الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها المنصرف من الوقت

كمال تاجا

2019 / 1 / 15
الادب والفن


أيها المنصرف من الوقت

أيها المنصرف
من الوقت
بعيداً جداً
عن رقاص ساعة
دنو أجل
عودتنا
إلى ديار لنا
خلت منا
-
تتحين الفرص
لطحن
دقيق الزمن
الوجيز
والذي سرى
في ليل داج
لشعب اضطلع على
سماء بلا أبراج
لينصب خيام
شتات
بين شعاب الكون
وعلى حدود
كل المجرات
-
وانهمك في تحضير
رغيف خبز جاف
أنفت منه الموائد
بالكاد يقيم أود
كفاف
أمس الحاجة
-
وسعى في تحضير
أطعمة
طهيّ أحجار وصخور
مع أوراق شجر
لأولاده
وعلى مضض
دهر متعثر
سبع سنين عجاف
-
هذا لأخذ العلم
لم أسمع قط
أن الطائر الحر
استسلم
لرصاص طائش
كما في ساحة
وغى
حتى يقع على الأرض
كضحية
لمنايا
حابسة أنفاسها
من الرغبة
بالموت
-
ولا تناهى إلى سمعي
تصفيق أجنحة
مرتعشة
تساقط ريشها
من الذعر
عند إطلاق نار كثيف
من بندقية
صياد ريييش
لتوقع عش
من قش
عن شجرة وارفة
بالحياة
لتفتك بصرخات
الزغاليل
التي كانت ساكنة
كفقس الصدح
الذائع الصيت
فوق مسقط الرأس
-
ولا لم يحدث
قط
أن ارتجفت
الأشجار الباسقة
فوق الثرى
من هلع حفيف
ينصرف
نتيجة انفجار
روع الحجر
ومزق الأحراش
-
وأن أتابع
وعن كثب
انكسار شأفة الأعشاب
من لسع نار
حارقة
على جنباتها
-
وأن أتملى كيف
تنحني الأغصان الملوحة
بالسلام
لمرور عصفة
إطلاق نار عشوائي كثيف
على كل شيء حيّ
-
وأن تهتز
الأوراق النضرة
لهزيم رعد
غارات متواصلة
للقصف من بعيد
-
وأن ينال منك
يا عود البان
وميض برق
الانفجارات العاتية
لترتجف
كما لو أصابك
حالة ذعر
شديد
-
وأن تصارع الخضم
عند الفرار
بجلدك
وترى الأمواج
تضلك
كي لا تشاهد المراكب
آيلة للغرق
وأن لا تنتبه إلى سفن
منكسة الرأس
في قعر الخضم
-
وتصيخ السمع
لقضم
أسماك القرش
لحسك أسماكك
الغارقة في كل لجة
-
وأنت تركب
صهوة رياح
تلبد الطقس الدولي
للهروب ياشعب
فوف اغماضة
أجفان
نقص القرى
الأممي
-
وأنت على وشك
الانطراح
على طرقات
غير معبدة
للنجاة
-
وتلقي بأضلعك
من أولاد
وأحفاد
لركوب
هزات بدن
انطراحية
على وسائد خالية
من دعة
مسقط الرأس

كمال تاجا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة