الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظاهرات الجزائر ....إنه الطُّوفان الذي لا يُقهر !

الطيب آيت حمودة

2019 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



°°جميع الأخطاء والزّلات التي ارتكبها النظام المتحكم في البلاد منذ الإستقلال مخزونة في الذاكرة الجمعية لأبناء الشعب ، فعندما يطفح الكيل تظهر تلك المظالم المخزونة على شكل ) تمردات وثورات ( ضد ذلك النظام المستبد ، كانت هناك محاولات في 5 أكتوبر 1980 ، وفي 1991 ، وفي جوان 2001 لكنها محاولات لم يكتب لها النجاح ، فهل يستفيد الشعب من نكساته السابقة و يحقق المطمح الذي ناضل من أجله ثوار التحرير ، وسقط جراءه مليون ونصف من الشهداء .
°°شرارة الحراك الشعبي العفوي بدأ بسبب ترشح بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة ، وهو المُقعدُ المريض الذي لا يستطيع القيام بأعباء منصب الرئيس ، وإن أجاد في بعض من زمن حكمه الطويل المملوء بالنكسات ، إلا أن بعض تلك الإجادات لا تجعل منه ملكا وفرعونا و بحكم أبدي زكته الجماعات المستفيدة من بقائه كرئيس ، وما أشبه وضعه بوضع الخليفة الراشدي الثالث الذي رفض التنحي عن الخلافة باغتياله في بيته ، وبمقتله دخل المسلمون دوامة العنف الدموي فيما بينهم راح جراءه ألاف من الصحابة فيما يُعرف بفتنة الخليفة عثمان بن عفان .
°° كثير من زعماء العالم زحزحوا عن الحكم أو تنحوا عن طواعية بعد أن ( طاب جنانهم ) ، فالزعيم البريطاني[ ونستون تشرشل ] صاحب القيادة البطولية في الحرب العالمية الثانية ، أدرك مدى بطئه العقلي والجسدي بعد إصابته بسكتة دماغية واعتزل عن طواعية رئاسة الوزراء عام 1995 ، وقد تنحى (الجنرال ديغول) عن حكم فرنسا طواعية بعد مظاهرات شعبية ضده في 1968 ، ولم يقل بأنه قاد مقاومة بلاده في الحرب العالمية الثانية ، و أنه ترأس حكومةفرنسا الحرة في لندن ، ، وتولى رئاسة الجهورية الفرنسية لعشر سنوات (59/1969) ، ليتنحى بعدها لتنظيم رئاسيات ديمقراطية ، ولا أعتقد بأن بوتفليقة قدم للجزائر ما قدمه الزعيم الجنوب إفريقي ( نلسون مانديلا ) في مقاومته لنظام الأبارتايد ، وقاد شعبه للحرية والمساواة وتولى أول رئاسة لجنوب إفريقيا كأسود في 1994 ، لكنه تنازل في الأخير عن الرئاسة في 1997 لخلفه ونائبه ثابو مبيكي .

°° لا أعتقد بأن الرئيس بوتفليقة له استعداد للاستمرار في منصب الرئيس ، وإنما هو مدفوع من جماعة الظل أمثال (سيدي السعيد ) ، و (أحمد أويحي ) ، و (معاذ بوشوارب )، و (عمار غول ) و ( عمارة بن يونس ) و( بهاء الدين طليبة) ، و (عبد المالك سلال ) .... فهؤلاء ومن على شاكلتهم هم من غرروا ببوتفليقة و أقنعوه بالترشح خوفا من ضياع مناصبهم ومصالحهم ، ولا يستبعد أن يكون ( السعيد بوتفليقة ) هو اللاعب الأساس في كل العملية ، فهؤلاء جميعا سيحاسبهم التاريخ وقد ينالوا جزاءهم في الدنيا قبل الآخرة ، لأنهم كرسوا الرداءة بأبعد صورها وجعلوا من الجزائر متخلفة عن ركب النمو ، متخلفة عن بلدان افريقية عديدة كرواندا واثيوبيا وكوت ديفورا ...

°° قطار المظاهرات السلمية الذي انطلق في 22 فبراير ، سيستمر ، فإرادة الشعب لا يمكن قهرها ، ومنارات النظام هي الإستفزاز العلني للمتظاهرين لايجاد ذرائع استعمال القوة المفرطة ، ولا شك بأن ايقاف نشطاء حركة المواطنة سيألب الشارع أكثر ... ، وسيكون يوم الجمعة القادم 1 مارس مشهودا في دينامكيته ، ونتمنى أن يحافظ المتظاهرون على سلمية الحراك وإظهار مدى خطأ النظام في معالجه الأمر السياسي بالقوة ، وهو ما سيؤثر على الموقفين الداخلي والخارجي ويضعف موقف النظام الذي سيسقط لا محالة أمام إصرار الشعب . ليس على منع ترشح بوتفليقة فقط وإنما يتعداه إلى إسقاط النظام برمته .

°° لو كان بوتفليقة راشدا لأشرف بنفسه على انتقال السلطة للشعب عبر تأسيس مجلس وطني من الكفاءات يتولّى الإشراف بنفسه على فترة انتقالية يتم بموجبها تنظيم انتخابات رئاسية شفافة وديمقراطية بعيدا عن تأثيرات الجيش ، وبذلك ينال الحسنيين ـ إلا أنه أبى واستكبر وسيكُون من الخاسرين بإذنه تعالى ، فكل دمعة تُذرف ، وكل قطرة دم تُنزف ، وكل ملكية تنتهك يتحمل وزرها هو عند رب العرش المكين ، فهو لا يريد إلا أن يكون مثل عبدالله صالح اليمن ، وقذافي ليبيا ، و صدام حسين العراق ، و بشار سوريا ، والأمل كبير في أن يحسم شعبنا الجزائري معركته سريعا بعيدا عن استنساخات الثورات العربية الفاشلة التي لم يأت بالديمقراطية وإنما رسخت مبدأ عبادة الأشخاص والحكم الشمولي، مثلما يحدث حاليا السطو على دستور مصر الذي سيجعل ( السيسي ) يظفر بالرئاسة المصرية لغاية 2032 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات