الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النسوية في الأسرة والسياسة والفكر

فراس عوض
كاتب وباحث سياسي واجتماعي، ماجستير في دراسات الجندر، نقابي وناشط حقوقي

(Feras Awd)

2019 / 2 / 24
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



الأصل بالفلسفة النسوية المساواة بين الجنسين، نصف تلك المساواة هي على المستوى الخاص، أي الأسرة والعلاقة الانسانية، باقتسام الولاية والقوامة و الوصاية وما يرتبط بذلك من اقتسام العمل وكافة الادوار الانجابية(الرعائية) والانتاجية، لكن، عندما يتحدث الرجل النسوي عن اقتسام المهر والنفقة والمساواة بكافة تكاليف الزواج من منظور مساواتي او غيره.. الخ ، تشمئز معظم النسويات حينها، ويستحضرن الذهنية المحافظة، حتى الغير محافظات منهن!! واذا كان موضوعا للنقاش فانهن يجاملن حينها فقط لا غير، وعند الفعل يحدث العكس! و عندما يريد ذلك الرجل الزواج ب فلانة نسوية مثلا ، تنقلب حينها فلانة على النسوية وينقلب اهلها النسويين ايضا، يصبح ذلك الرجل بخيل في نظرهم مثلا! في عالمنا، الذهنيات واحدة، وان اختلف الخطاب! فعالمه وجاهله ومثقفه يقتسمون الذهنية ذاتها، تعددت الخطابات والسلوك واحد! ! لا تقول عن فلان او فلانة نسوية الا عندما ترى سلوكه او سلوكها في الحياة الخاصة والعامة، النسوية نهج و طريقة حياة وطريقة تفكير للجنسين وليست أمر يخص المرأة وحدها او الرجل وحده، الثقافة سلوك وليست دروشة وجروشة، والمبادئ لا تتجزء وليس لها مكان او زمان، والتحرر لا يأتي باستمرار التبعية الاقتصادية، سواء للاب او الزوج او الاخ، تحرر العام يبدأ بتحرر الخاص، ولا تحرر للعام دون تحرر الخاص، لا مساواة في العام دون مساواة في الخاص، قيادة الاسرة والانعتاق من التبعية الابوية، هي المقدمة لقيادة المجتمع والدولة، النضال في العام يسبقه نضال في الخاص.
ليس من العدل ان يعامل الرجل النسوي معاملة الرجل الذكوري في كافة مناحي الحياة والعلاقات الانسانية، قاعدة المهر والنفقة تطبق على الذكوري كونه يرى ذلك صحيحا وتطبق على المراة الذكورية التي تتوافق معه بالفكرة بان تسلب ولايتها وقوامتها ووصايتها.. وهم احرار طالما ثقافتهم متشابهة ويفكروا بنفس الطريقة ومتفقين.
تتحدث النسويات والنسويين عن تسليع وتشييء المرأة من خلال المهر و توابعه كمثال للتسليع والتشييئ، و عند الزواج ينقلب النسويات او النسويين الى محافظين و محافظات في ردة نحو اليمين، و اول شي بناقشوه المهر وتوابعه والحقوق المتقابلة وليست المتساوية!! كيف ستتغير الثقافة والقانون لطالما تستمروا بنفس الطريقة التي تفكروا بها ونفس النهج الدائري الذي يعيد انتاج الثقافة الاضطهادية السالبة للحرية والمعيقة للتحرر؟؟!! كيف سيتغير القانون مثلا اذا ما استمرت ذات الثقافة التمييزية؟ لماذا نحن متناقضين قولا وفعلا وتفكيرا؟ ادرك ان هذا الكلام يزعج الكثير بمن فيهم النسويات، وهذا متوقع، ولكن هذا ما يجول يجول في اي ذهن تحرري ولابد من طرحه دون مهادنة ومداراة ومسايرة، فلم تقم النسوية الحقيقية على المسايرة والتواري والتحايل ، بل على المواجهة المباشرة، ولم يقم النضال من اجل الحرية والحقوق على الاختفاء وراء الشعارات والفكر دون تطبيق عملي يبدأ على المستوى الشخصي، نضال من المحيط الضيق في الحيز الخاص الى أبعد نقطة في الحيز العام، ان الثورة في الاسرة والسياسة والحب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #تفاعلكم | -سفراء المحبة- بإيران يعتدون على النساء في الشوار


.. ولادة طفلة من رحم امرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة | بي




.. الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري


.. إعلاميات مداهمة ستيرك وميديا خبر هي لطمس وإسكات صوت الحقيقة




.. دراسة بريطانية: الرجال أكثر صدقا مع النساء الجميلات