 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


بغض النظر عن مدى جدية الرئيس الامريكي دونالد ترامب في قراره المفاجئ بالانسحاب من سوريا لكنه بالتأكيد استطاع ان يخلط الاوراق السياسية في سوريا من جديد وبالتالي وضع الاطراف الخارجية ذات الشأن في المسألة السورية الاقليمية منها والدولية في تخبط وحيرة سيما الاطراف التي طرحت نفسها كأطراف ضامنة لمناطق خفض التوتر والتصعيد في استانة عام 2017 وفي المقدمة منها روسيا والتي ما زالت تتأرجح بين الانحياز لمصلحتها الخاصة ومواجهة التبعات التي ستنجم عن هذا القرار الامريكي المفاجئ لوحدها وعلى راسها مسألة اعادة الاعمار وما سيليها من تبعات اقتصادية قد تكون فوق طاقتها وبين ارضاء حلفاءها الاقليميين تركيا وايران واللتان تنطلقان بالأساس من مصالح جيو – سياسية متناقضة وتتناقض مصالح كل منها مع روسيا في ذات السياق لكن ربما بدرجة اقل حدة ، فتركيا تحاول من جانبها ملء الفراغ الذي سينجم عن الانسحاب الامريكي فيما لو حدث لأسباب عديدة تتعلق في بعض جوانبها بأمنها القومي المزعوم اولاً ومواجهة مخاطر حزب العمال الكردستاني وفروعها المحلية ثانياً الى جانب انها ما زالت تعتبر ان الولوج في الشمال السوري يدعمها قانونياً جملة من الاتفاقات البينية المبرمة بينها وبين النظام السوري في السابق خصوصاً اتفاقية اضنة عام 1998 والبرتوكولات الملحقة بها .
اما ايران التي تعتبر من طرفها ان قرار الانسحاب الامريكي انما جاء على خلفية الانتصارات التي حققتها ايران اقليمياً وادعائها بفشل المشروع الامريكي الذي كان يهدف بالأساس الى محاصرتها اقتصاديا واجبارها على الانسحاب كلياً من الجغرافيا السورية ، وبالتالي يحق لها وحدها الاستحواذ على هذا الجيب الجغرافي الحيوي على اعتبار ان هذا الجيب يساعدها في ربط الخط البري الذي يوصل بين ايران والجنوب اللبناني مروراً من الجنوب السوري والوسط العراقي .
ومن الواضح ان ثمة تفاهمات خفية تمت بين روسيا وتركيا في اللقاء الاخير الذي جمعهما في موسكو في 29 من الشهر المنصرم والتي بدأت بوادرها تظهر للعلن على شكل صفقات سياسية بحيث تتخلى تركيا عن جزء كبير من نفوذها في محافظة ادلب مقابل خروج قوات قسد من منبج نهائياً ومنع النظام السوري في السيطرة عليها ولعل تمدد هيئة تحرير الشام نحو مناطق كانت خاضعة للنفوذ التركي في دارة عزة وبعض المناطق الاخرى غرب حلب والتي كانت تسيطر عليها قوات نور الدين الزنكي هذا الفصيل المحسوب على تركيا خير دليل على ذلك بحيث تستغل روسيا هذا الامر كذريعة للسيطرة على تلك المناطق على اعتبار ان تركيا لم تتمكن من الوفاء بوعودها في سياق انهاء نفوذ الفصائل الإرهابية في ادلب وعلى راسها هيئة تحرير الشام وجبهة النصرة .
بدورها تحاول امريكا اتاحة المجال للجانب التركي في السيطرة على منبج وربما مناطق اخرى شرق الفرات مقابل ابعاد تركيا عن الفضاء الايراني بحيث تضمن محاصرة ايران ولو على مراحل وكذلك قطع الطريق امام روسيا في سياق تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع تركيا على حساب مصالح الولايات المتحدة الامريكية .
ومهما يكن من امر فإن الولايات المتحدة الامريكية باتت تشعر انها حققت الجزء الاكبر من مشروعها السياسي في سوريا بعد القضاء شبه الكامل على تنظيم داعش ومحاصرة ما تبقى منه في زاوية صغيرة لا يتعدى 1% من مساحة سوريا وبالتالي تحاول التملص من تبعات اعادة الاعمار ، وحسب ما يراه بعض المحللين فإن الولايات المتحدة الامريكية غير جادة في مسألة انسحابها من سوريا وهي ربما تريد بذلك دفع حلفائها المحليين ( دول الخليج العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ) الى تحمل التبعات الاقتصادية المترتبة على بقائها سيما تلك التبعات التي تأتي بعيد الانتهاء من حرب داعش والذهاب بسوريا نحو حالة من الاستقرار السياسي وبالتالي الشروع في مسألة اعادة الاعمار، وقد اشار الى ذلك الرئيس الامريكي دونالد ترامب مراراً وتكراراً وفي مناسبات عديدة بان الدول التي نقوم بحمايتها لا يبادرون الى تغطية التكاليف المترتبة على ذلك بالرغم من الترف المادي الذي يعيشونها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في