الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجموع كل المساويء

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2019 / 1 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


ما فتيء الرئيس يذكرنا في كل مناسبة بأنه يرانا أقل في الأدمية من المواطنين الأوروبيين وأن الانسان المصري لا يجب أن يتمتع بالحرية أو الحقوق التي يتمتع بها المواطن الأوروبي وإن كان عليه أن يتحمل الضرائب والغلاء والرسوم التي تفرض عليه في كل نفس يتنفسه وكل خطوة يخطوها أسوة بالأوروبيين.
أي أنه عند الحديث عن الحد الأدنى للأجور أو حرية التعبير أو المساواة والشفافية والمحاسبة فنحن شعب له طبيعة خاصة ويجب أن يعامل بالحديد والنار ويتحمل الفقر والغلاء وقلة الفرص، أما عند الحديث عن الضرائب والرسوم ورفع الدعم فعلينا النظر الى ما يضطر المواطن الأوروبي لدفعه لقاء الحصول على لتر من البنزين أو غيره من السلع والخدمات.
وعلى الجانب الأخر لا يجب أن نبحث أن اكتفاء ذاتي أو أن نسأل لماذا بعد كل هذا القمع والتضييق والقهر لا نملك السلاح النووي كما هو الحال في كوريا الشمالية التي أصبحت وحدها تلي ترتيب بلادنا في حرية التعبير.
كما أنه علينا أن ننظر الى افغانستان والصومال إذا أردنا الحديث عن جودة المعيشة أو الأمن والأمان حيث أن مقارنة مصر بالعراق لم تعد مجدية بعد أن سبقتنا العراق رغم كل ما مرت به من معاناة لعقود وعقود في كافة المجالات تقريبا ونحن لم نخوض حربا ولم نتعرض لكارثة طبيعية اللهم الا كارثة حكم العسكر التي تفوق كافة الكوارث الطبيعية والغير طبيعية على حد سواء.
وعلى الرئيس أيضا أن يؤكد في كل مناسبة على انه موجود بطلب من الشعب "الفقير جدا" وحتى لو احتل وسم #ارحل_ياسيسي مؤشرات تويتر فور نطقه بالعبارة للتأكيد على أن الشعب لا يود ذلك ولكنه لا يجرؤ على الاحتجاج في الشارع لأن حق الاحتجاج السلمي من مسيرات واعتصامات ووقفات تم مصادرته في عصر السيسي ولا يسمح به تحت أي ظرف وفي أي حالة ولو لم تكن سياسية.
وكذلك حق تنظيم التجمعات الحزبية والاحتفالات والندوات فكل شئ يجب أن يتم بأمر من الأجهزة الأمنية وتحت اشراف الأجهزة الأمنية في عصر السيسي وحتى الموافقة الأمنية لا تعني أبدا أنك ستكون أمنا في حالة مشاركتك في أية فاعليات من هذا النوع.
أما السؤال الأكثر الحاحا ومنطقية والذي يجب أن يفكر فيه أي شخص يستمع الى حديث الرئيس عن فقر الموارد وقلة حيلته وعدم قدرته على ايجاد أية حلول لكافة المشاكل العالقة من انهيار في التعليم والرعاية الصحية والخدمات وقلة فرص العمل فهو "إذا لم يكن لديك حلول فلماذا لا تترك منصبك لمن يمكنه ايجاد حلول حقيقية لهذه المشاكل؟ "
لماذا ألقي بكل من قدم نفسه للمنافسة على منصب الرئيس في السجن وتم التنكيل بكل ناقد وكل معترض وحتى كل موهوب وكل صاحب رؤية أو فكر أو شعبية؟
لماذا يتم تفريغ الساحة بشكل كامل من أصحاب الرؤى والرأي وتغلق كل مصادر المعلومات ويتم التضييق على كل من يريد العمل أو تحريك المياه الأسنة؟
لماذا تسعى للبقاء مدى الحياة على رأس بلد لا تستطيع أن تقدم له أي حلول، بلد فقير يسكنه شعب "ذات طبيعة خاصة" تجعله أقل من البشر ولا يجب أن ينال حقوق البشر من وجهة نظرك!
لماذا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم