الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بشير مسلم: الغرق في تفاصيل العمل الفنّي متعة بحدّ ذاتها

إدريس سالم

2019 / 1 / 31
مقابلات و حوارات


حاوره: إدريس سالم

بشير مسلم، مواليد مدينة كوباني عام 1983م، درس حتى المرحلة الابتدائية، ولم يكمل تعليمه، لعدم تسجيله في المدارس الإعدادية، إذ كان مكتوم القيد لعام 1998م، يعمل في الوقت الحالي في مجال التصميم ورسومات الأطفال لمدرسة خاصة، لا يحبّذ عالم السياسة، ولم ينتمِ لأيّ حزب سياسي، متزوّج، ولديه ثلاثة أطفال، مقيم الآن في إقليم كوردستان، في العاصمة هولير.

رسم أولى لوحاته التي كانت لها طابع خاصّ في مسيرته، والتي كانت عبارة عن بورتريه لفتاة أحبّها أيام المراهقة، كتعبير لها عن ذلك الحبّ، فيما بعد قام برسم لوحات تشكيلية، مع بداية الأوضاع في سوريا، كان موضوع أو فكرة أول لوحة رسمها عبارة عن جنين في رحم الأم، غير واضحة المعالم.

فنّان يطمح إلى الكثير في عالم الفنّ، ابتدأ الرسم في ظروف خارجة عن إرادته، لكن الحياة والعمل صرفاه عن متابعة مشواره بشكل خاص وأكاديمي، حياته الحقيقية هي في مزج الألوان وتحويلها إلى لوحة تحمل حلماً أو تحكي حكاية، وللحديث أكثر أجرت صحيفة "كوردستان" حواراً خاصاً معه، لتسليط الضوء عن حياته وأعماله ونشاطاته.




إلى نصّ الحوار:


• ما الأدوات التي يستخدمها بشير مسلم؟ وما هي الصعوبات التي تواجهه كفنّان؟
اعتمدت في كثير من الأحيان على الفحم، لضيق المكان الذي نسكن فيه، باعتبار أن أقلام الفحم ليست كالألوان الزيتية أو الأكرليك، تحتاج إلى استوديو أو مرسم خاص، وهذا ما يحتاجه أيّ فنّان، لتفريغ تلك الشحنات المتراكمة والغوص في عالم الفنّ التشكيلي.


• اللوحة عادة تستغرق مدة زمنية معيّنة. ما المدة الزمنية التي تستغرقها لرسم لوحاتك؟
حسب العمل، إذ يختلف الوقت من عمل إلى آخر، هناك أعمال بورتريه ذات تفاصيل تستغرق أكثر من عشرين ساعة، أما الأعمال التجارية كرسم الوجوه في الشارع كانت تستغرق ساعة واحدة تقريباً.


• بعض الأشخاص يتأثّرون بأشخاص آخرين. أيّ الأشخاص كان لهم التأثير في اتجاهك للرسم؟
بعد خروج من المدرسة توجّهت إلى العمل في منشآت البناء، لكوني يتيم الأب، وذلك حتى أساعد أمي في كسب لقمة العيش الكريم، أول مَن اكتشف موهبتي كان جاري في محافظة الرقة الصديق محمد بوزان، عن طريقه تعرفت على الفنان التشكيلي علي شيخو، هو مَن كان قد أدخلني إلى الوسط الفني في الرقة.


• خلال متابعتي لمجمل أعمالك لاحظت أن الرجل يشغل مساحة كبيرة في لوحاتك.
ما هدفك منها؟
هي حالة معينة يمرّ بها الفنان للتعبير عن ظروف وقعت، أغلب لوحاتي الأخيرة كانت عن الهجرة وتشرد الأطفال والخوف، كأيّ فنّان تشكيلي ملزم بسرد تلك الأحداث التي شهدها البلاد.


• أيّ مدرسة فنية تنتمي لها؟
أنتمي إلى المدرسة الواقعية، وقد تكون هناك أعمال تعبيرية في المرحلة القادمة.


• ما الشخصيات الفنية والأدبية التي رسمتها، سواء السورية أو الكوردية؟
رسمت الكثير من الشخصيات الفنية والأدبية، حيث كان مشروع أول معرض فردي لي في اتحاد الكتاب العرب في مدينة الرقة، بعنوان "الأربعون الأوائل"، كانت الفكرة من كتاب "الخالدون المائة" للكاتب الفيزيائي الأمريكي مايكل هارت.
وهنا أذكر شخصيات رسمتها:
"نزار قباني – محمود درويش – محمد الماغوط – أدونيس – حنا مينه – وليد إخلاصي – محمد مهدي الجواهري – عبد الله الوهاب البياتي – محمود عباس العقاد – أحمد شوقي – جبران خليل جبران – وديع الصافي – فيروز – أسمهان – محمد عبد الوهاب – فريد الأطرش – مارسيل خليفة – ميخائيل نعيمة – إدوارد سعيد – سليم بركات – الفنان التشكيلي مالفا (عمر حمدي) – لؤي كيالي – نصير شورى – مصطفى الحلاج..".


• من أين تستوحي الفكرة في لوحاتك؟ وما الذي يؤثر فيك؟
أستوحي الفكرة في لوحاتي من البيئة التي أعيش فيها، وما يؤثّر فيّ كإنسان وفنّان هو بقايا تلك الهجرة المؤلمة.


