الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احلام الثورة

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2019 / 1 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


رفعت ثورة 25 يناير 2011 شعار انساني بسيط يبدو منطقيا ومشروعا لكل ذي عقل "عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية" إلا أن هذه الأحلام المشروعة تم مواجهتها بالعنف المفرط والقمع والتنكيل والترهيب وأصبح البون بيننا وبين هذه الأحلام البسيطة المشروعة شاسعا ليبدو الوصول اليها مستحيلا في ظل الأوضاع القائمة.
وتم تصنيف مصر ضمن الدول "الغير حرة" على مؤشر منظمة فريدوم هاوس، وصارت من أعلى الدول في سجن الصحفيين ومراقبة الانترنت وحجب المواقع واغلاق الصحف حتى لا يسمع فيها غير صوت النظام وتحديدا رأس هذا النظام والذي لولا الثورة ما وصل الى هذه المكانة أبدا!
أما عن العيش .. فمن أين يأتي العيش والحكومة ترفع من وتيرة بيع وتبديد أملاك الشعب من مصانع ومؤسسات وبنوك وغيرها وتلقي بالعاملين في الشوارع ليبحث كل منهم عن رزقه باي وسيلة، وعلى الجانب الأخر تضيق على المواطنين سبل العيش الكريم وترفع من أعداد العاطلين عن العمل أو العاملين في مهن موسمية وغير ثابتة، وهي المسؤول الأول عن انهيار قطاع السياحة وهي تحارب الصيد وتضيق على المزارعين وعلى الانتاج الحيواني حتى اصبحت البلاد مشنوقة من رقبتها لا تستطيع حراكا ولا هي حية ولا هي ميتة.
وتسبب ضيق العيش في دفع المئات من أبناء هذا الشعب لانهاء حياتهم أو ارتكاب جرائم لم يحدث أن سمعنا بمثيلها في البشاعة والشناعة قبل أن يتحكم في البلاد والعباد هذا النظام.
أما العدالة الاجتماعية فحدث عنها ولا حرج، فلم يكن الفرق بين الأغنياء والفقراء في يوم من الأيام بهذا الاتساع وكأننا نعيش في كوكبين مختلفين لا بلدين مختلفين في بلد واحد كوكب يقطنه نسبة الـ1% المحظوظون وكوكب اخر جمع الـ99% الذين كتب عليهم القهر والفقر والذل.
وعلى هؤلاء الـ99% أن يشاهدوا بأعينهم في كل يوم البذخ والسفه الحكومي في الانفاق على مشروعات بلا جدوى ولا تعنيهم من قريب أو بعيد وفي المقابل امتصاص ما بقي في عروقهم من دماء عن طريق رفع الدعم وزيادة الأسعار والرسوم والضرائب حتى تساوى الجميع في البؤس.
ومن المثير للسخرية أن يقول رأس النظام بدون الشعور بأي حرج "ان العدالة الاجتماعية مطلب براق ولكنه يهدم الدولة"!
أي دولة هذه التي يمكن أن تقام على الظلم واهدار الحقوق وغياب المساواة وتكافؤ الفرص، لتصبح حياتك ووجودك وفرص عملك معتمدة على رضا الأجهزة الأمنية عنك!
إن ذكرى الثورة تأتي هذا العام لتنكأ الجرح وتثير الحسرة من جديد على أحلام راقية جميلة تم قتلها مع سبق الاصرار والترصد بيد الفساد والظلم والتجبر ليخيم الظلام والحزن على مدينتنا وتكف العصافير عن التغريد والطيران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف فو


.. فريق تطوعي يذكر بأسماء الأطفال الذين استشهدوا في حرب غزة




.. المرصد الأورومتوسطي يُحذّر من اتساع رقعة الأمراض المعدية في


.. رغم إغلاق بوابات جامعة كولومبيا بالأقفال.. لليوم السابع على




.. أخبار الصباح | مجلس الشيوخ الأميركي يقر إرسال مساعدات لإسرائ