الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة الأدبية الجديدة

كريم عرفان

2019 / 2 / 9
الادب والفن


حركة التصحيح والتجديد والابتكار في الأدب العربي
لجنة الذرائعية

كان العرب قبل مجىء الذرائعية مشتتين يحيون في تيه أدبى ونقدى يعانون التشرذم فلا يجمعهم تنظير أو يلملم شتاتهم بناء علمى مقام على قواعد راسخة ..فانقسموا ما بين :-
- من ينقد الأعمال الأدبية والإبداعات العربية بفطرته وسليقته النقدية نقدا انطباعيا انشائيا دون تنظير مسبق يستند إليه ؛أو قواعد علمية يعتمد عليها .
- أو من ارتضى النظريات الغربية الوافدة علينا حكما على الإبداعات والنصوص العربية ؛ فهو عيال عليها لا يلتفت عنها رغم أنها لا تقيم وزنا للسان العربى ولا تتفاعل مع خصوصية اللغة العربية أو تدرك ما يتمتع به مجتمعنا العربى من عراقة وتاريخ وحضارة تميزه عن باقى المجتمعات الإنسانية ..

ذلك الوضع الصعب يذكرنا بالوضع الذى كان عليه الناس قبل أرسطو وصنيعه والخليل بن أحمد وابتكاره ؛ فيقول الإمام فخر الدين الرازى :-

" ..ذلك لأن الناس كانوا قبل أرستطاليس يستدلون ويعترضون بمجرد طبائعهم السليمة فلما رأى أرستطاليس ذلك استخرج علم المنطق ووضع للناس قانونا كليا يرجع إليه في معرفة الحدود والبراهين ..

وكذلك الشعراء كانوا قبل الخليل بن أحمد ينظمون أشعارا ؛ وكان اعتمادهم على مجرد الطبع ؛ فاستخرج الخليل بن أحمد علم العروض فكان بذلك قانونا كليا في مصالح الشعر ومفاسده "
وذلك مايشابه حال العرب قبل "مجىء الذرائعية " ..فالنقد انطباعى وانشائى ليس له المرجع العربى الذى يعود إليه ؛ والنظريات الغربية تحتكر العقول والأفهام والأفئدة ..فجاءت الذرائعية لتمنح العرب القانون والمعيار النقدى الذى يقيمون به أدبهم وابداعاتهم ..فهى نقلة معرفية نوعية لم يعرف العرب لها مثيلا من قبل .

وجاءت ثورتها الجديدة معلنة مضى العهد البائد وقدوم عهد جديد يحمل رفعة اللغة العربية والنصوص الأدبية التي كتبت بلسانها الفذ ؛ ويحمى العقول أن تضل والأفهام أن تزيغ ..فصنعت عدة أسوار لتحمى به الأدب والنقد العربى وتدافع عن ذهنية المتلقى العربى وتكفل للمبدع العربى الحق أن يبدع ويتم تقييمه وفقا للغته العربية

فجاء السور الأول الذى يتمثل في هتاف الذرائعية الدائم بخصوصية اللغة العربية وأن النص الذى كتب بلغتها لابد وأن يقيمه ناقد يستقى قواعده من لسانها ويعمل وفقا لأساليبها وآلياتها ..فالمفردة العربية الواحدة تحوى كوامن ومعانى بحاجة إلى من يفجرها لا من يتجاهلها وينصرف تلقاء نظريات أخرى تخالف لسانه ولغته .

وجاء السور الثانى الذى ينادى بأخلاقية الإبداع فحمت بذلك الثوابت والقيم المجتمعية التي تقوم عليها مجتمعاتنا العربية وقد تماشت في ذلك مع العاطفة العربية التي لا تتقبل الإنحلال الخلقى أو التهتك أو العبث بالثوابت التي تحترمها الحضارة العربية .

وجاء السور الثالث الذى يقوم بالتحليل الذرائعى الذى ينافى تفكيك دريدا اللانهائى الذى يفتك بالنص الذى يتناوله و لم يجد التعامل مع عروبة النص وبهذا فهى عصمت ذهن المتلقى العربى من الوقوع في براثن العدمية والفوضى .

وسور رابع وخامس ..أسوار كثيرة وضعتها الذرائعية لتحمى بها الأدب والنقد العربى ..لذلك وجب على كل من ارتضى الإبداع والكتابة بالعربية واتخذها لسانا ولغة أن يلتف حول هذه الثورة الجديدة وأن ينصرها ويدعمها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما


.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا




.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة