الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواجهة العقلية لسياسة التهديد الرأسمالية

أيمن عبد الخالق

2019 / 1 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المواجهة العقلية لسياسة التهديد الرأسمالية
"لايمكن حل مشكلة، بنفس العقلية التي أوجدت المشكلة".......اينشتين
أشرت في المقالات السابقة إلى بعض السياسات الشريرة التي تمارسها قوى الشر العالمي، والتي يقودها النظام الرأسمالي العالمي المتغول في الغرب والشرق، وبالاستعانة بأجهزته الاستخباراتية والإعلامية، وببعض المؤسسات الدينية الرسمية المتواطئة معه، منذ قديم الزمان، للقضاء على العقل الإنساني
واستعرضنا فيها سياسات الإلهاء، والتعقيد، والتشكيك، وفي هذه المقالة أريد أن أشير إلى سياسة التهديد، والوعيد، في مواجهة أي محاولة للتفكير الحر((خارج الصندوق))، أوللخروج عن التبعية الفكرية العمياء للنظام الحاكم ، أو المؤسسة الدينية الرسمية التابعة له.
لقد اتخذت سياسة التهديد ضد الفلاسفة، والمفكرين الأحرار أشكال مختلفة، من السجن، والنفي، والاغتيال، والتشويه، والتكفير، ومنع طباعة كتبهم، وتحريم قراءتها، وإحراقها، وإلصاق تهم الخيانة، والزندقة، والارتداد، ومعاداة السامية، وغيرها من التهم، من أجل إسقاطهم، وإضعاف تأثيرهم على الرأي العام، وتنفير الناس منهم، والتاريخ مملوء بالكثير من هذه االممارسات المشينة، والتي مازلنا نشاهدها إلى يومنا هذا.
ومن أجل مواجهة هذا الأسلوب اللاإنساني، وغير المنطقي، أرى من وجهة نظري، ضرورة اعتماد السبل التالية:
1. تفعيل العلوم العقلية البرهانية في الجامعات، والمدارس والمعاهدالدينية، لاسيما في المراحل التمهيدية، والتأكيد على أنّ تلك العلوم، هي أساس المعرفة الإنسانية، والتي يتوقف عليها صحة أي اعتقاد ديني ، وبالتالي ينبغي علينا حمايتها.
2. تربية أساتذة متخصصين معتمدين في العلوم العقلية داخل الجامعات، والمعاهد الدينية، لتدريس العلوم العقلية بنحو احترافي تخصصي.، ويكونون مدعومين من قبل هذه المؤسسات الأكاديمية، والدينية، للدفاع عن العقل، وبيان المعالم الكلية لفلسفة العلم، والدين، بنحو علمي موضوعي، بعيدا عن التعصب، والانحياز.
3. عقلنة وترشيد منابر الخطاب الديني، والابتعاد قدر الإمكان عن الخطابات الانفعالية المتطرفة، التي تثير الفتن والصراعات المذهبية، والسعي لتربية الخطباء والمبلغين الدينيين على المنهج العقلي بموازاة المنهج النقلي الديني، من أجل الترويج للوفاق بين العقل والدين، بين جمهور المتدينين، وبيان أنّ المقاصد العليا لبعثة الأنبياء(ع)، هو إحياء العقلانية في التفكير، والعدالة الإنسانية في السلوك.
4. إقامة ندوات داخل الجامعات، والمدارس الدينية للتحذير، من كل أشكال التطرف الديني، واللاديني، والخرافات، وفضح مؤامرات قوى الشر العالمي لتشويه العلم، وتحريف الدين، وتفريغه من محتواه العقلي.
5. توعية الأساتذة الأكاديميين، وعلماء الدين، وطلبة العلوم، وتحذيرهم من تسييس، وأدلجة العلوم الأكاديمية، والدينية، واستغلال العلم، والدين، أو استدراج العلماء، من قبل الأنظمة السياسية الجائرة، لتحقيق أغراضهم السياسية المشؤومة في محاربة العقل والإنسانية.
6. تأسيس قسم الصحة العقلية في كليات الطب، تحت حماية ورعاية الدولة، بجوار الصحة الجسمية، والنفسية، على أن يقوم هذا القسم بتأسيسي مراكز التأهيل العقلي الفكري لكل أفراد المجتمع، لتشخيص وعلاج الأمراض الفكرية، والتعصب، والتطرف الديني، والوقاية منها، والتي هي أشد فتكا بالإنسان، والمجتمع البشري من الأمراض الجسمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا