الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العطش قادم للعراق الاسباب وطرق المواجهه--ج 4 الاخير

عبد الكريم حسن سلومي

2019 / 1 / 19
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


العطش قادم للعراق ج4
رابعا:-الاستنتاجات
ان العراق اليوم بحاجه ماسه لاستنباط وسائل وطرق فعاله لغرض تقليل الطلب على المياه واستخدام الموارد المائيه المتاحه بمثاليه وكفاءه والبحث عن مصادر مائيه جديده واستخدام بعض المصادر التي لم يتاح استخدامها في الماضي كالمياه المستخدمه سابقا(المبتذله ومياه الصرف المتنوعه)
ان القطاع الزراعي هو المستهلك الاكبر للمياه حيث استهلك مانسبته تقريبا 83% في عام 2000 من الطلب الاجمالي للمياه بينما نجد ان قطاع الزراعه لايساهم اليوم الا بقدر ضئيل من الناتج القومي المحلي تقريبا 31% لذا يجب اعادة النظر في تخصيص المياه ولكل قطاع والعمل على رفع كفاءة الاستخدام في الزراعه عن طريق استخدامات تقنيات حديثه للمياه
لذلك فان ادارة المياه تواجه تحديات كبيره بمحاور عديده سياسيه واقتصاديه واداريه وفنيه وقانونيه وبيئيه والمطلوب لتجاوز هذه التحديات هو
---اصلاحات سياسيه في مجال ادارة المياه
---ادخال تكنلوجيا الاقتصاد بالمياه واستعمالاتها ولكافة المجالات
--- لكون الري المستهلك الاكبر للمياه بالعراق لذا يتطلب ذلك استخدام التكنلوجيا الحديثه في الري والري التكميلي للزراعه الديميه والسحب من المياه الجوفيه يجب ان يكون بمعدل اقل من معدل كميات التغذيه
---اصلاحات بيئيه كبيره
---اصلاحات قانونيه واداريه واقتصاديه وفنيه
--- اننا على قناعه تامه بانه لافائده من تشتيت الجهود وصرف الاموال الطائله على اعمال ومشاريع غير متكامله فنحن مانراه اليوم بطول بلادنا وعرضها هو عدم وجود مشروع متكامل واحد
---ان شبكات الري اليوم تحتاج لمبالغ كبيره جدا لصيانتها وخاصة بعد سنة 2003 حيث اهملت الصيانه وكثرت التجاوزات وقلت التخصيصات للصيانه وان وجدت بكثره بعد 2003 فاغلب اعمال الصيانه (وهميه وكاذبه وغير حقيقيه او بها مبالغه كبيره بالكميات وليست فعاله ولاذات جدوى اقتصاديه واغلبها منجزات على الورق فقط ) اضافة لذلك فقد تراكمت الاخطاء وتضاعفت الاضرار بسبب عدم وجود الصيانه الحقيقيه حيث اصبح من الصعوبه اصلاح بعض الاضرار الا بصرف مبالغ كبيره وقد ادى ذلك لتهالك كثير من المشاريع
--- وانا اتسائل مافائدة اضافة مشاريع استراتيجيه عملاقه مالم يؤمن لها اداره ناجحه للتشغيل والصيانه وكميات كافيه من المياه ونحن نرى من الصعوبه اليوم زراعة الاراضي الصالحه للزراعه بدون الري
--- للاسف اغلب البحوث العلميه التي تنجزها مؤسسات الدوله في مجال الري هي حبر على ورق ولم تجد مجال للتطبيق فالعراق واقعا اصبح بلد استهلاكي غير منتج وبنسب غير معقوله وهذه الحاله ستهدد مستقبل الاجيال القادمه والحاليه
--- في العراق ترتبط اليوم عمليات ادارة الموارد المائيه بالطاقه الكهربائيه وبانواع اخرى من الوقود ومدى توفرها فاذا لم يتم التحرك بصوره مسرعه لايجاد اجراءات حقيقيه على ارض الواقع فمن المؤكد ستنشأ كوارث بيئيه وانسانيه على كل الاصعده الحياتيه حيث انه اليوم توقفت اغلب المحطات الكهربائيه المقامه على السدود والسدات بسبب قلة الخزين المائي اليوم وهذا سيؤدي الى اضرار كبيره وما حالة محافظة البصره اليوم الا دليل على مانقول
----ان الحكومات ومنذ عقود لم تراعي بادارتها للموارد المائيه مستقبل الاجيال القادمه بجميع خططها التنمويه حيث صرفت اغلب المبالغ والواردات الماليه من تصدير النفط على مشاريع تنمويه بعظها ليست ذات جدوى او مشاريع لم توفر لها الادارات الناجحه والمهنيه والمختصه ومبالغ التشغيل والصيانه لادامتها فاصبح الكثير من هذه المشاريع ليست ذات جدوى اقتصاديه وبذلك اهدر المال العام
----ان وجود المعوقات السياسيه هو من اهم الاسباب التي تؤدي لسوء ادارة الموارد المائيه المتكامله سواء كانت بالداخل او مع الخارج فادارة الموارد المائيه المتكامله تتطلب التعاون لادارة هذا القطاع المهم حتى انه قد تكون الاداره مشتركه مع الدول الاخرى وان اهم مايحتاجه الاداره المتكامله هو اولا الفصل بين النزاعات السياسيه التي تسود بين الدول المتشاركه بالموارد المائيه مع العمل على انشاء قواعد بيانات ومعلومات مشتركه ودراسات لغرض تحديد حصص الدول من المياه المشتركه مع انشاء اليه لاعداد خطه متكامله لاداره مشتركه لمصادر المياه
خامسا:-مقترحات الحلول
كل هذه التحديات التي يعاني منها العراق بمجال المياه تتطلب وضع منهاج اداره متكامله للموارد المائيه وادارتها لذلك نرى
***ان الاداره المركزيه هي التي يجب ان تتحكم بادارة المياه في الاعمده الرئيسيه ولاتنفع مطلقا الاداره اللامركزيه في ادارة الموارد المائيه لان المياه مورد يمس حياة كل الكائنات الحيه ويجب ان لايخضع لظروف اللامركزيه الا بالاعمده الفرعيه
***ان ادارة شبكات ومشاريع المياه في الاعمده الرئيسيه اي القنوات من الدرجه الاولى (المغذيه ,الرئيسيه والثانويه بدرجه اقل خاصة ذات التصاريف العاليه وكل البحيرات الطبيعيه والصناعيه والمصادر السطحيه والجوفيه تكون مركزيه وماعدا ذلك ممكن اصدار قوانين لغرض ادارتها بطريقه لامركزيه وان تكون تحت ادارة المستفيدين وجمعيات مستخدمي المياه مع مراعاة الظروف الاجتماعيه للمستفيدين
***ان الاداره الناجحه للموارد المائيه تتطلب اداره متكامله للموارد المائيه بكل مصادرها من امطار وموارد سطحيه وجوفيه ومياه صرف متنوع وبحيرات طبيعيه وصناعيه وذلك لوضع موازنه فعاله في خدمة المواطن والحفاظ على موارد المياه
***ان ادارة المياه هي بالاصل اغلبها قضايا فنيه واجب حسمها وادارتها من قبل الفنيين حصرا ولاعلاقه للسياسه بها مهما كانت ظروف البلد
***ان حياة الانسان تعتمد بصوره كبيره على الارض والماء فهما مصدر غذائه وخاصة في المناطق الجافه التي تعاني اصلا من شحة هذين الموردين لذلك سعت اغلب الحكومات في العالم الى تحمل مسئولية المحافظه على هذين الموردين والتحكم بهما وتتولى ادارتهما بنفسها
***ان السياسات المائيه التي قامت بها السلطات المائيه بعد 2003 والتي فيها قد استعملت كميات هائله من المياه و تركت مسألة انجاز مشاريع الخزن والتي اعدت تصاميمها منذ اربعينات القرن الماضي ادى ذلك لاستغلال دول المنابع والمتشاركه معنا بالموارد المائيه لغرض بناء خزانات عملاقه للتحكم بواردات العراق المائيه كما ونوعا
***العراق يحتاج وبسرعه للتحول لنظام الري الحديث ليس على مستوى حقول ومزارع الفلاحيين بل بتنفيذ شبكات الري والمياه الرئيسيه وفروعها وبمجالات استهلاكات المياه الاخرى وضرورة استخدام منظومات الري المتطوره حيث ان الري بالتنقيط تعتبر من اكفأ الطرق وهي فعاله جدا في الحد من الهدر المائي وممكن استخدامها بكل انواع الترب وخاصة بزراعة الخضر والبساتيين
***من اهم الحلول الفعاله لتجاوز الكثير من مشاكل العراق المائيه هو استخدام اسلوب التجهيز بالواسطه حصرا وفي كل مجالات الاستخدام ورغم اعتراض البعض على ذلك بحجة ارتفاع كلفة الوقود والطاقه لذلك ولكن علينا ان نعلم ان العالم اليوم طور بصوره كبيره الكثير من البدائل حيث نرى ان الكثير من المضخات تعمل باستخدام الطاقات النظيفه (الكهربائيه والشمسيهاو طاقة الرياح) وهذه بصراحه ممكن استخدامها بالعراق وخاصة الشمسيه والرياح
***ان الاستخدام الاكبر للمياه بالعراق هو لاغراض الري وان استخدام الري بالواسطه سيؤدي لترشيد المياه كما انه يجب توزيع المياه بالاعمده الثانويه والفرعيه بواسطة الاناييب المغلقه والابتعاد كليا عن الري السيحي الا للضروره القصوى لان الري السيحي له اضرار كبيره اضافة لهدر المياه فهو يؤدي الى الحاجه لشبكات مبازل ومبالغ عاليه للتشغيل والصيانه اضافة الى مبالغ الانشاءات وخساره كبيره بالاراضي
***ان استخدام الري الحديث وبالواسطه سيؤدي لامكانية زراعة اراضي مرتفعه ومثل هذه الاراضي لاتحتاج لشبكات مبازل بالاضافه الى ان الري بالضخ سيؤدي لعدم هدر المياه بسبب كون الفلاح سيتحمل مصاريف اضافيه ان استخدم مياه اكثر من حاجته الفعليه وهذا بدوره سيشجع الفلاح على استخدام امثل للمياه لذلك نرى استخدام الري بالواسطه هو الفعال بالتعامل مع المستوى الثقافي والعلمي الذي يحمله فلاحنا الذي لازال يعاني من التأخر في مجال ادارة موارد المياه بمزرعته
***لقد كان في الماضي القريب كثير من مياه الرافدين تذهب سدى الى الخليج العربي عن طريق شط العرب ولازال هنالك كميات تذهب للخليج رغم حاجة العراق لكل قطرة ماء اليوم واصبح لشط العرب مجال كبير بهدر المياه رغم كل المناشدات بالحد من هذا الهدر ,لذا فان الكثير من المختصين يطالبون ببناء سده او ناظم على ملتقى نهري دجله والفرات افضل بكثير من هدر هذه الكميات من المياه مع ايجاد طريقه ومعالجه فنيه للحد من تاثيرات دخول مياه الخليج المالحه الى شط العرب بظاهرة المد والجزر
***ان زيادة الطلب على المياه يتطلب اعداد موازنه مائيه فعاله وحديثه ومن اهم مستلزمات هذه الموازنه هو التنسيق مع دول الجوار في المنابع لمعرفة كميات المياه الداخله للعراق ونوعياتها مع دراسه وافيه لكل متطلبات مشاريع المياه ولكافة الاستخدامات والتي قد لايكون من السهوله توفرها مستقبلا الا اذا تم زيادة كفاءة الاستخدامات ولكافة المجالات
***ادخال انواع جديده من الموارد المائيه الخاصه التي لم تستخدم بالعراق لحد الان فاستعمال مياه الصرف( بكافة انواعه الصحي والزراعي والصناعي) المعالجه في سقي الحدائق المنزليه والعامه والغطاء الخضري المحيط بالمدن لمواجهة العواصف الترابيه فسيساهم ذلك بسد جزء من العجز بالمياه اليوم
***ان تطوير الزراعه الاروائيه بالعراق تعتبر هدف استراتيجي كبير حيث لازالت الزراعه هي من مصادر التنميه الكبرى والكثير من سكان العراق يمتهنون الزراعه
***ان تشكيل مجلس مياه اتحادي اعلى يختص بالموارد المائيه اصبح له ضروره قصوى اليوم بشرط تشكيله من الاكاديميين والمختصيين واصحاب الخبرات الميدانيه والعمليه وان يبعد كليا عن السياسه ويكون له الدور الاوحد بوضع الاستراتيجيات والبحوث العلميه والدراسات للتنفيذ وهو الذي يضع الخطط ويعد القوانين لتشريعها ويمثل الحكومه في جميع المؤتمرات الدوليه وهو المسؤول عن المباحثات مع الدول المتشاركه بشان المياه لعقد الاتفاقات معها
***يجب السيطره على الموارد المائيه والحد من الاستغلال المفرط لها وزيادة كفاءة مشاريع استخدام المياه وترشيد المياه
***زيادة رسوم استهلاك المياه مع دعم الطبقه الفقيره من المجتمع مع وضع قوانين وتشريعات لجعل المستفيدين من تقديم الخدمات يقومون بسداد تكاليف تقديم الخدمات الخاصه بالمياه لهم وحتى الذين يستخدمون المجاري المائيه وكل الموارد المائيه بكافة اشكالها يجب دفعهم لرسوم لغرض توفير المال لصيانة كل مشاريع المياه
***ادخال القطاع الخاص بقوه في مجال تنمية وتوزيع الموارد المائيه ومعالجة مياه الصرف
***زيادة الموارد الماليه لمؤسسات المياه بما يمكن من تطوير وادامة البنى التحتيه الاساسيه بالمشاريع عن طريق اصدار قوانين تجعل تقديم اي خدمه لها علاقه بالمياه عليها رسوم
***حماية البيئه بصوره فعاله وجاده بالتعامل مع المياه
***اصلاحات سياسيه تدفع المزارع بقوه للتحول لزراعة محاصيل مهمه تحقق قيمه اقتصاديه اعلى مقارنة بقيمة الوحده المائيه اي اعطاء اولويه لمحاصيل تنتج كميات كبيره باستخدام وحدات مياه قليله
***تطبيق استراتيجيه جديده خاصه باستخدامات المياه الجوفيه عن طريق اصدار تشريعات تنظم استخدامها واعتبار الدوله هي المالك الوحيد للمياه الجوفيه وحتى ان كانت الارض ملك خاص لان ملكية المياه الجوفيه ملكيه عامه ولايعني ملكية الارض ملكية المياه الجوفيه فيها لذا من الضروري ان تكون ادارة المياه الجوفيه بيد الدوله
***ادارة الموارد المشتركه مع دول الجوار يتطلب وجود تعاون بين الاطراف المعنيه ووجود هياكل تنظيميه ومؤسسات وقوانيين تساعد بادامة وحل المشاكل قبل استفحالها
***استخدام تقنيات حديثه لحماية موارد المياه والمحافظه على نوعياتها ومصادرها وحماية البيئه ونوعية المياه والتقليل من الهدر بجميع الانشطه وحماية الموارد من التلوث
***استخدام وسائل حديثه بادارة الموارد وادارة الطلب عليها ورصد وتقويم مصادر الموارد المائيه واستخداماتها وتثبيت قاعدة بيانات دقيقه وباستخدام تقنيات حديثه
الهوامش
1-الموازنه المائيه-فؤاد قاسم-مصدر سابق-ص240
2-المصدر السابق-ص234
3-المصدر السابق-ص235
4-في طريق العطش-د.شاكر المخزومي –دار ورد الاردنيه –ط1-2011-ص61
5-جريدة الاتحادالعراقيه –العدد-2235 في 8|10|2009
6-ازمة حوضي دجله والفرات-صاحب الربيعي – دار الحصاد –سوريه -1999-ص60
7-المصدر السابق-ص126
8-الموازنه المائيه-فؤاد قاسم-مصدر سابق-ص221
9-المصدر السابق-ص226
10-المصدر السابق-ص229
11-في طريق العطش-مصدر سابق-ص8 بتصرف
12-المصدر السابق-ص82 بتصرف
13-المصدر السابق-ص82
14- احمد الراوي-مشكلات المياه بالعراق في ظل السياسه المائيه التركيه وتأثيراتها في الامن الغذائي-اطروحة دكتوراه- كلية الاداره والاقتصاد-جامعة بغداد-1999-ص 114
15- منذر خدام-الامن المائي العربي-الواقع والتحديات-مركز دراسات الوحده العربيه-بيروت-2001ص196
16- خدام- المصدر السابق ص 196
17- نفس المصدر السابق ص196
18- المصدر-احمد عمر الراوي-مشكلات المياه بالعراق- اطروحة دكتوراه- ص133
19- المركز العربي لدراسات المناطق الجافه والاراضي القاحله-الموارد المائيه واستخداماتها في الوطن العربي-مصدر سابق- ص 78و88و91و92 بتصرف
23-في طريق العطش –مصدر سابق
24-جريدة الاتحاد العراقيه –مصدر سابق
25-المصدر السابق
26-محمود الاشرم –اقتصاديات المياه في الوطن العربي والعالم –مركز دراسات الوحده العربيه –بيروت 2001-ص172
27-في طريق العطش –مصدر سابق –ص14
28-المصدر السابق –ص14
29-ازمة حوي دجله والفرات –مصدر سابق –ص186
30-المصدر السابق –ص182
31-المصدر السابق –ص183
32-المصدر السابق –ص182
33-المصدر السابق –ص182
34- فؤاد قاسم الامير –مصدر سابق –ص203
35-الموارد المائيه واستخداماتها في الوطن العربي –مصدر سابق –ص41
36-المصدر السابق –الصفحات -88,91,92


المهندس
عبد الكريم حسن سلومي
6|9|2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس :-هل يمكنك العيش دون ماء ولا كهرباء؟-.. المزارعات الكاد


.. غارات إسرائيلية على الضاحية تشعل سماء بيروت بألسنة اللهب




.. مدير مستشفى رياق في البقاع بلبنان يناشد فرنسا لمساعدة المنكو


.. بعد عام من الحرب.. هل من خطة لإعادة إعمار قطاع غزة؟ وما هي ا




.. الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين اثنين في اشتباكات على الحد