• أهم الفنانين الكورد الذين تأثرت بهم؟
من الفنانين التشكيليين الكورد كان الفنان التشكيلي عمر حمدي, ومالفا, وعناية عطار.. وهناك أسماء كثيرة جدّاً، فكل فنّان لديه أسلوب مميّز خاصّ به، ويستحق المتابعة.


• بعد أن منعتك الظروف في إكمال حياتك التعليمية. هل تتمنّى الدراسة الأكاديمية المتخصّصة بشأن الفنّ؟
طبعاً هو طموح أيّ فنّان أن يدرس بشكل أكاديمي، والغوص في عالم الرسم والفنّ التشكيلي.

• ما رأيك بالواقع الفني الكوردي اليوم، وسط ظروف الحرب واللجوء؟
هناك نشاطات عديدة وجيدة في أوروبا، وتستحق الاحترام والكتابة عنها، لكن هنا في مدينة هولير وبالرغم من النشاطات الفنية لفناني إقليم كوردستان لم ألتقِ أيّ دعوة للمشاركة في تلك المعارض الفنية.
• وإلى أيّ مدى يرفع الفنّ من شأن الفكر المجتمعي؟
الفنّ هو لغة التواصل بين مجتمعات العالم، والمعارض الجماعية هو احتكاك بين الفنّانين من مدارس مختلفة، وإكتساب مهارات أكثر.


• التواصل مع العالم الخارجي (الفنّ). هل حققت منه شيئاً؟
لم أحقق أيّ شيء يذكر حتى الآن.
• لماذا؟
هناك نشاطات فنية كثيرة تقام في الخارج، كما تلقيت دعوات للمشاركة في عدة معارض، لكن لعدم وجود جواز السفر ولظروف مادية لم أتمكن من المشاركة والتفاعل فيها.


• لاحظت أنك تغوص كثيراً في التفاصيل. إلى أيّ مدى تتعبُك الغرق في تفاصيل اللوحة فنياً وجسدياً؟
الغرق في تفاصيل العمل الفنّي هي متعة بحدّ ذاتها.
• وكيف تكون هذه المتعة؟
عندما أقدّم عمل فنّي كلما أغوص في تلك التفاصيل وأعمّق فيها أكتسب متعة في سرد تلك الشخصيات، وكما هي تفريغ لتلك التراكمات.


• ما الأعمال والنشاطات الفنية التي قدّمتها، أو التي شاركت فيها؟
لي العديد من المشاركات في المعارض الجماعية، أول مشاركاتي كانت عام 1995م في متحف طه الطه المقام بشكل سنوي إلى عام 2009م كانت مشاركاتي في أغلبها، وأيضاً معرض تأبين الدكتور عبد السلام العجيلي في المركز الثقافي، ومعرض الأجيال في اتحاد الفنّانين التشكيليين في الرقة، ومعرض تأبين الفنّان التشكيلي موسى الحماد في بيت جبري بمدينة دمشق، ومعرض فردي في اتحاد كتّاب العرب في الرقة عام 2010م، ومعرض فردي آخر في المركز الثقافي بالرقة، إضافة إلى معرض جماعي في اليوم العالمي للاجئين في هولير..، وعدة مشاركات مع نقابة فنّاني "روج آفا" كوردستان، وآخر مشاركة لي كانت عن عفرين.


• لوحة رسمتها وكان لها أثرها في حياة بشير؟
كل لوحة لها أثر في حياتي، ولكن لوحة الطفل الكوردي "آلان"، الذي غرق على أحد الشواطئ التركية كان لها الأثر الأكبر في حياتي.


• للنقد كلمته في كل عمل. كيف تتعامل مع النقد، وإلى أيّ مدى تشعر أن النقد مهمّ في حياتك الفنية؟
أسمع النقد بكل رحابة صدر وصبر، ولكن حسب النقد والشخص الذي ينتقد العمل.
البعض يقدم النقد البنّاء، على سبيل المثال يقدم الفنّان التشكيلي فواز عويد خليل قراءة فنية لأحد لوحاتي التشكيلية، وعلى ضرورة الاستمرار في هذا النمط من الأعمال التشكيلية، من جهة أخرى يقدم البعض النقد السلبي، بحيث يكون الهدف منه زعزعة الثقة بالنفس، وهو نقد بعيد كل البعد عن النقد الفني.


• هل لك طقوس خاصة عندما تكون في طور رسم لوحاتك؟
لا يوجد عندي طقوس معينة، لكن لا بأس من سماع الموسيقى، إضافة إلى أنني أفضّل الرسم في الليل.


• ما رسالتك للجهات الحكومية الرسمية في سبيل بناء معاهد أكاديمية كوردية خاصة بالرسم والنحت على الحجر والخشب والفنّ التشكيلي؟
من المهم جدّاً أن يكون هناك مراكز تدريب المواهب الشبابية، خاصة في هذا الوقت.


• كلمة أخيرة..
لكلّ إنسان طموحه ومشاريعه المستقبلية. طموحاتك بشان الرسم؟
أن يصل أعمالية الفنية للعالم أجمع، وألا يكون مختصراً على العالم الكوردي أو المحيط الإقليمي، وأن أمثّل مدينتي في المحافل والمعارض العالمية، وأن يكون هناك جهة تدعم الفنّ بشكل خاص، وأن يكون لي مرسمي الخاص في هذا المهجر القاسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سقوط قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على سيارتين في منطقة الشها


.. نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: الوضع بغزة صعب للغاية




.. وصول وفد أردني إلى غزة


.. قراءة عسكرية.. رشقات صاروخية من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف




.. لصحتك.. أعط ظهرك وامش للخلف!