الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى انتفاضة 17 ديسمبر ‏ وحدة الشعب وتنظيم صفوفه طريق لانتصاره

حزب الكادحين

2019 / 1 / 13
مواضيع وابحاث سياسية



‏ تحلّ اليوم الذكرى الثامنة لانطلاق ‏انتفاضة 17 ديسمبر 2010 عندما أحرق ‏‏الكادح محمد البوعزيزي جسده في مدينة ‏سيدي بوزيد احتجاجا على القهر الطبقي ‏‏والقمع البوليسي فهبّ الكادحون لمناصرته ‏والمطالبة بالتشغيل والحرية منادين ‏بإسقاط ‏النظام وسرعان ما انتشر الغضب الشعبي ‏في بقية الولايات التونسية ورغم ‏لجوء ‏سلطة بن علي إلى اعتقال المحتجين ‏واستعمال الرصاص الحي مما أدى إلى ‏‏سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى ‏فإن المنتفضين لم يستسلموا بل زاد ‏‏إصرارهم على المقاومة .‏ ‏
‏ وعندما أدركت القوى الامبريالية الكارثة ‏المحدقة بها في حال تحوّل الانتفاضة ‏إلى ‏ثورة وانعكاسات ذلك عربيا تخلصت من ‏رأس النظام ممثلا في زين العابدين ‏بن ‏علي ونفته إلى السعودية بينما أبقت على ‏جسده ممثلا في الرجعية الدستورية ‏كما ‏لجأت إلى استعمال الحركات الدينية ‏الرجعية لحرف الانتفاضة عن مسارها ‏‏وتحويلها إلى " ربيع " رجعي لإعادة ‏ترتيب الأوضاع في الوطن العربي كله ‏وهو ‏ما اكتوت بناره ليبيا وسوريا واليمن ‏بشكل خاص. ونشأ في علاقة بتلك ‏التطورات ‏تحالف بين الرجعيتين الدستورية ‏والدينية وهو الذي لا يزال يحكم تونس ‏تحت ‏مظلة الامبريالية .‏ ‏
‏ وكان حكم الترويكا ثم حكم التوافق نتاجا ‏لتلك السياسة فغرق الشعب في المزيد ‏من ‏البؤس والفقر والبطالة وارتفاع الأسعار ‏وتفاقم المديونية وانهيار الدينار ‏وتفشي ‏الإمراض والإرهاب واحتدّت الأزمة ‏الاقتصادية الاجتماعية وأضحت ‏البلاد ‏وكرا للمخابرات الدولية بما في ذلك ‏الصهيونية وحصلت اغتيالات وقتل ‏‏للأبرياء كان آخرها تصفية الكادح خالد ‏الغزلاني بالرصاص وهو بين أبنائه ‏فضلا ‏عن التفجيرات التي وصلت إلى الشوارع ‏الرئيسية في العاصمة. ‏
‏ ومنذ هروب بن علي لم تتوقف المقاومة ‏وعرفت جهات عديدة انتفاضات مختلفة ‏‏مثل سليانة وتطاوعين وبن قردان ‏المكناسي والرقاب وبوزيّان وتالة الخ... ‏كما ‏عرفت البلاد كلها انتفاضات شاملة ‏مثل انتفاضة الإتاوة وسقط مرارا شهداء ‏‏وجرحى . ‏
‏ واليوم يقوى الإصرار على المقاومة بين ‏صفوف الشعب الذي لم يعد يثق في ‏‏الرجعية الدستورية الاخوانية ولا في ‏ديمقراطيتها الزائفة وقد قاطع بنسبة كبيرة ‏‏انتخاباتها ومؤسساتها مثل الحكومة ‏والبرلمان والمجالس البلدية وهو يطالب ‏‏بحقوقه المشروعة في التحرر الوطني ‏وحكم نفسه بنفسه والسيطرة على الثروة .‏ ‏
وترتعد فرائص الرجعية التي تزداد ‏تناقضاتها وصراعاتها وهي تترقب ما ‏يمكن ‏أن تؤول إليه أوضاع الانتفاض ‏الشعبي في ظل عجزها عن تقديم حلول ‏للأزمة ‏الاقتصادية الاجتماعية وتحاول ‏بشتّى الطرق الظاهرة والخفية تخريب ‏الكفاح ‏الشعبي بما في ذلك تقمص دور ‏المنتفضين من خلال تنظيم احتجاجات ‏وهمية ‏خلال الأيام القادمة تؤدي إلى تقسيم ‏صفوف الشعب ومن ثمة إنهاكه وإضعافه. ‏
‏ وفي ظل هذا الوضع فإن المهمة العاجلة ‏هي توحيد صفوف الشعب والحركة ‏‏الوطنية الديمقراطية وتنظيمها لتقف سدّا ‏منيعا ضد الرجعية الدستورية الاخوانية ‏‏وحلفائها من الانتهازيين الطامحين دوما ‏إلى نيل نصيبهم من فتات الموائد فبتلك ‏‏الوحدة وبذلك التنظيم يمكن تحقيق ‏الانتصار. ‏
‏ ‏ويوجّه حزب الكادحين دعوته مرة أخرى ‏إلى سائر الثوريين للاتحاد والانتظام ‏في ‏حزب ثوري مسلح بالنظرية الماركسية ‏اللينينية الماوية وفي جبهة وطنية ‏‏ديمقراطية معادية للامبريالية وعملائها ‏والدفاع عن الشعب والتخلص من الفئوية ‏‏واللامبالاة والانتظارية وأوهام الفوضوية ‏فقد ثبت مرارا وتكرارا أن كفاح ‏الجماهير ‏مهما بلغت قوته فإنه إذا ما ظل على ‏عفويته مآله الفشل لا محالة وهو ما ‏تؤكده ‏سائر الانتفاضات الشعبية التي عرفتها ‏تونس بينما اذا ما ارتقى إلى مستوى ‏‏الانتظام الثوري فإنّ النصر حليفه مثلما ‏تؤكده تجارب الثورات الظافرة في روسيا ‏‏والصين وفيتنام وغيرها من البلدان التي ‏سارت على طريق التحرر والاشتراكية . ‏
تونس 17 ديسمبر 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإيراني يحتفل بيومه الوطني ورئيسي يرسل تحذيرات جديدة


.. زيلينسكي يطلب النجدة من حلفائه لدعم دفاعات أوكرانيا الجوية




.. الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة 14 جنديا جراء هجوم لحزب الله الل


.. لحظة إعلان قائد كتيبة إسرائيلية عن نية الجيش اقتحام رفح




.. ماذا بعد تأجيل الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية؟