الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقع المزري لعمال القطاع الهش عمال النضافة نموذجاً

حسام كريم
(Hussam Kareem)

2019 / 2 / 25
الحركة العمالية والنقابية


الواقع المزري لعمال القطاع الهش
عمال النظافة نموذجاً
يؤكد صندوق النقد الدولي والذي يعد احد ابرز قلاع الرأسمالية في تقرير له ان معدل البطالة في العراق بلغت اكثر من 40% ، وهي نسبة الجميع يعرف بأنها مجاملة من هذا الصندوق او لتحسين صورة او للتستر على عصابات تحكم العراق لأنها جعلت من هذا البلد مقترض اساسي من هذا الصندوق عالميا، وأن النسبة الحقيقية للبطالة هي اكثر بكثير من المعلن عنها، صندوق الرأسمالية هذا او صندوق الشرور يراقب مستويات البطالة ويعطي تقاريره، و "يناشد الحكومة" بإيجاد حلول وكأنه جهة ليست لها اية علاقة بهذه البطالة، مع ان شروطه دائما تسرح اكثر وترمي في الشارع اكثر واكثر، وتدني مستوى الاجور، وتزيد من ساعات العمل، وتخلق جيوشا من العاطلين، وبالتالي تخلق العمل الهش او ما يسمى بالعمل الغير نظامي، والذي هو السحق التام والكامل للعمال.
حقيقةً لا يوجد تعريف ثابت للعمل الهش الا انه غياب تام لأي ضمانات تسمح للعامل بتأمين مسؤولياته الاولية والتمتع بحقوقه الأساسية، اي ان العامل وأسرته سيكونان في مواجهة مصير مجهول، حيث لا ضمان على حياته او عائلته، ولا يستطيع اشباع حاجاته، فهو لا يتمتع بأية حقوق اساسية، وفي محصلة نهائية "لا استقرار معيشي"، وهو ما نلاحظه من مجمل الاعمال والاشغال التي ينخرط بها عمال هذا القطاع، والتي من بعضها: غاسلي سيارات، سواق التاكسي، واضيف لهم سائقي "التكتك" وهم بالألاف، عمال الخدمة في الاسواق الكبيرة "المولات"، عمال النظافة، عمال المصانع الاهلية، الحمالين في اسواق الجملة، عمال البناء، بائعي البسطات "الجنابر" الذين يفترشون الميادين والشوارع، بائعي كارتات الموبايل والمناديل الورقية والشاي والسكائر، بائعي الملابس القديمة "البالات"، كتبة العرائض وعمال اجهزة الاستنساخ والطابعة والمعقبين امام الدوائر الحكومية، عمال السكراب والخردة "عتيك"، وعمال معامل الطابوق، وعمال العقود في جميع الدوائر الحكومية، والقائمة تطول، فوزارة العمل تتحدث عن وجود سبعة ملايين عامل في هذا القطاع، وفي الحقيقة نكاد نجزم انه لا توجد توجهات نقابية لمعرفة الاعداد الحقيقية لهؤلاء العمال، او ما يتعرضون له، او حتى التشهير بعمل كهذا، وايجاد ورش تدريبة للنقابيين والناشطين لتطوير قدراتهم لفهم هذا القطاع المهم والحيوي من الطبقة العاملة.
ان عمال النظافة هم جزء جدا مهم وكبير داخل هذا القطاع، وقد تردى وضعهم المعاشي كباقي الفئات العاملة في العراق، بسبب سياسات الخصخصة التي اتبعتها امانة بغداد، عندما تعاقدت مع شركات تنظيف تركية و لبنانية وغيرها، بمبالغ وصلت حتى 30 مليار دينار، وهذه الشركات جلبت معها عمالا من بلدان اسيوية رخيصة "عبودية"، فارضة بذلك المبلغ الذي يتقاضاه عامل النظافة من العراقيين، وكانت هذه السياسات هي جزء من عمليات نهب منظمة كبيرة وعلى مدار سنوات، وبالفعل بدئوا بتسريح اعداد كبيرة منهم، وتأخير رواتبهم لأكثر من ثلاثة اشهر، ورسم معدل ادنى للأجر، فكان الاجر عشرة الاف دينار في اليوم، لثمان او عشر ساعات عمل حسب ما يقتضيه مزاج "السيد او الشيخ او الحاج المقاول"، الذي يستقطع من كل عامل الفي دينار لقا تشغيله، اي يصبح اجر العامل ثمانية الاف دينار، عمال النظافة غير مؤمنين على انفسهم من اي خطر يحدث، والامانة غير مسؤولة عنهم، فإذا ما تشاجر احدا معهم، او اصيب بطلق ناري، او تعرض لحادث سير او صعقة كهربائية، او او او ، فأن الامانة والمقاول ليس لهم دخل بذلك، وعلى حد التعبير العراقي الدارج ((هم والله))، واذا ما حسبنا اجور عاملا ما، اي الثمانية الاف دينار التي يتقاضاها عن يوم عمل، و"سنفترض انه غير متزوج"، ونقيس نفقاته الفردية، ما هي النتيجة يا ترى؟ لا تصرف له اجور نقل، سيقطعها من اجره، ولنفترض انها الف دينار، ايضا لا تصرف له اجور طعام، وسوف يستقطع الف دينار اخرى، علبة سكائر ب 500 دينار، قنينتي ماء بسعر500 دينار، واذا اراد شرب الشاي او البيبسي فأن الاستقطاع من مبلغ الثمانية الاف دينار سيكون النصف حتما، اي انه سيذهب الى البيت بعد ثمان او عشر ساعات عمل في "اوسخ بقعة على الارض حسب التصنيفات العالمية"، وفي جيبه اربعة الاف دينار، اي اقل من ثلاث دولارات، في وقت نسمع ونقرأ عن اجور ضيافة للوزراء و رئاسة الوزراء واعضاء البرلمان مبالغ خيالية تصل الى ملايين الدولارات، وفي وقت نسمع ونقرأ عن عامل النظافة في السويد يتقاضى خمسة الاف دولار شهريا، أي اكثر من 150 دولارا في اليوم، مع ساعات عمل اقل، وتأمين على الحياة، وظروف عمل افضل، ومسؤولية كاملة من الشركات على العمال.
ان على النقابات والاحزاب اليسارية فضح والتشهير بمثل ظروف عمل واجور متدنية كهذه لما يسمى بقطاع العمل الهش، والانخراط بعمل دؤوب لإقامة الورش العمالية والنقابية، وذلك لإرساء فهم حقيقي لهذه الكوادر والدفع بهم الى ميدان العمل النقابي المنتج والمثمر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يغازل الطبقة العمالية مستغلا انشغال ترمب في مارثون الم


.. صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون




.. التوحد مش وصمة عاملوا ولادنا بشكل طبيعى وتفهموا حالتهم .. رس


.. الشرطة الأميركية تحتجز عددا من الموظفين بشركة -غوغل- بعد تظا




.. اعتصام موظفين بشركة -غوغل- احتجاجا على دعمها لإسرائيل